كان أصغر من حصل على الثانوية في تاريخ مصر، وأصغر من دخل مدرسة الهندسة الملكية الأولى، وأصغر من تخرج فيها، وأصغر من تم ابتعاثه إلى أوروبا للحصول على شهادة الدكتوراه في العمارة، كما كان أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر، وكان أيضا أصغر من حصل على وشاح النيل ورتبة البكوية من الملك. إنه المهندس المصري وشيخ المعماريين محمد كمال إسماعيل.
اطلع الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، على مجلدات موسوعة مساجد مصر والتي صنفها المهندس المصري محمد كمال إسماعيل ليقرر على أثرها الملك استدعاءه وإسناد مهمة توسيع الحرمين له.

كان هذا النوع من الرخام موجودا في جبل صغير في اليونان، فقرر السفر بنفسه والإشراف على عملية استيراد الرخام، فكانت رحلته شاقة وصعبة ولكنها تكللت بالنجاح واستطاع استيراد الكمية المطلوبة من هذا الرخام لأرضية الحرم.
الكمية التي تعاقد عليها المهندس المصري للحرم المكي الشريف هي تقريبا نصف الكمية الموجودة بأكملها في هذا الجبل الصغير باليونان، وبعد حوالي 15 عاما طلبت المملكة من المهندس ذاته توسعة الحرم النبوي وتركيب نفس نوع الرخام في أرضيته، فسافر لليونان مجددا والشكوك تدور برأسه لأنه قد اشترى نصف الكمية الموجودة بالجبل ومن المستحيل أن يتبقى النصف الآخر كل هذه السنوات.

بالفعل اتصلت به السكرتيرة في المساء لتخبره بأنها عثرت على اسم الشركة التي اشترت الكمية المتبقية من الرخام، لتصدمه المفاجأة بأنها شركة سعودية.
عاد مسرعا من اليونان إلى المملكة وتوجه مباشرة إلى هذه الشركة لمقابلة رئيسها وسؤاله عن الرخام، لتشاء الأقدار أن الرخام بأكمله موجود في مخازن الشركة منذ 15 عاما كما هو، فقص المهندس على رئيس الشركة قصة توسعة الحرم النبوي ليقرر الأخير التبرع بالرخام بأكمله دون درهم واحد!!
