قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عم سند أقدم صانع تونيا يكشف أسرار ملابس الكهنوت

رجال الدين المسيحي
رجال الدين المسيحي

"ليلة عيد.. ليلة عيد.. الليلة ليلة عيد.. زينة وناس صوت أجراس عم بترن بعيد".. أغنية شهيرة للاحتفال بقدوم العام الجديد، هذه الأيام التي تعلو فيها صوت أغاني العيد، والترانيم، وتتزين الشوارع بأشجار "الكريسماس"، حيث يحتفل الأقباط في تلك الفترة بأعياد الميلاد، ويترددون على الكنائس بشكل مستمر ابتهالًا بالعيد، ويظهر الأطفال والكبار مرتدين ملابس بيضاء مزركشة بخيوط لامعة، وارتداء رجال الدين عباءةطويلة وعمامة تتنوع أشكالها باختلاف التطريز، ويكون مزيجًا من الألوان يغلب عليها الذهبي والأحمر والفضي.


"هو إيه اللي بيلبسوه وهما بيصلوا وليه قطع مختلفة؟".. هذا السؤال الذي يتبادر في ذهن البعض عند رؤية ملابس رجال الدين المسيحي، فعلى الرغم من تشابه ألوانها إلا عند التدقيق يلاحظ الشخص اختلاف القطع الملابس عليهم، وانفراد رئيس الكهنة بقطعة منها، فما قصة هذه الملابس التي يظهر بها الأقباط؟ ولماذا اختيرت تلك الألوان لها؟.. كثير من الأسئلة وجد لها «صدى البلد» إجابات في محل "عم سند" لبيع ملابس الكهنوت.


رغم ندرة المحال التي تعمل في هذا المجال، إلا أن "عم سند"حافظعلى هذه المهنة التي ورثها عن والده وجده، وجد جده، وكأنه اتخذ هذه المهنة وراثة عن عائلته، حيث بدأت أسرته بأكملها في صناعة وبيع ملابس الكهنوت منذ حوالي 70 عامًا، وتوارثتها الأجيال، وكان كل جيل يحرص على بث حب المهنة في قلوب الجيل التالي: "شغل بنحبه وحاجة تقربنا من ربنا" كما قال عم سند لـ"صدى البلد".


"المهنة دي جميلة واللي بيشتغل فيها بيحبها مش عشان الشغل بس لكن كمان انت بتحس بمتعة وأنت بتصنعها"، فكما أوضح الرجل الستيني، أن صنع ملابس "الهنوت" لا يستغرق وقتًا طويلًا، ولكنه يحتاج إلى شخص "باله طويل" على حد قوله، لأن كل رتبة في الكهنوت لها الزي الخاص بها ولكل قطعة في التونيا اسم خاص بها، موضحًا "لبس الكهنوت" يحتوي على العديد من التفاصيل التي تختلف من الرتبة لرتبة أخرى قد تكون تلك التفصيلة هي طريقة لبس التونية أو لونها أو تفصيلتها أو العمامة التي يرتديها الكاهن.

«التونيا» هذا هو اسم ملابس الكهنوت المختلفة، وهي كلمة يونانية معناها «امشي بترتيب»، حيث يتدرج ترتيب درجات الكهنوت، بدءًا من «الشماس» وصولًا إلى أكبر درجة وهي «كرسي البابوية»، فالكهنوت وظيفة كنسية بها رتب، ولكل رتبة زيها الخاص، ولكن إجمالًا تُسمى ملابس الكهنوت كلها بهذا الاسم.


أما عن اعتماد الملابس على اللون الأبيض بشكل أساسي فيعود إلى أن هذا اللون يرمز إلى النقاء، ويرمز أيضًا للقيامة، فوفقًا للمعتقدات القبطية سيقوم البشر بأجساد روحانية، كما جاء في سفر الرؤيا "متسربلين بثياب بيض"، كما أوضح صانع "التونيا".


رتبة الشماس أيضًا تكون عاملًا هامًا على اختيار زيه وتحديد ما يرتديه حول عنقه، فـ«البدرشيل»، وهي كلمة يونانية تعني "ما يُعلق على العنق"، وهو ما يرتديه الشماس، له طريقتان في الظهور به وتختلف باختلاف رتبة الشماس، وهو دلالة على حمل الشمامسة الصليب وخدمتهم في الكنيسة، ومن يرتديه يكون دلالة على ضبط النفس والتهيؤ للخدمة، كما قال العم سند لـ"صدى البلد".


أما ملابس الكهنة فتكون مختلفة عن نظيرتها للشماس، حيث يرتدي الكهنة «الصدرة» وهي تشبه ما كان يرتديها هارون قديمًا بأمر من الله، وهو خاص بالكهنة فقط بدلًا من البدرشيل، ويلبسونه إشارة إلى حمل نير المسيح، ويرتدي الكهنة أيضًا «المنطقة» وهي عبارة عن حزام يلبسه رئيس الكهنة، ليشد بها وسطه وقت الخدمة، وهي تشير إلي تيقظ الرعاة الدائم.


أما العمامة المميز شكلها فتسمى «الطيلسانة»، وهي تشبه العمامة التي كان يلبسها رئيس الكهنة قديما وقت الخدمة، وهي تختلف باختلاف درجة الكهنوت، ويسمى الحذاء بشكله المميز «التليك» وهو حذاء الرجل ويرمز إلى التجديد.

ويتميز رئيس الكهنة بارتداء «التاج» وهو خاص به فقط، ويرتديه وقت الخدمة فقط إشارة إلى إكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح، وفي نفس الوقت يدل علي سلطة رئاسة الكهنوت، ولكن يخلعه رئيس الكهنة وقت قراءة الإنجيل خضوعا وإجلالا.


تختلف أسعار هذه القطع باختلاف المقاس وكم التطريز في كل قطعة، وتتراوح من 100 وحتى 1200 جنيه، أما التطريز فكان قديما يعتمد على خيوط من الخيش، ونفى صانع التونيا ما تردد عن تطريز ملابس الكهنوت من خيوط غالية كخيوط الفضة والذهب، "لو ينفع اضافة دهب بيبقى حد حابب يقدم هدية للأب الكاهن على هيئة صليب ذهب لكن الكهنوت مفيهوش دهب".