قصة برنامج العلم والإيمان.. بدأ بـ 30 جنيها وأصبح الأشهر وتدخلت إسرائيل لإيقافه

في يوم الـ 27 من ديسمبر عام 1921 وُلد المفكر والفيلسوف المصري الدكتور مصطفى محمود ذات الصيت في المجتمع المصري والعربي الذي ألف 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.

أعماله

أنشأ مصطفى محمود عام 1979م مسجده في محافظة الجيزة المعروف بـ مسجد مصطفى محمود، والذي يتبعه ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظراً لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا.

قصة العلم والإيمان

لكن يُعد أشهر وأهم شيئ قدمه الدكتور مصطفى محمود هو برنامجه الشهير العلم والإيمان، ويروى مصطفى محمود أنه عندما عرض على التليفزيون المصري مشروع برنامج العلم والإيمان، وافق التليفزيون راصدًا 30 جنيها للحلقة فقط، وهو مبلغ ضئيل جداً كتكلفة لبرنامج تلفزيوني في ذلك الوقت، وبذلك كان مقرر للمشروع أن يفشل منذ بدايته.

إلا أن أحد رجال الأعمال علم بالموضوع فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح من أشهر البرامج التلفازية وأوسعها انتشاراً على الإطلاق، ولا زال الجميع يذكرونه سهرة الإثنين الساعة التاسعة ومقدمة الناى الحزينة في البرنامج وإفتتاحية مصطفى محمود "أهلا بيكم".

تعثر البرنامج

وواجهت البرنامج أزمة في عام 1976، بسبب نفاد الأفلام التي تتضمن اللقطات التي كان يستعين بها مصطفى محمود، مما جعله يسافر لإحضار شرائط جديدة، على نفقته الخاصة خوفًا من توقف البرنامج، إلى أن تحمست شركة إنتاج الرياض للإنتاج الإعلامي للبرنامج، وتولت إنتاجه ورصدت 300 جنيه للحلقة الواحدة.

وعقب رحيل مصطفى محمود في يوم 31 أكتوبر عام 2009، قال نجله أدهم، إن إسرائيل لعبت دورًا رئيسيًا في توقف عرض البرنامج على القنوات الأرضية المصرية، بعد أن مارست ضغوطًا سياسية ودبلوماسية لمطاردة أفكاره، حيث إنه كان يرد على ادعاءاتهم من خلال قراءاته في العقائد والتاريخ والعلوم، وكشف إن هناك الكثير من الحلقات التي مُنعت له من العرض، مناشدًا بالإفراج عنها، إلا أن ذلك لم يحدث بعد.