الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإنسانية لا تقدر بمال.. طبيب ينقذ حياة طفلة بعد عامين من خروجه على المعاش: واجبي في الحياة

صدى البلد

داخل غرفتها الصغيرة، المتواضعة جلست«رهف»، تبكي ولا تستطيع الحركة من شدة آلامها، لعل الله يبعث لها من أسرتها من يأخذ بيدها، ويخفف عنها شدة الآلام، والتي اسكتتها عن الكلام.

«رهف محمد أحمد» الطفلة التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها، ومن إحدى الأسر محدودة الدخل، بقرية الديدامون بمحافظة الشرقية، والتي عانت لأيام من الآم في البطن والمعدة نتيجة انتشار للحصوات في المرارة، والتي منعتها عن تناول الطعام والشراب، من شدة تلك الآلام.

والدة «رهف»، لم تملك لصغيرتها، مع شدة تلك الآلام، غير أن تربض بيدها على صدرها، وتدعو الله أن يهيئ لها من يخفف معاناتها، لما تعانيه الأسرة من ضيق ذات اليد، وعدم استطاعتها من توفير علاج طفلتها التي، تنتظر الموت على سريرها.

والد الطفلة، لم يجد امامه سبيلا لإنقاذ حياة طفلته، وتخفيف آلامها، غير الذهاب للدكتور «عبدالعزيز الرمادي» أحد أشهر أطباء مستشفى مركز الحسينية، والذي تقاعد عن العمل منذ عامين لبلوغه سن المعاش، يشكو إليه ما وصلت إليه حالة طفلته، التي بات أمرها محسوما ما بين إجراء عملية جراحية لا تقدر الأسرة على تكلفتها، أو مفارقة الحياة بمرضها.

خطورة وضع الطفلة، وشدة آلامها أفزعت الطبيب، الذي حتم عليه ضميره الإنساني قبل المهني، أن يعود لوظيفته المهنية والتي غاب عنها لأكثر من عامين بعد بلوغه سن المعاش، لإنقاذ حياة «رهف»، ومساعدة لأسرتها التي لا تجد قوت يومها، حتى قرر أن يجري لها عملية جراحية لإنقاذ حياتها.

الطبيب البالغ من العمر 62 عاما، لم يتردد في أن يمارس مهمته في مداواة الأمراض، وسط استرجاء الأب ودموع الأم، حتى قرر أن يجرى لها عملية جراحية داخل مستشفى مركز الحسينية، ويتحمل نفقاتها، رأفة بالطفلة ورحمة بأسرتها، التي لم تجد لعلاج صغيرتها غير هذا الطبيب سبيلا.

على مدار أكثر نصف ساعة، وقفت الأسرة بأكملها أمام غرفة العمليات، تدعو الله ان يرزق طفلتها النجاة، وتدعو للطبيب بالتوفيق والنجاح، لإتمام تلك العملية التي تتوقف عليها حياة «رهف»، حتى انتهت العملية وكللت بالنجاح.

«رهف» التي عانت من كثرة الحصوات في مرارتها، حتى نجحت العملية الجراحية في استخراج 12 حصوة، حالها كحال الكثيرين، ممن يعانون من الآلام ولا يجدون من يخفف آلامهم، لكن الله سخر لها من يأخذ بيدها وينقذ حياتها.

الدكتور «الرمادي»، الذي أنقذ حياة الطفلة، وصف ما قام به بانه واجبه ورسالته، قائلا: «معملتش أي حاجة غير واجبي.. اللي المفروض أي طبيب يقوم به ويكون سببا في تخفيف الآلام عن المرضى والمصابين، خاصة غير القادرين».