الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاته الـ 111.. مصطفى كامل: لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس

صدى البلد

"لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا"، "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"، كانت تلك العبارات هي الخيط الأول الذي ربط أجيال كثيرة بـ الزعيم الوطني مصطفى كامل، الذي طوى التراب منذ 111 عامًا في مثل هذا اليوم 10 فبراير 1908.

حمل الزعيم راية المقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر بقلمه وأفكاره داخليًا وخارجيًا، ندد بكل ما أوتي من قوة ضد انتهاكات الاحتلال للمجتمع المصري وشعبه، حتى كسب تأييد الخارج ولوح المصريون باسمه وزعامته.

كانت لهذه البطولة الشعبية التي صنعها مصطفى كامل تاريخ مسبق منذ ميلاده فى 14 أغسطس عام 1874، فكان والده "على محمد" الضابط بالجيش المصري هو حجر الأساس في غرس روح الوطنية في ولده الذي جاء به إلى العالم في الـ60 من عمره.

تلقى مصطفى كامل تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، وفيما بعد التحق بالمدرسة الخديوية، ومن هنا كانت البداية لمصطفى كامل الذي بدأ صوته في الظهور، فقد أسس فيها جماعة أدبية وطنية وكان يخطب من خلالها فى زملائه.

حصل على الثانوية وهو في السادسة عشرة من عمره ثم التحق بمدرسة الحقوق سنة 1891م التي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره فأتقن اللغة الفرنسية والتحق بجمعيتين وطنيتين وهو ما أدى الى صقل وطنيته وقدراته الخطابية .

وفى سنة 1893م ترك مصطفى كامل مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية ليكمل بقية سنوات دراسته ثم التحق بعد عام بكلية حقوق تولوز واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق ووضع في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس"، التي تعتبر أول مسرحية مصرية.

حمل حقائبه وعاد إلى مصر سطع اسمه في سماء الصحافة، وأخذ يكتب عن السياسة المصرية والاحتلال البريطاني، حتى ذاع صيته في بريطانيا وفرنسا، تعرف على الصحفية الشهيرة " جولييت آدم " التى فتحت صفحات مجلتها " لانوفيل ريفو " ليكتب فيها وقدمته لكبار الشخصيات الفرنسية.

بدأت النزعة الوطنية مع تولي الخديوى عباس الثانى حكم مصر فى 1892 وكان عمره 17 عامًا وكان مصطفى كامل يكبره بعام واحد، أراد عباس أن يستقل بالسلطة فبدأ فى تكوين جمعية سرية أسماها " جمعية أحباء الوطن السرية "، ليقرر كامل وأحمد لطفي السيد وعدد من الوطنيين بمنزل محمد فريد وتم تأليف جمعية الحزب الوطنى كجمعية سرية.

وفي عام 1898 كتب مصطفى كامل أول كتاب له وهو " كتاب المسألة الشرقية "، وفي عام 1900م أصدر جريدة اللواء اليومية واهتم بالتعليم وجعله مقرونًا بالتربية.

بينما كان المرض ينهش في جسده قطع "كامل" رحلة علاجه في فرنسا، بعد وقوع حادثة دنشواى، واتجه إلى لندن ليكتب عدد من المقالات ضد قمع الاحتلال، والتقى هناك ب"السير كامبل باترمان " رئيس الوزراء البريطانى الذى عرض عليه تشكيل الوزارة غير أنه رفض هذا العرض .

وفي 1907 عاد مصطفى كامل إلى مصر وهو في حالة إعياء شديدة، رغم ذلك ألقى خطبة مطولة أعلن فيها تأسيس الحزب الوطني الذي تألف برنامجه السياسي من عدة مواد أهمها المطالبة باستقلال مصر كما أقرته معاهدة لندن 1840م وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها ونشر التعليم وبث الشعور الوطني غير أن الجلاء والدستور كانا أهم مطلبين الحزب.

ظل يحارب الاحتلال على فراش المرض حتى توفى فى 10 فبراير 1908م أى بعد حوالى أربعة أشهر من إعلانه عن تأسيس الحزب الوطنى.

-