الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجوى عطيف تكتب : المعنى الحقيقي للصداقة ..!!

صدى البلد

الصداقة بمعانيها الملموسة والمحسوسة والتي نتعايش معها ، هل هي مجرد كلمة أو شعار أم واقع نحياه بصدقه وبملامحه الحقيقية ؟ .. مازلنا نتمني أن نصادف الصداقة ونعيشها بكافة تفاصيلها كما يكتب عنها الروائيين ويطربنا بمعانيها المغنيين .. !!

وأتساءل .. هل الصداقة وهم ونقنع أنفسنا بأنها بالفعل بيننا ؟ أم تحتاج إلى حرفية من نوع خاص ودهاء وسط هذا الزمن الملبد بالغيوم في الصدق ؟ ..

شاء القدر أن أرى الخيانة تتجسد أمام عيني .. وبدون شك هو إحساس يصيبك بالقهر والوجع خصوصا أن جاء من الصديقة التي كنت أتخليها وجهي الآخر في الدنيا ، تحاكي ملامحي وصفاتي ، وأمامها فقط أنثر جبال همومي وأحزاني في وقت ضيقي ، ومعها فقط أيضا كانت تنفجر براكين أفراحي ، كنت اترجم تلك الأشياء بعفوية بدون تفكير، وكأني كتبت معها عقد احتكار للوفاء .

لم أجادل عقلي أو أرهقه بالاستفسارات والتساؤلات عن أسباب صدقي وتدفق مشاعري .. كنت أعطي ولا أنتظر المقابل فالعطاء جزء من تكويني لا ينفصل عني ولا أستطيع التخلي عنه ، وفي الأزمات والمواقف العصيب لم أتقاعس عن الواجب مهما تلقيت من طعنات ..

الإخلاص والوفاء وغيرهما من صفات الإنسانية عهد التزم به لا يقدره إلا أصحاب المعادن الأصيلة ، نزهت نفسي عن صغائر النفوس المريضة ، وكل ما سعيت إليه بعقل مغيب هو التفاني في محبة كل من حولي فقط كان يفكيني أن أراهم بخير وسعادة..

بهدوء نفس وبطيب خاطر كنت ألتفح بمشاعر الأخوة والأمومه والصداقة بأسمي المعاني، اعطيت واعطيت واعطيت وتفانيت ولم أنتظر المقابل سواء من هذه الصديقة الخائنة أو غيرها ، سعيت لأترجم صدقي بوقفات ومواقف ، وزرعت الخير وحصدته غيرة وحقد وتخلي، هل يمكن أن تتحول الصداقة إلى غول شرس يبتلع المعاني الجميلة لمجرد خلافات شخصية ، هل نخطئ عندما نتعامل بشفافية ونقاء بدون مواربة ؟ وهل يجب أن نراوغ ونرتدي أقنعة مستعارة ؟ ..

تلقيت صدمات عنيفة قهرت قلبي .. ولولا اصالة معدني وقوتي لتغيرت شخصيتي وفقدت إحساسي بالاستمرار في التمسك بهذه القيم والمبادئ ، ورغم كل ما حدث تماسكت وتحديت الانهيار ، ولن أفقد وفائي واخلاصي ونقاء نيتي حتي النفس الأخير في حياتي .. يكفيني إيماني بقيم تربيت عليها منذ نعومة أظافري وترسخت بوجداني ، وسأظل على عهدي مهما تلقيت من طعنات جديدة .. سأواصل رحلة العطاء والوفاء ..

الإنسان الذي يعيش بصدق قلبه ونقاء ولا يعرف الكذب ولا الخداع ولا الخيانة لن تهزمه عواصف الزمن ولن يسقط أمام رياح الألم والحزن مما يعانيه من بشر فقدوا الرحمة وذبحوا المعاني الجميلة .. لن يتبدل معدنه أبدا وسيحافظ على قيمه ومبادئه حتى وهو ينازع الموت .