الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان: ليلةٌ ممطرةٌ 3

صدى البلد

المتهم في عجب شديد: وليد مش ممكن يعمل كده ! 
أنا عارف وليد كويس جدًا، وليد فنان ميعرفش غير دراسته والموسيقى . 
صحيح المرحومة كانت مختلفة معاه بسبب الموسيقى عشان كده كان عايش بعيد عنها في بيت تاني . بس ده لأنها كانت خايفة على مستقبله 
خصوصًا أنه طالب في كلية الطب وهو يعرف كده كويس جدًا 
وليد مش ممكن يعمل كده ! 

الضابط : طيب إيه رأيك إن وليد بيتهمك بقتل أخته ؟ 
المتهم : مش ممكن وليد يقول كده ! وليد عارف كويس جدًا إني مش ممكن أقدر أعيش من غيرها ! 
الضابط بصوت مرتفع : ليه مش ممكن أنت إيه ؟ ! 
كلام الجيران مش صحيح ووليد كلامه مش صحيح !
أمال إيه اللي صحيح فهمني ! لو مش انت اللي قتلتها مين ممكن يعملها ؟ 
ساعدني عشان أقدر أساعدك أنا كمان .
الإنكار مش في مصلحتك صدقني .

المتهم : أنت عاوزني أعترف بإيه يا حضرة الظابط !
أنا بريء والله بريء . 
الضابط يأمر بإعادة المتهم إلى الحجز مرة أخرى ثم ينتقل إلى مكان تواجد وليد 
لكن حارس العقار يخبره بأن وليد خرج منذ الصباح الباكر مستقلًا سيارته . 

الضابط : طيب متعرفش هو راح فين ؟ 
الحارس : لا يا باشا بس هو في الوقت ده بيكون في الشغل. 
الضابط : والشغل ده فين ؟ عنوانه إيه ؟ 
الحارس : لا يا باشا معرفش مكان شغله .. 
الضابط ينصرف تجاه سيارته لكن الحارس ينادي : يا باشا . يا باشا 
هو كان سايب كارت عشان لو في أي حاجة أكلمه .
ثواني أجيب لحضرتك الكارت . 

الضابط : ولما أنت معاك الكارت ده ساكت ليه من الصبح ! 
أنت كنت ناوي تعمل عليه صينية بطاطس ولا إيه ! هات يا راجل يا طيب .
قولي يا عم الحاج : وليد ساكن هنا من زمان ؟ 
الحارس : الأستاذ وليد ساكن في العمارة دي من سنة تقريبًا 
وكان معاه واحد صاحبه اسمه الأستاذ شادي بس إيه يا باشا : راجل سكرة 
الضابط : لا يا راجل !! 
الحارس :أه والله يا باشا بس هو ساب الشقة من مدة بسيطة شكله رجع البلد . 

الضابط : وانت عرفت منين انه رجع البلد ؟
الحارس : طبعًا يا باشا رجع البلد ، أمال يعني هيروح فين ؟
الواحد مننا يا سعادة الباشا لازم يشغل دماغه . أمال ايه 
هو حضرتك فاكرني مش متعلم ولا إيه ؟! أنا مخلص علام لحد رابعة ابتدائي . 
الضابط : أممم ما شاء الله ! جميل بس عايز أقولك حاجة : 
أنا مش عايزك تشغل دماغك تاني ، أنت بس بلغني بأي حاجة متتعبش نفسك أنت 
واحنا هنشغل دماغنا مكانك ، ماشي ؟ 
الضابط يأخذ الكارت ثم يتوجه إلى مكان عمل وليد فتخبره هايدي إحدى زميلاته بأن وليد في شرم الشيخ 
مع مجموعة أخرى من أفراد العمل .. 
الضابط : بيعمل إيه في شرم الشيخ ؟ فسحة يعني ولا إيه ؟ 
الزميلة : لا مش فسحة هو في شغل هناك . وهيرجع بعد يومين . 
بدأ الشك يتسلل إلى عقل الضابط ! 
كيف يمارس وليد عمله في الموسيقى بشكل طبيعي 
رغم ظروف مقتل شقيقته ؟ بالفعل هذا أمر غريب بعيد عن التصور !
كيف له أن يتصرف على هذا النحو !
كيف يمارس حياته وعمله بهذا الشكل الطبيعي !
فقد كانت إلهام شقيقته الوحيدة !
لكن الضابط أمامه عمل أخر لابد أن يقوم به الأن قبل العودة إلى مكتبه 
هو يريد أن ينهي قضية القتيل المجهول ضحية السيارة . 
يتوجه الضابط للمستشفى لمتابعة ما تم بشأن الشاب الذي مات على الطريق 
فيخبره الطبيب أنه حتى الأن لم يتم التعرف على الجثة . 
الضابط : غريبة ! هو الراجل ده ملهوش أهل ولا إيه !!