الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حبشية وقعت في أسر الفرعون.. حكاية عايدة التي ارتبطت باسم أول أوبرا في تاريخ مصر

أوبرا عايدة
أوبرا عايدة

ساحة معبد حتشبسوت بمدينة الأقصر تتأهب خلال شهور قادمة، لاستقبال هذا العرض العالمي المستلهم من تاريخ الحضارة المصرية والمرتبط بحدث عظيم في تاريخ مصر.

أوبرا عايدة وفقا لبيان غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة، في الأقصر، ستعود للعرض من جديد بعد غياب 22 عاما، خلال أكتوبر المقبل، بعروض جديدة، وذلك بالتنسيق بين وزارات الآثار والسياحة والطيران، والمحافظة.

وكان اسم الأوبرا الشهير قد أثار فضول لدى كل من تعرض لها بالمشاهدة أو القراءة أو حتى مجرد السماع عنها.. فمن هي عايدة وما قصتها ؟

في 17 نوفمبر 1869 افتتحت قناة السويس وكان من مظاهر التحضير لحفل الافتتاح الكبير، بناء دار الأوبرا الخديوية، التي تم افتتاحها يوم 29 نوفمبر سنة 1869 بعد أن انتهت أعمال بنائها بعد خمسة شهور، وهو معدل قياسي لإنجاز العمل بها، وتكلفت حينها 160 ألف جنيه، وكانت تسع لـ 850 متفرجا وكان مكانها فى ميدان العتبه الحالي فى القاهرة.

وطلب اسماعيل باشا من عالم الاثار الكبير مارييت الذي كان يشغل وقتها مدير الاثار الفرعونية، أن يختار موضوعا ليكون رواية لأوبرا مصرية، فكتب مارييت قصة أوبرا عايدة التي صيغت شعريًا، وتم إرساله للموسيقار الطليانى المشهور جوزيبى فيردى ليتولى أعمال التلحين وتناسب العرض على ضيوف مصر فى حفل افتتاح الأوبرا المصرية ضمن احتفالات افتتاح قناة السويس، فوافق فيردى مقابل 150 ألف فرنك من الذهب الخالص.

وتحكي الأوبرا قصة انتصار المصريين على الأحباش، ووقوع قائد الجيش المصرى "راداميس" والاميرة الحبشية "عايدة" في غرام بعضهما بعدما أسرها الجيش المصري في الحرب، ثم حاول الاثنان الهرب إلى الحبشة لكن فرعون مصر اكتشف خطتهما فحكم على راداميس بالإعدام.

تم الانتهاء من تأليف الأوبرا وجاهزيتها للعرض، ووزعت الإعلانات حيث كُتب على غلاف الترجمة للمصريين: "قطعة تياترية تشتمل على مناظر معجبة ومراقص مستغربه تتخللها أغان موسيقية طربية موزعة على ثلاثة فصول وسبعة مناظر، بأمر سعادة خديوي مصر لقصد تصويرها فى تياترو الأوبرا بمصر القاهرة ".

الغريب أن فيردى لم ينته من التلحين فى ميعاد افتتاح الأوبرا يوم 29 نوفمبر فعرضت بدلا منها أوبرا ريجوليتو التي حملت ألحانه أيضا.

لاقت أوبرا عايدة نجاحا كبيرا فى كل العالم و اشتهرت مقاطعها و بالذات بمارش انتصار الجيش المصرى الذى تحول إلى موسيقى السلام الوطنى المصرى، وعرضت الأوبرا فى مصر وفي بلاد كثيرة بديكورات فخمة تعكس عظمة تاريخ مصر وتراثها الحضارى و بأعداد ضخمة من الراقصين والكومبارس و ظهرت سباع ووحوش فى أكثر من عرض، كما ان الأوبرا لازالت تُعرض كل سنة على مسرح مكشوف في فيرونا بإيطاليا.