الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كشف خطاب كراهية الإسلام


تحت عنوان "مرصد الإسلاموفوبيا بدار الإفتاء يرحب بأداة لكشف خطاب كراهية الإسلام على منصة تويتر" نشر صفحة دار الإفتاء هذا الخبر الذى أراه رائع المسعى لإظهار عوامل وآليات هذا الخطاب الذى يطول ديننا في العديد من البلدان الخارجية، سواء أكانت غربية أوروبية أم غير ذلك، في شبهات نؤكد مشددين أنها محض افتراء وتزييف لعدم يتعمدون أن يروه واقعا مجسدا يصنعه خيالهم وعقولهم وأفئدتهم الشانئة لديننا، الحاقدة، الحاسدة لتعاليم عقيدته. 

تفاصيل الخبر مفاده أن مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية رحب بأداة جديدة لكشف خطاب كراهية الإسلام على منصة تويتر طورتها منظمة "حوار أفريقيا" بجنوب أفريقيا، موضحا أن هذه الأداة تسعى إلى فهم أفضل لمدى انتشار وخطورة الخطاب الذي يحرض على كراهية الإسلام والمسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا " تويتر"، حيث مثل هذا الخطاب يضر بالضحايا المسلمين، ويخلق شعورا بالخوف بين المجتمعات المسلمة، وينتهك المبادئ الأساسية للعدالة؛ ومن ثم شرعت المؤسسة في إنشاء أداة تصنيف باستخدام التعلم الآلي الذي يكتشف تلقائيا ما إذا كانت التغريدات تحتوي على الإسلاموفوبيا أم لا؟.

من نتائج هذه الأداة الكاشفة لخطاب كراهية الإسلام على منصة تويتر التى طورتها منظمة "حوار أفريقيا" بجنوب أفريقيا أن بها تم تحقيق خطوات كبيرة في استخدام التعلم الآلي لتصنيف الكلام الذي يحض على الكراهية بشكل عام وبقوة وعلى نطاق واسع وفي الوقت المناسب، وعلى وجه الخصوص ، ومن ثمة تم إحراز الكثير من التقدم لتصنيف المحتوى استنادا إلى كونه أمرا يدعو إلى الكراهية أم لا، كما أن من أهم مميزات هذه الأداة أنها ترصد درجات شدة خطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، بما يشمله من سلسلة متصلة من الهجوم اللفظي، وتحقير المسلمين وإهانتهم والدعوة لتجاهلهم، ومن ثم ترصد الأداة شدة خطاب الكراهية بدءا من كيف ينظر إلى المسلمين على أنهم "مختلفون"؟، إلى القول بأنهم ليسوا أعضاء شرعيين في المجتمع؛ فهو يتراوح بين العنف اللفظي، والدعوة إلى عزل المسلمين عن المجتمع؛ وبهذا تتمكن الأداة من تصنيف ما إذا كان المحتوى معاديا للإسلام أم لا؟، وما إذا كان الخوف من الإسلام قويا أم ضعيفا؟.

مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية أشار إلى أن الأداة عرفت خطاب الكراهية المعادي للإسلام بأنه "أي محتوى يتم إنتاجه أو مشاركته يعبر عن السلبية ضد الإسلام أو المسلمين"، وبموجب هذا التعريف، فإن الإسلاموفوبيا القوية تتضمن عبارات مثل "كل المسلمين برابرة"، في حين أن كراهية الإسلام الضعيفة تتضمن تعبيرات أقل حدة، مثل "المسلمون يأكلون طعاما غريبا"، لافتا أن القدرة على التمييز بين كراهية الإسلام الضعيفة والقوية لن تساعد فقط على كشف الكراهية وإزالتها بشكل أفضل، ولكن تمكن أيضا من فهم ديناميكيات كراهية الإسلام، والتحقيق في عمليات التطرف حين يصبح الشخص أكثر فأكثر معاديا للإسلام، وتقديم دعم أفضل للضحايا، خاتما تقريره بأن كشف خطاب الكراهية ضد الإسلام يمثل تحديا حقيقيا وملحا للحكومات وشركات التكنولوجيا والأكاديميين، وللأسف، فإن هذه المشكلة لن تختفي ولا توجد حلول بسيطة، ولكن إذا كانت هناك رغبة جادة في إزالة خطاب الكراهية والتطرف من الفضاءات على الإنترنت، وجعل منصات التواصل الاجتماعي آمنة لجميع الذين يستخدمونها، فعندئذ نحتاج إلى البدء بالأدوات المناسبة. 

وبالفعل للأسف، ما ختم به المرصد تقريره من أن كشف خطاب الكراهية ضد الإسلام يمثل تحديا حقيقيا وملحا للحكومات وشركات التكنولوجيا والأكاديميين، حقيقة واقعية، مجسدة في الكثير من المجتمعات الخارجية التي يعيش بها المسلمون، يعمل على علاجها مفكرينا ودعاتنا المخلصون بالخارج، ويضعون لها الحلول والعلاج الناجح الناجع، كل بفكره، وطريقته.

لعل من جميل ورائع المحاولات الجادة التي تجابه تلك المعضلة والداء، والتي تضع المسلمين بين التحدى والمواجهة المؤلف الممتاز " نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي" لمؤلفه الدكتور عبد الكريم بكار الذى يعد أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حيث يسعى إلى تقديم طرح مؤصل ومجدد لمختلف القضايا ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة والفكر والتربية والعمل الدعوي، وفى مؤلفه هذا يطرح الدكتور بكار واقع العالم الإسلامي الان عبر ريشة فكره فيذكر أن هناك تقصيرا كبيرا في نشر الدعوة خارج المجتمعات الإسلامية، والتقصير في التوعية الإسلامية داخلها، حيث على الصعيد الأول أكثر المراكز والقنصليات التابعة للدول الإسلامية لا تهتم بأمر الدعوة، ليس لديها ملحقون دينيون، وليس لها أنشطة في اظهار شعائر الإسلام او التعريف به، مشددا أن أمتنا تملك الرسالة التي تحتاجها البشرية لإنقاذها ونجاتها، كما ان الإسلام يمثل الامتداد الثقافي والحضارى للدول الإسلامية خارج حدودها لو كانت راغبة في بناء خطوط دفاع متقدمة أو بناء علاقات ومصالح تخدم أمة الإسلام، ولو لم يكن في شرح الإسلام للعالم سوى تحسين صورة المسلمين التي شوهها الإعلام الصهيوني أمام الآخرين لكان ذاك كبيرا.

كما كان للمفكر الاسلامى فضيلة العلَّامة الدكتور عبدالسلام العبادي أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي الحالي، وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الأسبق، دواؤه وعلاجه الشافى من تلك القضية -الاسلاموفوبيا-، حين ذكر لى في حوارى الشامل الجامع مع فضيلته، والذى فيه فتحنا معا ملف "تجديد الفكر الإسلامي والمشروع النهضوى الحضارى الإسلامي " الشائك، ذكر فضيلته أن بمجمع الفقه الإسلامي في دورته السابعة التي عقدت في جدة في الفترة(12-7ذي القعدة1412هـ / 14-9 مايو 1992) قدم له بحثا بعنوان " دراسة حول الغزو الثقافي للعالم الإسلامي ، بداياته، دوافعه، أبعاده، وسبل مواجهته "، بين فيه أن التشويه المتعمد ضد الإسلام مستمر، قامت وتقوم عليه مؤسسات وجهات في العالم الغربي ، شارك فيه المبشرون والمستشرقون من وقت مبكر ، وهو مستمر فيما يسمى هذه الأيام بالتخويف من الإسلام (إسلام فوبيا)، والذى زادت حدته بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، وتعددت وسائل ذلك بعد التقدم الإعلامي المعاصر ، وانبرت العديد من الجهات الإسلامية للرد على ذلك وتفنيده .
وطالب فيه مشددا بضرورة الاستفادة الفعالة والمدروسة من أساليب العصر في البيان، خاصة في مجالات الإذاعة والتلفزيون الأقمار الصناعية، ووسائل الاتصال الحديثة فيسبوك و تويتر التي لا تعرف الحدود، مما يمكّن من إيصال كلمة الحق والخير الى جميع أنحاء الدنيا، دون اهمال لكل وسيلة متاحة مثل الصحف والمجلات وكتب التعريف وعقد المؤتمرات والندوات وإقامة المراكز والمساجد ، كما بين ضرورة الاستفادة من انتشار أفكار الحرية والديمقراطية في المجتمعات الإنسانية لنشر الفكر الإسلامي والتعريف به بعلمية وموضوعية ، داعيا الى الاهتمام بمواجهة القضايا المعاصرة بحلول إسلامية ، والعمل على نقل حلول الإسلام لهذه المشكلات الى التنفيذ والممارسة، لأن التطبيق الناجح هو أفعل طرق الدعوة والبيان، دعيا الى الاهتمام بخطب الجمعة وتطوير الأداء فيها لمواجهة كل مظاهر الغزو الثقافي وآثاره، وتعريف المسلمين بدينهم التعريف السليم المتكامل، والتنبيه إلى أهمية دراسة الأفكار الوافدة والمبادئ المستوردة، والتعريف بمظاهر قصورها ونقدها بأمانة وموضوعية ، وأيضا ترشيد الصحوة الإسلامية ، ومعالجة كل مظاهر التزمت والانغلاق وبناء الشخصية الإسلامية السوية التي تقدم للمجتمع الإنساني صورة مشرقة للتطبيق الإسلامي على المستوى الفردى والجماعى وفى كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، وقد انتهى مجمع الفقه الإسلامي الدولى الى قرار تبنى ما أوردته في بحثى .
مما سبق أؤكد ان محاولات علمائنا ومفكرينا لوضع دواء ناجع شافي لهذا الداء المزمن -الاسلاموفوبيا- جادة، ودؤوبة، وحثيثة، ومخلصة، وسادرة، لكن يبقى التطبيق الفعلى والعملى لها منا نحن المسلمين، وإلا سيظل فرار الغرب وأعداء الإسلام لنا ولديننا قائما، فرار المعافى من المجذوم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط