"تخيل أن الكون لا طعم له أو لون أو أن التليفزيون من غير سبيستون.. هذا محال صديقي تعال"، عالم من الكواكب هبطت به طفولة جيل كامل، فحفظوا شعاره وأغانيه عن ظهر قلب، يستعيدوا ذكرياته اليوم، ليغدو أطفال الأمس آباء اليوم، يحيون عيد ميلاد سبيستون 19.لم يجرؤ الآباء على تغيير القناة أمام أطفالهم، لم تكن مجرد رسوم متحركة يتابعونها فقط، بل كانت طفولة بريئة عاشها جيل التسعينات والثمانينات، افتقدوها اليوم في ظل غياب قنوات الأطفال الهادفة وسيطرة الألعاب الإلكترونية واستحواذ التكنولوجيا على عقولهم بشكل كبير.
بدأت سبيستون البث لأول مرة في مارس عام 2000، وبالرغم من كونها اعتمدت على الرسوم المتحركة اليابانية ودبلجتها إلى العربية، إلا أنها قامت بتغيير وتعديل المحتوى بطريقة تتلاءم مع الطفل العربي والعادات والتقاليد، بطريقة ترسخ القيم النبيلة والأخلاق الحسنة لدى الأطفال ونبذ العنف، كما اهتمت القناة من خلال مواد استحدثتها بتعليم الأطفال مبادئ وقواعد الدين الإسلامي وأركانه من خلال أناشيد الحج، مع إضفاء الطابع القيّمي والأخلاقي للمجتمع العربي والإسلامي، ما جعلها تتفرد وتتميز بكونها الأولى من نوعها التي تسلك هذا النهج في محتواها، وكانت القناة الوحيدة المخصّصة للأطفال في العالم العربي في ذلك الوقت، قبل أن تلحقها في العام التالي قناة "آرتينز" التابعة لشبكة راديو وتليفزيون العرب.
قناة شباب المستقبل، لم يكن مجرد شعار اتخذته القناة، متخذة من الكواكب محطات لها، "أبجد" كان أحد الكواكب المختص برسوم العلوم والبرامج التوعوية للأطفال مثل باص المدرسة العجيب وبارني، وغيره من الكواكب التي تنوعت وتعددت محتواها من كوكب رياضة إلى أكشن ورياضة وتاريخ ومغامرات، فضلا عن كوكب الفتيات المفضل، زمردة كوكب البنات فقط.
ترَكت قناة سبيستون أثرا بالغا في قلوب ونفوس أطفال جيل الحِقبة الذهبية للقناة، فأثرت وبشكل واضح في جيل كامل من الأطفال في العالم العربي، الذين تشاركوا معا لحظات الفرح والحُزن في حبكات قصص ومُسلسلات القناة؛ بكوا في لحظة حُزن على وفاة والدة سامي ووسيم في "أنا وأخي"، وفرحوا بلقاء "ريمي" بعائلتها، شعروا بالخوف على كونان في صراعه مع المنظمة السوداء، وصولا إلى أجواء التنافس والتشجيع والهتاف والتصفيق مع أهداف الكابتن ماجد، وانتصارات سابق ولاحق في حلبات سباق السيارات.
لم تكن الرسوم المتحركة فقط ذات التأثير على الأطفال، فتعلقوا بصوت مغنية شارة البداية في الرسوم المتحركة بسبيستون التي أحبوها، حتى ظهروا بقوة اليوم في حفلات المغنيّة السورية رشا رزق ذات التجربة الموسيقية الغنيّة والواسعة والتي ما زال الجمهور يطلب منها حتّى الآن أداء شارات المسلسلات، أو في الفِرق الموسيقية المختلفة التي تؤدّي أغاني القناة.