الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خيرا تعمل شرا تلقى.. خصم شهر ونصف مكافأة البطل المصري صاحب أول ذهبية أوليمبية في رفع الأثقال

سيد نصير  صاحب أول
سيد نصير صاحب أول ذهبية أوليمبية في رفع الأثقال

حفل فاخر على أعلى مستوى، أقيم في نادي الجزيرة، حضره رئيس الوزراء برفقة وزرائه الآخرين، وأفراد من الأسرة الملكية، الجميع أتى تلك الليلة للاحتفاء بالبطل المصري الذي رفع اسم بلاده عاليا، وحصد أول ميدالية ذهبية في رفع الأثقال بدورة هولندا عام 1928، الأضواء وجمل الثناء والشر تحوم حول سيد نصير، نجم الليلة الذي سطع باسمه حول العالم، شعورا بالفرحة والانتصار عاشه الشاب في تلك الليلة ليشعر في داخله أنه لم يعد ذلك الشاب العادي.


"يا قاهر الغرب العتيـد ملأته... بثناء مصر على الشفاه جميلا" لم يتمالك الفتى فرحته حتى فاجأه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة مدحه، شعر أنه ملك توج على عرش الرياضة المصرية، نجم يتفاخر به المسئولون في جلساتهم، بعد فوزه بذهبية في بطولة أمستردام الأولمبية 1928، وزن خفيف الثقيل بمجموعة 355.5 كجم (ضغط 100 كجم - خطف 110 كجم - نطر 147.5 كجم) ليصبح أول مصري وعربي يفوز بميدالية ذهبية في الدورات الأوليمبية.


بعد أجواء الاحتفاء به، عاد نصير إلى عمله، فكان موظفا بسيطا في وزارة الشئون الاجتماعية، ولكن لم تنته أجواء الاحتفال به، التف حوله أصدقاؤه، الغريب يهنئه قبل القريب، تنهال عليه عبارات التهنئة، ليقاطعهم صوت أحدهم يخبر سيد نصير بطلب المدير له.

تجهز الفتى، يفكر كيف سيكافئه مديره بعد الذي حققه، هل سيصرف له مكافأة شهرا، أم إجازة بمرتب، لتقع عليه الصدمة وكأنه ضرب في وجهه بأثقل حمل يمكنه حمله، وأصعب سؤال يمكن أن يوجه إليه، تعجز شفتاه عن الرد، فسأله مديره عن سبب غيابه عن العمل الفترة الماضية، فقرر معاقبته بخصم شهر من مرتبه، فرد عليه قائلا إنه كان يلعب في الأوليمبياد بأمستردام وقابل ملك هولندا هناك وصافحه والتقط الصور معه حتى تنقالتها الصحف، فصدمه مديره مرة أخرى بالخصم نصف شهر نتيجة عدم طلب إذن رسمي من المصلحة لمقابلة الملك. 

غضب نصير من هذه المكافأة التي لم تكن متوقعة، واشتد غيظه بمديره، فأخذ يخبره بالحفلة التي أقيمت على شرفه بحضور رموز الدولة، يغيظه بالمسئولين تارة وتارة أخرى يسرد له أجواء الليلة التي قضاها، لم يكن المدير على علم ودراية بالمعنى الحقيقي لبطولة أوليمبية، فبدأ يصطدم بما يحكيه سيد نصير البطل الأوليمبي، يبحلق له غير مصدق، كيف قابل ذلك الموظف البسيط رئيس الوزراء، بل كيف سافر من الأساس إلى هولندا.

لم يصدق المدير ما رواه سيد نصير، وهرع في الطرقات خارجا من مكتبه يسأل ويتأكد من زملائه ومن الموظفين في المكان، ففوجئ بالجميع يحتفي بالبطل المصري، بل يرددون شعر أحمد شوقي الذي أنشده لزميلهم، أصابه الذهول من المفاجأة ولم يتحمل اللحظة حتى وقع مغشيا عليه.

ويعود لنصير الفضل في الترويج لرفع الأثقال في مصر، واتجهت الأضواء إليه بعد النجاح الذي حققه دوليا، ومن فتى يعشق لعبة رفع الأثقال في الموالد الشعبية، تعلم على يد البطل عبد الحليم المصري، إلى الفوز ببطولة العالم في رفع الأثقال للوزن الثقيل لعامين على التوالي.

رحل نصير عن عالمنا عام 1974، عن عمر ناهز 69 عاما، بعد حياة زخرت بالتكريم والاحتفاء، فحصل على وسام النيل في الأربعينات ووسام الرياضة من الرئيس جمال عبد الناصر في أكتوبر عام 1965م.

وتم تعيينه وكيل وزارة الشباب وكان مسئولا عن مجموعات الكشافة والمرشدات في تطهير مدينة بورسعيد إبان العدوان الثلاثى 1956 وكان له ولد وبنتان حسن وفادية ونادية.