الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سمير يكتب: محمد مشالي على نهج الصالحين

أحمد سمير
أحمد سمير

في خِضم الحياة وصخب السياسة وتحركات العالم نحو بيع السلاح وبناء محطات النووى والحديث عن كيف تصبح رائد أعمال وما هي أول خطوة في طريق المليون والفضائيات التى لم تخلُ من إعلانات الكمبوند والفيلات التى تبعد عشر دقائق من الدائري ونصف ساعة من العاصمة نجد حوارا سجله أحد البرامج الفضائية مع الدكتور محمد مشالي الملقب بملاك الغربية ، ذلك الرجل السبعيني الذى يعمل من التاسعة صباحا حتى منتصف الليل بين ثلاث عيادات والفيزيتة لا تتجاوز العشرة جنيهات وان لم تكن تملكهم فلا تدفع و الكشف والعلاج مجاني ويتساءل المذيع متعجبا وماذا تفعل أمام متطلبات الحياة ويرد الطبيب في حكمة بالغة لايزال صداها في جسدى وخاطرى قائلا : لقد أعطتنى الدنيا أكثر مما أتمني وأكثر مما أستحق ..

هكذا جسد لنا مشالي لقاء بين السماء والأرض بين النور والظلام بين الداء والدواء، ذلك الطبيب الذي تجلت فيه رحمة الله ويد المسيح وحكمة لقمان لم ألتق بأحد من قبل لم يسجد للمال أو علي الأقل لم يقدسه فقط كنت أقرأ عن هؤلاء في الكتب المقدسة أو فى روايات ليو تولستوى وأشعار الحلاج ومخاطبات النفرى وجدتهم فقط بين سطور التاريخ .

دكتور محمد مشالي يهدم في عقلنا الحديث نظرية نيتشه عن موت الفضيلة ويبعث في نفوسنا الحياة والأخلاق وأن الإنسان قد حُرِمَ فَهم نَفسه لكنه مُنِحَ الحُب ليكتشف نفسه في الأخرين ، يكشف لنا مشالى في عصر النانو تكنولوجى أننا لا نحتاج إلي نبي ومعجزات لا نحتاج إلي عصا موسى ولا نحتاج إلى شق البحر ،نحن فقط نحتاج إلى إنسان لنتعرف إليه.

أما الآن فأنا أدرك لماذا جَنة الفردوس ولماذا الجحيم ...