الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رضا نايل يكتب: حضارة الفرجة.. الجهل هو القوة

الكاتب الصحفي رضا
الكاتب الصحفي رضا نايل

قابل الرئيس الأسبق حسني مبارك وفدا من الفنانين، كان من أعضائه الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وسأله الرئيس مبارك عن آخر الألحان؟!

فأجابه الشريعي: أحمد حلمي اتجوز عايدة!!

ضحك الرئيس مستغربًا، فأكد له الشريعي أن هذه هي أحدث الأغاني التي يسمعها الناس؟!

فالناس الذين كانوا يستيقظون قديما على صوت الشيخ محمد رفعت، وأم كلثوم وهي تغرد "يا صباح الخير يا للي معنا"، صاروا اليوم يستيقظون على الفيس بوك وتويتر لمتابعة أخبار النجوم وفضائحهم، وصوت خالد عيلش في "سبعة عالمحطة" ، وأغاني المهرجانات، وأخبار الفساد والإباحية والشواذ، وبرامج الطهي والموضة، وفيديوهات الهلس لمشاهير السوشيال ميديا وراقصي الزومبى التي تدر أرباحا تقدر بالملايين.

حتى في أمريكا هاجم الإعلامي الأمريكي بيرس مورجان نجمة تلفزيون الواقع كايلي جينر، بعد تصنيفها مجددا كأصغر مليارديرة في العالم بثروة تصل لـ٩٠٠ مليون دولار أمريكي، وكل ما تفعله هو الترويج لمنتجات مستحضرات التجميل الخاصة بها عبر مواقع التواصل، ولا تنسى أن كايلي مثلها مثل باقي نجمات عائلة كارداشيان اللاتي كان فيلم إباحي لـ"كيم كارداشيان" مع حبيبها، سببا في بناء إمبراطورية آل كارداشيان حول العالم .

لذا لا عجب أن تتحدث فيفي عبده عن مقاومة العدو الإسرائيلي وتحرير القدس، أو تتشدق نجمة شهيرة يكشف فستانها عن نهديها المكتنزين بتجديد الخطاب الديني ووسطية الإسلام.

لأننا نعيش الآن في حضارة الفرجة كما يقول الكاتب البيروفي ماريو بارجاس يوسا في كتابه "حضارة الفرجة"، حيث تقديس الترفيه والتسلية وجعلهما الهدف الأسمى للحضارة التي تصنع رموزا مبتذلة رخيصة بلا أي قيمة، فغاب المفكرون، الفلاسفة، العلماء، والأدباء، وصار الطهاة، مصممو الأزياء، عديمو الموهبة في الفن والأدب، لاعبو الكرة، ومطربو المهرجانات هم رموز المجتمع.

وأعتقد يقينا أن جملة " لم يعد هناك شعب، ولم تعد هناك دولة، بل مجموعة من الشركات الكبرى يُدار العالم من خلالها" التي وردت في فيلم Network 1976 كانت نبوءة صحيحة عمّا آل إليه العالم الآن من زوال للثقافة وتطبيق لمقولة جورج أويل "الجهل هو القوة".

رضا نايل