الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تكوين الأمم مبنى على الاختلاف


إن تكوين الأمم والأفراد والمجتمعات مبنى على الإختلاف فى الشكل والمضمون الإجتماعى والسياسى والأطر العامة للمعاملات والحياة , والأساس فى هذا العالم الدنيوى نشر الخير ومحاربة الشر , وإختلاف المجتمعات والأفراد لم يكن سببا فى يوم من الأيام منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها فى تأييد العدوانية , 

فالكل مهما إختلف طبعه وشكله ورسمه يعمل فى النهاية لخدمة البشرية والمجتمع , الذى يحيا فيه الجميع بإنسانية, دون عدوانية ودون همجية ودون شر , حيث الفطرة البشرية القائمة على نشر الخير بكل جوانبه, فالجميع إتفق على أن الإختلاف لا يمكن أن يكون سببا فى يوم من الأيام لخلاف وقتال .

فالأمم تكونت حينما إمتزجت شعوب وقبائل ومجتمعات برغم إختلاف طبائعهم , وحينما تكونت كل أمة على حدة كونت الأمم المختلفة بإمتداد الأرض ومنذ النشأة الأولى للإنسان , وبالتالى فالسياق التاريخى لتكوين الأمم وطبائعم , كان مبنيا على التفاهم فى القضايا المتعلقة بشئونهم , والإختلاف كان سببا للتقدم من خلال الصراع الشريف على إثبات الذات من ناحية , ودفاع كل فرد فى كل أمة عن المجتمع الذى يعيش فيه.

ومن هنا نخلص أن الإختلاف فى الرؤى السياسية صحى للغاية , لأنه يُنشىء دوافع للنجاح ودوافع للتقدم , ودوافع لإثبات الذات حيث يتكون المجتمع السليم القوى , الذى يمتلك المهارات التى تؤهله للريادة والتقدم .

أما الخلاف الدائر بين المجتمعات كان سببا فى تراجع الكثير من الأمم وجعلها فى نهاية الصف , لأن المجتمع القائم على الخلاف والقتال المستمر والحرب الغير مبررة لن يكون له أى مكان فى عالم التقدم والريادة , بل سيعيش فى همجية لن تصل به إلا الى الفشل , والخلاف أحد أسباب نشأة العناد السلبى الذى يهدم ولا يبنى , ويعيش على أطلال الماضى إن كان لديه ماضى .

كما أن الخلاف الدائر بين الأفراد فى عالم السياسة لن يفيد على المستوى الشخصى أو المستوى العام , فخلاف الأشخاص فى عالم السياسة ينشأ أفكار مذبذبة وعقولا متحجرة وقلوبا لا تلين وضمائر نائمة فى سبات طويل لا تفيق منه أبدا , لذلك أدعو كل من يعمل أو يرتبط بعالم السياسة والعمل العام والإجتماعى أن يبتعد عن الإختلاف الذى يصل بصاحبه الى خلاف مع من حوله , وأن يرتضى الأقلية برأى الأغلبية وحجتهم وقراراتهم , وان تقف الحرب الدائرة بين الأشخاص المختلفين فى وجهات النظر , حيث القاعدة العامة التى تعلمناها منذ نعومة أظافرنا , أن الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية .

يا سادة ... إن بناء المجتمعات يحتاج إلى أفكار عظيمة يتبناها أصحاب النفوس السليمة , وبناء المجتمعات لن يأتى إلا بالعمل واللحاق بركاب التطور من خلال تنفيذ الأفكار العملية الإيجابية على أرض الواقع , فالصوت العالى والتخوين والتطرف لم يبنوا يوما بل كانوا سببا عظيما فى هدم كل الأشياء الجميلة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط