الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابراهيم عطيان يكتب: ليلة ممطرة الجزء الثاني عشر‎

ابراهيم عطيان يكتب..
ابراهيم عطيان يكتب.. ليلة ممطرة الجزء الثاني عشر‎

بعد سقوط وليد على الأرض عندما تلقى خبر العثور على العقد و تحديد الجاني

يسرع الضابط إلى السيارة ثم يقوم بإخراج العطر محاولًا إعادة وليد للوعي مرة أخرى

ثم يستفيق وليد من الصدمة سريعًا لكنه مازال يشعر بالدهشة والذهول فيقول للضابط : يعني فتحي هو القاتل ! ... ليه يا فتحي ... ليه كده !

ثم تنتابه حالة من الهياج والبكاء ، تلك الحالة التي لم يعهدها عليه الضابط من قبل .

فوليد لم يهتز قط ! بل دائمًا ما كان يبدو عليه التماسك منذ مقتل شقيقته !

وهذا ما جعله موضع شك نظرًا لحالة الثبات التي تبدو وكأنها بلادة في الإحساس والمشاعر .

ترى ما الذي دفع وليد للإنهيار هكذا ؟

أيهما وليد الحقيقي ؟

هل هو متبلد الحس عديم المشاعر ، أم المتماسك القوي ؟

أم أنه الشاب العاطفي الذي لم يتخيل أن يحترق قطار العمر بأخته على يد زوجها السابق ؟

أم هو الثعلب المخادع رأس الإثم وباطنه الذي يتظاهر بالوداعة والبراءة ؟

تلك الأسئلة التي تدور في عقل الضابط تحتاج إلى إجابات فيسأله الضابط :

مالك يا وليد انت مندهش ليه أنا أول مرة أشوفك كده ؟

ليه مش مصدق إن فتحي عملها ؟ انت مش كنت بتتهمه بقتلها !

وليد : فعلًا أنا كنت شاكك فيه لكن كنت أتمنى إنه يكون مظلوم

أنت متعرفش إلهام كانت بتحبه قد إيه ، مسكينة إلهام ... الله يرحمها .


الضابط : غريبة ! أنت بتقول بيحبوا بعض ، وفتحي كمان بيقول كده .

طيب إيه سبب الطلاق ! حتى فتحي مش عايز يقول سبب !

وليد : هي فعلًا حاجة غريبة بس لو حضرتك بتسألني عن السبب مش هتلاقي إجابة

لأن إلهام رفضت تتكلم في الموضوع لما سألتها !

ثم ينصرف الضابط إلى مكتبه لاستكمال التحقيق وبصحبته وليد ، وعند دخوله

لم يمهله معاونه سيف مزيدًا من الوقت حين ناداه قبل أن ينفرد به جانبًا ثم يقول :

العقد اللي معاك مش هو العقد اللي بندور عليه !

الضابط : أنا مش فاهم حاجة من اللي بتقوله .

يعني إيه مش هو ؟!

سيف : تعالى بس معايا و أنا أفهمك كل حاجة

فتحي بيقول ان العقد ده مش حقيقي إكسسوار يعني !

كانت المجني عليها بتحب تلبسه ‘ عشان كده هو أخده و عمل لها عقد تاني دهب

يشبه العقد ده بالظبط لدرجة إنه من الصعب إن حد يفرق بين العقدين !

لكن إحنا نقدر نتأكد من الكلام ده بسهولة .

الضابط : حتى وليد معرفش يفرق بينهم و افتكر إنه العقد الحقيقي !

الضابط : اسمع يا سيف مش لازم حد يعرف الكلام ده ، عشان اللي معاه العقد

الحقيقي يطمئن ويخرجه ويمكن يحاول يبيعه كمان لما يعرف إن العقد خلاص لقيناه .

سيف : طيب وفتحي هنعمل معاه إيه ؟

الضابط : خليه هنا مشرفنا شوية لحد منشوف هنعمل إيه .

عشان أنا لازم أعرف سبب إنكاره لعلاقة الصداقة اللي كانت بين المجني عليها وإيمان

وسيب وليد أنا هعرف أتصرَّف معاه وافهمه كل حاجة عشان نضمن سكوته

يقوم الضابط بإخبار وليد بكل ما حدث قائلًا : لازم كل الناس تعرف إن العقد

خلاص لقيناه عشان نقدر نوصل للقاتل يا وليد لأن القاتل الحقيقي أكيد متابعنا من بعيد

ولما يعرف إننا قبضنا على فتحي والتهمة ثبتت عليه أكيد هيطمئن ويخرج من الجحر

اللي مستخبي فيه وساعتها هيلاقينا في انتظاره

لكن وجهة نظر الضابط ربما لا تكون مقبولة لدى وليد الذي بدا غاضبًا مما جاء على لسان الضابط معتبرًا ذلك مضيعة للوقت وإعراضًا عن الهدف الأساسي للقضية

في إيه يا حضرة الظابط هو فيلم هندي ولا إيه !

اللي أنت بتقوله ده ملوش غير معنى واحد إنك بتستخف بعقولنا وعايز تهدي الدنيا مش أكتر

ومش بعيد تكون عايز تلبسها لأي حد وتخلص من القضية اللي تعباك دي !

بس طبعًا أنا مش هسكت على كده ، وحق أختي مش هيضيع .

لكن ما يثير العجب الأن هو التحول الغريب في موقف وليد وموافقته الغير متوقعة على فكرة الضابط بعد دقائق قليلة من
انفراد الضابط به في مكتبه !!

يبدو أن الضابط نجح في تهدئة وليد وإقناعه بأن هذا في صالح القضية .

لكننا لا نعلم كيف تمكن من ذلك ؟!

فخرج وليد من مكتب الضابط وهو مقتنع تمامًا بما قاله

ثم يتوجه مباشرة إلى عمله ليجد جميع زملائه في انتظاره ليهنئوه بعدما تم القبض على الجاني

وأنه سوف يأخذ جزائه .

وبينما يهنئه الحاضرون يشرد وليد بعيدًا بفكره لحظات ثم يعود إليهم بسؤال

ينتظر منهم الإجابة عنه : كيف علمتم بذلك ؟

ربما الصدمة التي ألمت به عندما فاجأه الضابط بالعقد قد أخرجته عن التركيز

فحارس العقار قد سمع ما دار بين الضابط وبينه فلم يتوانى في إبلاغ محمد أحد زملاء وليد في العمل الذي شاهده من الأعلى أثناء سقوطه على الأرض ، فأسرع بالنزول كي يطمئن عليه

لكن تأخر المصعد منعه من اللحاق به قبل أن يغادر المكان بصحبة الضابط

فأخبره الحارس بما سمعه و رأه حين سأله محمد : فين وليد يا عم رمضان ؟