الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميدوزا.. كلمة سر اتحاد مصر واليونان وقبرص في البحر المتوسط.. كيف نجحت الدول الثلاث في مواجهة المخططات التآمرية..تقرير

التدريب العسكري ميدوزا
التدريب العسكري ميدوزا

يحتوي شرق البحر المتوسط، على كميات هائلة وضخمة من الغاز الطبيعي، وقد ظهرت العديد من الاكتشافات في مجال الغاز في الفترة الأخيرة، وكان أهمها اكتشاف حقل "ظهر" المصري، والذي قلب موازين الطاقة والغاز في البحر المتوسط، بل في العالم أجمع، حيث يمثل الاكتشاف رصيدًا استراتيجيًا واقتصاديًا بالغ الأهمية سواء لتغطية حاجة الدولة في مجال الطاقة، أو لجهة الارتقاء بأنظمتها الاقتصادية، وتحولها إلى دول مصدرة للغاز الطبيعي والبترول في المستقبل.

ترسيم الحدود البحرية وتحرك الرئيس السيسي


كانت ضربة البداية في عام 2014، حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بعملية ترسيم الحدود البحرية مع كلًا من قبرص واليونان، وذلك من أجل بدء عملية الاستكشفات في المنطقة الاقتصادية المصرية للكشف عن غاز، وبالفعل، نجحت جهود القيادة السياسية في عملية ترسيم الحدود البحرية، مما آثار غضب بعض الدول التي كانت تريد أن تسيطر على الحقوق المصرية في البحر، لكن كان للرئيس السيسي الرؤية وبُعد النظر في عملية الاستكشافات داخل البحر.

ولحماية المصالح الاقتصادية، كان لابد من قوة تحميها، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي أومرهُ بضرورة تسليح الجيش المصري بأحدث الأسلحة لحماية الأمن القومي المصري وحقوق المصريين الخاصة بالغاز في المياه العميقة بشرفق البحر المتوسط، وقد وقعت مصر العديد من الاتفاقيات سواء كانت اتفاقيات أمنية أو اقتصادية أو سياسية مع الدول المطلة على شرق المتوسط لتعزيز التعاون ومواجهة المخططات التآمرية التي تستهدف تلك الدول.

حقل ظهر


يُعد حقل ظهر، من أهم مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي، حيث صنفت الشركات العاملة في مجال النفط والغاز الحقل بأنه أكبر كشف غازي بدول حوض شرق البحر المتوسط ومن أكبر الاكتشافات على المستوى العالمي وتبلغ احتياطيات الكشف العملاق من الغاز 30 تريليون قدم مكعب ما جعلته الأضخم في البحر المتوسط وتنمية الكشف حققت زمنًا قياسيًا حيث لم تستغرق سوى 28 شهرا من تحقيق الكشف إلى بدء الإنتاج، بالمقارنة مع معدلات تنمية الحقول المماثلة، والتي تستغرق من 6 - 8 سنوات عالميًا.

وحقل "ظهر" أحد أهم وأكبر المشاريع التي ستحقق رقما قياسيا لاقتصاد مصر، كما أن "ظهر"، هو أكبر اكتشاف على الإطلاق في مصر والبحر المتوسط، وسيلبي احتياجات الغاز المتزايدة في مصر "لعقود مقبلة"، وبهذا يكون واحدا من أكبر الاكتشافات الغازية في العالم.

القيادة السياسية وتطوير القوات المسلحة لحماية المصالح الاقتصادية


سعت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلي عملية تطوير وتحديث القوات المسلحة وذلك لحماية الأمن القومي المصري والمصالح الاقتصادية المصرية خاصة في البحر المتوسط، حيث شهدت القوات البحرية منذ عام 2014 عملية تحديث وتطوير هائلة وضخمة مما ساعد في عملية حماية المصالح الاقتصادية المصرية.

وعملية التحديث والتطوير التي تشهدها القوات البحرية تتم وفق رؤية استراتيجية من قبل القيادة السياسية، استشرقت الأحداث الجارية والسيناريوهات المرشحة للتصاعد، في ظل ارتباط ثروات ومستقبل مصر بالبحر، وذلك بمتابعة مستمرة من القيادة العامة للقوات المسلحة وأجهزتها.

والصفقات والإنشاءات التي تقوم بها القوات البحرية، ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، والقدرة على العمل في المياه العميقة، والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت، ما يساهم في دعم الأمن القومي المصري، في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا، كما يتم العمل حاليا على رفع كفاءة القطع والوحدات البحرية التي تسهم في الحفاظ على مستوى القوات البحرية حيث يتم إنشاء قواعد جديدة لاستيعاب أكبر قدر من القطع.

وانضمت حاملتي مروحيات طراز ميسترال كما انضمت أحدث الغواصات التقليدية في العالم، وانضت أحدث الفرقاطات البحرية المختلفة، كذلك انضمام أحدث وسائل الرصد والتكنولجيا في حماية خطوط الملاحة البحرية.

ورجال القوات البحرية يقومون بمهامهم في مجال دعم الأمن البحر، وهو دور له أهميته القصوي التي لا تقل أهمية عن معاركها السابقة في مناطق عملها، وذلك في إطار توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، ويشمل هذا الأمر تأمين جميع الاتجاهات الاستراتيجية، حيث وصلت مساحات المناطق التي تقوم القوات البحرية بتأمينها بالبحر إلى آلاف الأميال البحرية وتتضمن مهام التأمين الموانئ والأهداف البحرية الحيوية ومصادر الثروة.

التدريبات العسكرية بين مصر واليونان وقبرص

وتأكيدًا لرؤية مصر في ضرورة الحفاظ على مواردها الاقتصادية وحماية مجالات أمنها القومي المختلفة، سعت القيادة العسكرية إلى تنفيذ العديد من التدريبات العسكرية المشتركة لتوحيد المفاهيم والتعرف على أحدث أنظمة التدريب العالمية، منها التدريب المشترك مع كلًا من اليونان وقبرص، والتي تتفق الرؤى حول التعاون المشترك بينهما في جميع المجالات، ومنها المجال العسكري.

ديسمبر 2015


انطلقت أول تدريبات عسكرية بين مصر واليونان والمعروفة باسم "ميدوزا" مشاركة عناصر القوات البحرية والقوات الجوية لكل من مصر واليونان واستمر لعدة أيام بدولة اليونان، حيث تم تنفيذ العديد من الأنشطة الرئيسية من خلال إدارة أعمال قتال جوية وبحرية مشتركة، والتدريب على أعمال الاستطلاع الجوي والبحري واعتراض الأهداف المعادية وتم تنفيذ عدة تمارين بمشاركة القطع البحرية المصرية واليونانية لتفادي الألغام والتصدي لهجوم العائمات السريعة والزوارق، واكتشاف وتعقب الغواصات المعادية، والتدريب على مهام البحث والإنقاذ والتصدي لأعمال التهريب والهجرة غير الشرعية وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها والسيطرة عليها.

ديسمبر 2016

في ديسمبر 2016 انطلقت فعاليات التدريب المصري اليوناني المشترك "ميدوزا 2016"، والذي اشتركت فيه عناصر من القوات البحرية والجوية لكلا البلدين بنطاق البحر المتوسط في المنطقة جنوب شرق بحر "ايجه" وجزيرة كريت اليونانية، حيث تضمنت مراحل التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة الرئيسية من خلال إدارة أعمال قتال جوية وبحرية مشتركة، والتدريب علي أعمال الاستطلاع الجوي والبحري واعتراض الأهداف المعادية واكتشاف وتعقب الغواصات وتأمين الوحدات البحرية ضد الطيران المعادى باستخدام أسلحة الدفاع الجوي المختلفة.

نوفمبر 2017


في نوفمبر 2017 انطلقت فعاليات التدريب المصري اليوناني المشترك "ميدوزا 5"، والذي تم تنفيذه بنطاق البحر المتوسط بالمياه الإقليمية اليونانية، حيث تضمن التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة الرئيسية والفعاليات شملت تخطيط وإدارة أعمال قتال جوية وبحرية مشتركة، وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار نهارا وليلا، كذلك تنفيذ معركة تصآدمية بين الوحدات المشاركة من الجانبين، واكتشاف وتعقب الغواصات، وتنفيذ رماية بالذخيرة الحية بالمدفعية لصد وتدمير الأهداف السطحية، والتدريب على أعمال تأمين الوحدات البحرية باستخدام أسلحة الدفاع الجوي واستقبال وإقلاع الطائرات والهليكوبتر الهجومي من طراز أباتشي على متن سطح حاملة المروحيات "أنور السادات".

يونيو 2018


شاركت قبرص لأول مرة في التدريب العسكري المصري اليوناني "ميدوزا 6" والذي نفذته عناصر القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة لمصر واليونان وقبرص واستمر لعدة أيام بالمياه الإقليمية المصرية، وتضمنت التدريبات تنفيذ العديد من الأنشطة منها التخطيط وإدارة أعمال قتال بحرية وجوية مشتركة ضد التهديدات والتدريب علي أعمال الاستطلاع الجوي البحري واعتراض الأهداف المعادية وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار نهارًا وليلًا وإجراءات البحث والإنقاذ وتبادل البلاغات والمعلومات بين الوحدات والقطع البحرية، وأعمال الاعتراض البحري والدفاع ضد التهديدات غير النمطية أثناء الإبحار.


نوفمبر 2018


استضافت جزيرة كريت اليونانية فعاليات التدريب البحري الجوي المشترك "ميدوزا 7" والذي نفذته عناصر من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة لكل من مصر واليونان وقبرص حيث تضمنت التدريبات تنفيذ عملية إبرار بحري للقوات الخاصة تحت ستر القوات الجوية، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش واقتحام السفن المشتبه بها واختتمت المرحلة بتنفيذ تشكيلات إبحار وعرض ختامى للقوات الجوية المشاركة من مختلف الدول.

أبريل 2019


انطلقت فعاليات التدريب البحري الجوى المصري اليوناني القبرصى المشترك "ميدوزا 8" بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة المصرية واليونانية والقبرصية والذي يستمر لعدة أيام بجمهورية مصر العربية في مسرح عمليات البحر المتوسط، وتشارك فيه حاملة المروحيات أنور السادات طراز ميسترال والغواصة طراز 209 ولنشات الصواريخ طراز سليمان عزت وصائدة الألغام بالإضافة إلى عدد من الطائرات المقاتلة إف – 16 المتعددة المهام والهل المسلح إضافة إلى القوات الخاصة.

جدير بالذكر أن التدريب "ميدوزا" الذي تنفذه القوات المسلحة المصرية واليونانية والقبرصية منذ منذ عدة سنوات بالتبادل من أكبر التدريبات البحرية والجوية المشتركة التي تنفذ في مسرح البحر الأبيض المتوسط وبما يعكس التقارب التام وتوحيد المفاهيم العملياتية بين القوات المسلحة لكل من مصر واليونان وقبرص للتعاون في تحقيق السيطرة البحرية وتأمين الأهداف الاقتصادية والحيوية والتصدي لأي عدائيات محتملة.