الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسطنبول ملوثة وسيئة السمعة ووكر للإرهابيين.. السلطان التركي جمع الإخوان والخارجين عن القانون ووعدهم بالحرية وسجن شعبه.. أيمن نور وخاشقجي وأمثالهم عاشوا في حضن أردوغان بشرط التحريض ضد العرب

منشقون عرب في حضن
منشقون عرب في حضن اردوغان

نيويورك تايمز: 
- أردوغان يجمع الخارجين عن القانون من الدول العربية لدعم نفوذه الإقليمي
- ياسين أكتاي عضو الحزب الحاكم الراعي الرسمي لـ عزام التميمي وأيمن نور وخاشقجي
- سلطان تركيا يرعى الإرهاب ويحرض ضد جيرانه العرب

إسطنبول في تركيا تحولت لمعقل رئيسي لجميع الهاربين من العالم العربي، من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من مصر، أو مقاتلي المتمردين من سوريا وليبيا؛ أو النشطاء السياسيين من العراق واليمن؛ أو المنشقون عن نظام المملكة العربية السعودية والأردن؛ حتى أعضاء البرلمان الكويتي السابقين، وهو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وفقا لتقرير نشرته عن أحوال الهاربين من الدول العربية داخل المدينة التركية.

وأفادت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها، الأحد، بأن كل هؤلاء قد انتهى بهم الأمر في إسطنبول لسبب رئيسي واحد؛ وهو أنه لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه وفقا لما قاله عزام التميمي، مؤسس قناة الحوار، وهي منصة قديمة للمنشقين العرب. 

وعلى الرغم من أن القناة تقع في لندن، إلا أنها افتتحت مؤخرًا استوديوًا في إسطنبول لأنه من الأسهل الحصول على ضيوف لبرامجها الحوارية.

ووفقا للصحيفة الامريكية، توفر إسطنبول مزيجًا جذابًا كونها مدينة ذات أغلبية مسلمة، تقع بالقرب من أوطانهم، وبها بنية تحتية للاتصالات متطورة وأجواء متسامحة نسبيًا، وذلك بسبب أن تركيا تعتبر أكثر انفتاحًا على اللاجئين العرب من الولايات المتحدة أو أوروبا. 

أما بالنسبة لرئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، فإن الترحيب بالمنفيين العرب، وهو استمرار لدعمه المقدم للانتفاضات نفسها ضد الحكومات في تلك الدول، إذ أن السماح للمنشقين البارزين بالعمل من اسطنبول يعزز شعبية أردوغان مع العديد من العرب - ويدعم نفوذه في جميع أنحاء العالم العربي - على الرغم من أنه يزعج جيرانه القادة بدعم واحتواء معارضيهم والخارجين عن النظام والقانون

ووفقا لما عرضته صحيفة نيويورك تايمز، من تصريحات ياسين أكتاي، وهو عضو بارز في حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان، تكشف رعايته لمن يثيرون القلاقل ويرسلون برسائل تخريبية ضد اوطانهم حين قال «نسمع أحيانًا من بعض الدول أن لديك بعض الأشخاص الذين يعارضون، والذين يبثون ضد مصر»

وأضاف: أخبرهم أن هناك أشياء كثيرة نحتاج إلى بثها مثل انتهاكات حقوق الإنسان» على حد زعمه 

وتعلق الصحيفة الأمريكية بأن المفارقة المريرة لانفتاح تركيا على المعارضين العرب المحتجين ومحاولتها بث المواد التحريضية ضدهم واحتواء المحرضين ايضا بدعوى مناصرة الحق، ظهرت جلية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان في عام 2016، حيث تم سجن الآلاف من الأكاديميين والمحامين والصحفيين والسياسيين المعارضين، وذكرت منظمة العفو الدولية أنه تم إغلاق 180 منفذًا إخباريًا على الأقل. إذن، فلا يتمتع الهاربون العرب من اوطانهم في تركيا بحرية تعبير أكبر، ولكن في كثير من الأحيان لديهم فسحة أكبر بكثير من نظرائهم الأتراك للتطاول والتحريض ضد أوطانهم 

وتنقل الصحيفة الأمريكية أقوال للهارب أيمن نور رئيس حزب الغد الاسبق والمرشح الاسبق للانتخابات الرئاسية «لدي مهمة للقيام بها في اسطنبول، ولكن الأتراك لا يشاركون في عملنا السياسي أو الإعلامي» وهو ما ورد على لسانه منذ أكثر من عقد من الزمن ، بعد أن أمضى فترة في السجن وهرب من البلاد بعد زوال حكم الإخوان. 

ووفقا للصحيفة يزعم الهارب ايمن نور انه يقبع في المنفى وليس مهاجرا وأنه سوف يعود الى مصر يوما ما 

وتواصل الصحيفة الأمريكية حسب تقريرها مهاجمة اسطنبول التي تحولت إلى مدينة تأوي الهاربين والارهابين والمحرضين ضد اوطانهم لافتة إلى أن وضع المدينة التركية، أصبحت ملوثة بشكل خطير منذ العام الماضي حيث شهدت عملية اغتيال المنشق السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في اسطنبول. 

وقد حولت هذه الجريمة تلك المدينة التركية إلى مكان مشبوه سيئ السمعة بعد أن تمت فيها عملية الاغتيال وهو الأمر الذي قد تستغله جهات شر عديدة تتربص بالدول الأمنة وتستغل الباقون منها محاولة توريط حكومات دولهم في قضايا مشبوهة، فضلا عن أنها لم تعد ملاذا آمنا إذ لا يتمتع من تسميهم بالمنفيين من الإرهابيين والمحرضين ضد أوطانهم بأي حماية إضافية في ظل القمع والجريمة التي تمارس في الأصل ضد الأتراك أنفسهم بيد السلطة الاعلى في دولتهم