الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حجاب المحبة والسحر في متحف سوهاج أسماك وعرائس وطاسة الخضة.. صور

صدى البلد

شعر الإنسان منذ القدم بأن طاقته لا تكافئ آماله ورغباته، فنزع الي تحقيق تلك الرغبات بطرق استمدها من معتقداته وتصوراته القديمة، وعلى الرغم من نضج فكره بظهور مناهج المنطق فقد ظل يتوسل بكثير من الممارسات التي ليست لها علاقة مباشرة بتحقيق رغباته.

ويضاف إلي هذه الحقيقة أن الإنسان يقف من الأشياء والكائنات والظواهر دائمًا موقفًا شعوريًا، تنعكس عليه أحاسيس الإقبال والإحجام والتفاؤل والتشاؤم، والرضا والسخط والرغبة والرهبة،وهذا ما دفع الإنسان البدائي والمتحضر والغني والفقير أن يستعين في حياته بالتمائم والأحجبة، وما زالت تلك التقاليد مستمرة لدى بعض الشعوب حتى وقتنا الحالي.

وطبقا لما شاهدناه وقرأناه أثناء جولة كاميرا موقع "صدي البلد" في متحف سوهاج القومي، كان المصريون القدماء يعتقدون في أن الصيغ السحرية ما هي إلا قوة كامنة تفزع الأرواح الشريرة وتؤنس الأرواح الطيبة، واتخذت التمائم أشكالا إلهية ورموزا مجردة وعناصر من الجسم الآدمي وكذلك عناصر نباتية.

وجاءت أغلب الأشكال في العصر اليوناني الروماني بتمائم من الأحجار الكريمة واعتمدت في الحماية علي القوة الكامنة بالحجر، وخلال العصر البيزنطي وصلنا عدد من التمائم مثل زخارف الصلبان وأشكال الأسماك والحمام والعرائس الخشبية والعظم،وقد رصدنا بعضا من تلك التمائم في المتحف.

وخلال العصر الإسلامي إستخدمت تمائم وأحجبة من مواد مختلفة، كالفخار والخزف والخشب والحجر والمعدن والنسيج والكتابات الورقية،هذا بالإضافة إلي طاسة الخضة والأيات القرأنية في الحماية

واستخدمت العرائس كتمائم سحرية ضد الحسد وإبطال مفعول السحر، فربما نظر الإنسان القديم للمرأة علي أنها مصدر الحياة، فأخذ هذا الشكل لدفع الحسد والأرواح الشريرة، وما زالت تلك التقاليد مستمرة لدى بعض الشعوب حتي وقتنا الحالي.