أماني سمير تكتب: ماپ أكاديمى .. الاحتراف حلم مش بعيد

لم تعد الشهرة تتأتى فقط من خلال ظهورك على شاشة التليفزيون .. سواء كمذيع أو ممثل تؤدى دور فى مسلسل الساعة السابعة والنصف .. أو من خلال ارتكابك جريمة تكتب عنها الصحف وتنشر صورتك فى الصفحة الأولى ... لقد أصبحت الشهرة فى متناول يديك وعلى بُعد (كبسة زر ) كما يقال .. ما أسهل اليوم أن تنتشر على صفحات المواقع الإلكترونية من خلال مشهد حوارى تعبّر فيه عن رأيك فى أى شئ وتنشره على موقع التواصل ( فيس بوك) لتصبح فى ساعات حديث المدينة .. ربما لساعات .. بعدها يشتهر غيرك بحدث آخر .. لا يهم مدى جديته أو تفاهته .. فالشهرة أصبحت الحلم الذى يداعب الأجيال الصاعدة.

ولأن سنوات ما بعد الثورتين يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣ حملت لمصر الكثير ... وتقلبت فيها الناس على جمر الإعلام حتى ( استوا ) ... ظهرت على الساحة الإعلامية أفكار درامية طرحت فى حلقات متتالية .. جرى العُرف على تسميتها ( مسلسلات ) .. وانتشرت فى أيام وليالى رمضان المتعاقبة ... وأصبحنا نسمع أجور الفنانين من الستة أصفار على اليمين ... حتى وصلنا إلى احتكار الدراما ٢٠١٩ وبقى أن ننتظر نتائجه رمضان القادم .

فى وسط كل هذه الفوضى الإنسانية والمجتمعية التى تعيشها مصر .. قبلة الفنون فى الشرق الأوسط .. ظهر فريق من الشباب الجاد .. يقوده فنان محترف .. يحترم مهنته ويتقنها ... وقرر مع فريقه إنشاء أكاديمية لتدريب المهتمين بمجالات الميديا المختلفة على امتهان المهن الإعلامية بعلم واحتراف .

جون يوحنا .. واحد من مدراء التصوير المعدودين بالموهبة والإتقان منذ سنوات طويلة ... ولإنه يعاصر الفوضى الإعلامية التى يعيشها مجتمعنا اليوم ..وأعتقد أنه عانى منها عن قرب ... فقد تحمس لاختيار شباب جاد يحترم المهنة ولا يسعى إلى الشهرة .. وقرر بهم أن يعدّل المسار ... قدر الإمكان .

حلم أكاديمية ( MAP) هو إخراج شباب مدرّب على الفنون المختلفة من إذاعة وتصوير وإخراج وتمثيل وفن دوبلاچ (أصبح الآن حلم كثيرين لأداء صوتى مختلف) .. كل هذا يتم تدريب المهتمين عليه ليمتهنوا هذه المهن الفنية بقدرة على التغيير وتقديم الأفضل والأنجح .

الفن هو أكبر مؤثر فى المجتمع .. خاصة مجتمع كالمجتمع المصرى .. والعربى .. معنى فقط بالمشاهدة .. فالقراءة ليست من اهتمامات الشعب .. وعليه فما تقدمه له من خلال وسائل الإعلام من برامج تحمل أفكارًا .. ودراما تحمل مشاعر .. لهو أكبر مؤثر فى حركة المجتمع نحو التقدم أو التراجع إلى الخلف !

لهذا .. فأنا أرى أن مشروع (MAP ) هو مشروع نبيل وراقى ووطنى .. أتمنى أن ترعاه الدولة والقطاع الخاص ويسانداه ويتبنيا خريجيه فى الوسائط المختلفة لترتقى بالعمل الإعلامى .. وتنقله من مستوى الهواه الذين يملأون الساحة الآن إلى محترفين يمتلكون أدواتهم المهنية ويقدمون أعمالهم باحترافية وجدية .

الجدية والاحتراف .. هما شعار هذه الأكاديمية (MAP) .. وهما ما تحتاجه مصر لقوتها الناعمة فى المرحلة القادمة .

مع بداية انطلاق هذا المشروع الجاد ... أتابعه بشغف وأتمنى له النجاح والاستمرار .. لمستقبل فنى وإعلامى أفضل لبلدى الذى أحبه وأشفق عليه من مستغلّيه .