الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منها ليالي الوقود وخطبة عبد الناصر.. حكايات تاريخية عن الأزهر الشريف

صدى البلد

أكد د. محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، أن الجامع الأزهر"359 هـ - 969م" جزء من تاريخ مصر ومن عظمتها ومن تراثها الشعبى،حيث كشف في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد" ما يؤكد ذلك.

وتابع عبد اللطيف: بعد أن تم فتح مصر على يد القائد جوهر الصقلى واستقر الحكم للفاطميين، شرع جوهر الصقلى فى بناء الجامع الأزهر أول الجوامع التى أنشئت بالقاهرة وكان البدء فى بنائه سنة 359 هـ / 969م.

وأوضح أنه بجانب التطور المعمارى للأزهر عبر العصور المختلفة،فقد كان الأزهر مسرحا للكثير من الأحداث التاريخية،حيث أنه كان من المواسم الدينية التى كان الخلفاء الفاطميون يحتفلون بها "ليالى الوقود"، وهى مستمرة منذ احتفال عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- بهذه الليالى المباركة وهى 4 ليالى فى مستهل رجب وليلة نصف رجب ومستهل شعبان وليلة النصف من شعبان.

ويقال إنه بعد صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر، كان يركب قاضى القضاة من داره وقد أضاءت من حوله 60 شمعة كبيرة ويحيط به 30 شمعة من كل جانب، وكانت الجموع الغفيرة من الشعب المصرى تتبع الموكب الذى يبدأ من دار قاضى القضاة، ويسير مخترقًا الطرق الرئيسية بالقاهرة حتى يصل إلى قصر الخليفة الفاطمى،حيث يجلس الخليفة فى مكان عال من القصر مضاء بالأنوار ثم يخرج الخليفة على الناس.

والاحتفال هو بمثابة تهنئة لهم على هذه المناسبة الدينية فينفض ازدحام الناس بعد ذلك.

وكان هذا الاحتفال يتم بنفس الطريقة دون اختلاف فى كل ليالى الوقود الأربع ولابد أن تكون بداية الاحتفال من الجامع الأزهر ثم دار قاضى القضاة ثم قصر الخليفة.

و الأزهر تخرج به كثير وكثير من القادة العظماء والعلماء الأجلاء،ومنهم : الشيخ الشرقاوى شيخ الأزهر فى الفترة من (1793 إلى 1812م) الذى كان له دور كبير ضد الاحتلال الفرنسى لمصر من عام 1798م إلى عام 1801م وقد كانت ثورة القاهرة الأولى والثانية بداية تجمعها من الجامع الأزهر.

وأضاف، ولا ننسى الطالب السورى سليمان الحلبى الذى قتل كليبر القائد الفرنسى، الذى تولى قيادة الحملة الفرنسية بعد نابليون وقد أتم سليمان الحلبى هذه العملية فى 14 يونيو سنة 1800م وأعدم بسب هذا الحادث مع أربعة أخرين من شيوخ الأزهر وطلابه.

واستطرد، كذلك دور الشيخ الشرقاوى أيضًا والشيخ عمر مكرم فى تأييد محمد على وتنصيبه واليًا على مصر، ولولا تأييد الأزهر وطلابه له ما وصل محمد على إلى الحكم وذلك لأن تأييد الأزهر يتبعه تأييد الشعب كله وذلك لمكانة الأزهر فى نفوس الشعب.

ووواصل، أن أحمد عرابى تخرج من الأزهر أيضًا قبل دراسته العسكرية وكذلك سعد زغلول قبل دراسته للقانون، مما كان له أكبر الأثر فى نفسيهما من الناحية الدينية والوطنية، ونحن لا ننسى ما حدث فى ثورة عام 1919م من حيث اندلاع شرارة الثورة ضد الإنجليز وبدأت من الجامع الأزهر وتمثلت فيها الوحدة الوطنية فى أجل صورها ومعانيها حيث تعانق الهلال مع الصليب.

كما تخرج من الأزهر علماء لا ينكر التاريخ فضلهم، ومنهم رفاعة رافع الطهطاوى رائد علم الترجمة واللغات بمصر ومؤسس كلية الألسن الشيخ محمد عبده قائد الإصلاح الحديث فى مصر والشيخ جمال الدين الأفغانى صاحب مقاومة الاحتلال فى كل مكان من العالم وبكل أنواعه وجنسياته وصاحب دعوة حرية الشعوب.

ولفت وأيضًا إلى أن للأزهر دور بارز ووطنى فى العصر الحديث فمنه تخرج الشيخ محمد مصطفى المراغى الذى كان شيخًا للأزهر فى الفترة من 1928م إلى أن استقال سنة 1930م بسبب مواقفه الصلبة ضد رغبات فاروق ملك مصر السابق إلى أن أعاده مرغمًا فتولى مشيخة الأزهر مرة ثانية من عام 1935 حتى توفى عام 1945م.

وأكمل، لا يمكن أيضًا أن نغفل دور علماء أجلاء فى الفكر والتنوير الدينى ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ محمد الفحام والشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد الحليم محمود والشيخ محمد سيد طنطاوى وكلهم من شيوخ الأزهر السابقين 

وخلال حديثه، أشار الى أن للأزهر دور عظيم مع ثورة يوليو 1952م فقد أيدت الثورة منذ الإعلان عنها ولا نجد مثالًا أبدع مما حدث فى عام 1956م حيث هاجمت مصر ثلاث دول معتدية وباغية وهى إنجلترا وفرنسا وإسرائيل بقوة وشراسة تفوق طاقة مصر، فلم يجد زعيم مصر الراحل الرئيس جمال عبد الناصر إلا الأزهر لما له من مكانة لكى يحث الناس على الجهاد مما أثار حماس الشعب المصرى وجاء الكثير من الناس لكى يتطوعوا للدفاع عن مصر بعد خطبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من على منبر الأزهر الشريف.