صباح الخامس والعشرين من أبريل، يدندن المارة في الشوارع ويهمسون بأغنية واحدة، استمعوا إليها في كل مكان منذ استيقاظهم، أذيعت مرات عديدة في الراديو والتلفاز، حتى إن مواقع التواصل الاجتماعي تغنت بها، الأغنية الرسمية التي عهدها المصريون لاحتفالات عيد تحرير سيناء ورفع العلم المصري عليها، "سينا رجعت كاملة لينا".

ومع ربط المصريين للأغنية بعيد تحرير سيناء، غفل الكثيرون أن تلك الألحان والكلمات وجدت من قبل، ولم تكن وليدة اللحظة أو حديثة الظهور في عيد تحرير سيناء، وغنيت قبل عيد تحرير سيناء بعشرات السنوات، وارتبطت بملحمة وطنية عام 1956.
فوجئ عمر الجيزاوي، المونولوجيست، بأغنيته التي تم تغييرها إلى أغنية تتناسب مع تحرير سيناء، ووقف أمام الأغنية الجديدة من ألحان الموسييقار جمال سلامة، كان أصل الأغنية: "ياللي من البحيرة وياللى من آخر الصعيد.. النهارده نصرة كل يوم تزيد.. واللى زاد حماسنا واللى على راسنا الجيش وبورسعيد"، وغناها في حفل عيد النصر في ديسمبر ٥٧ في بورسعيد.
كتب أغاني الأغنية الشاعر مصطفى الطائر، ولحنها عمر الجيزاوي وغناها، وقام الشاعر عبد الوهاب بتغييرها إلى "ياللى من البحيرة وياللى من الصعيد.. سينا رجعت كاملة لينا.. ومصر اليوم فى عيد".

اتهم الجيزاوي، الموسيقار جمال سلامة بأنه نسب لحن هذه الأغنية لنفسه، وتقدم بشكوى إلى جمعية المؤلفين والملحنين التى كان يرأسها الموسيقار الكبير الفنان عبد الوهاب، وتم الفصل فيها بأن يتم توزيع حق الأداء العلني مناصفة بين الجيزاوي وسلامة بالرغم من أن رأي عبد الوهّاب كان أنها تندرج تحت مفهوم الفولكلور.
أما عن موقف الفنانة شادية، فقد التزمت الصمت، فلم تبد أي ردة فعل حول ما أثاره الجيزاوي، ولم تتم إذاعة الأغنية بصوت الجيزاوي، حتى أن الكثيرين لا يعرفون بوجودها في أرشيف الإذاعة بماسبيرو.