الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدم والنار رسالة وداع داعش.. الهزيمة تزيد التنظيم ضراوة.. ولايات الخلافة المزعومة تتبنى عمليات إرهابية بامتداد أفريقيا وآسيا.. والضحايا بالمئات من الكونغو إلى سريلانكا

مقاتلون من تنظيم
مقاتلون من تنظيم داعش

خلايا داعش النائمة تعيد تنظيم صفوفها في العراق
فرع التنظيم في أفغانستان يقاتل طالبان على النفوذ
داعش ينفذ أولى هجماته في الكونجو لإثبات الوجود


انهزمت "دولة الخلافة" المزعومة التي أعلنها تنظيم داعش في العراق وسوريا، لكن التنظيم نفسه ما زال قائما.

ففي السابق، كان أنصار التنظيم المتطرف يواجهون جيوشا أما الآن فهم يشنون غارات كر وفر وهجمات انتحارية، وفي بعض الأحيان أعلن التنظيم مسئوليته عن فظائع من أبرزها تفجيرات الكنائس والفنادق في سريلانكا التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 359 قتيلا.

ولا يتم التثبت من صحة ضلوع التنظيم في العمليات في كل الأحوال، لكن حتى إذا كانت الصلة التي تربطه بعملية ما صلة فكرية ولا تتعلق بالتجهيز للعملية فلا يزال التنظيم يمثل خطرا أمنيا في كثير من البلدان.

العراق
بعد هزيمة القوات المدعومة من الولايات المتحدة للتنظيم، لجأ أنصاره إلى أساليب حرب العصابات التي اشتهر بها في وقت من الأوقات.

أعادت الخلايا النائمة تنظيم صفوفها في محافظات من بينها ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، حيث تشن من حين لآخر عمليات كالخطف والتفجيرات التي ترمي إلى إضعاف حكومة بغداد.

وفي فبراير سقط قتيلان وأصيب 24 شخصا بجروح عندما انفجرت سيارة ملغومة في الموصل التي كانت عاصمة التنظيم في العراق.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في يناير إن التنظيم يعيد تنظيم نفسه في العراق أسرع من سوريا، ويقدر محللون بأن لديه حوالي 2000 مقاتل نشط في العراق الآن.

سوريا
بعد انتكاسات عسكرية جسيمة انزوى تنظيم داعش ولجأ إلى شن التفجيرات الانتحارية ونصب الكمائن.

ونفذ التنظيم هجمات في بلدات ومدن بشمال شرق سوريا في الأشهر القليلة الماضية استهدف بعضها القوات الأمريكية.

ودقت قوات سورية كردية تسيطر على المنطقة بعد أن سحقت المقاتلين المتشددين بمعاونة أمريكية أجراس الإنذار فيما يتعلق بأساليب التنظيم الجديدة.

وتعتقد هذه القوات أن الخلايا النائمة انتشرت في شرق سوريا وتتوقع أن تتصاعد الهجمات على غرار حرب العصابات، كما أنها تحذر من الخطر الذي يمثله ألوف المتشددين الذين تحتجزهم أسرى.

ولا يزال مقاتلو التنظيم يسيطرون على أرض في صحراء نائية بوسط سوريا حيث شنوا بعض الهجمات في الأيام القليلة الماضية.

نيجيريا
نفذت جماعة بوكو حرام النيجيرية هجمات في شمال شرق البلاد منذ 2009 سعيا لإقامة "دولة خلافة إسلامية". وقد قتلت هذه الجماعة 30 ألف شخص وتسببت في نزوح مليونين عن ديارهم، وانقسمت الجماعة في 2016 وبايع فصيل منها تنظيم داعش.

وقد ركز داعش - ولاية غرب أفريقيا على مهاجمة القواعد العسكرية في غارات على مدار العام الأخير، وأصبح هذا التنظيم هو الجماعة المسلحة المهيمنة في المنطقة نتيجة لهذه الهجمات.

ويتركز نشاط ولاية غرب أفريقيا في منطقة بحيرة تشاد التي تشترك في شواطئها نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر.

ويعلن التنظيم عن عملياته في منطقة بحيرة تشاد من خلال وكالة أنباء أعماق التابعة له، غير أنه ليس من الواضح حجم الدعم الذي يقدمه التنظيم لولاية غرب أفريقيا، ويقول خبراء أمنيون كثيرون إن العلاقة بينهما تتركز في الاسم لا في التمويل المباشر والدعم اللوجيستي.

ومن الصعب التوصل لأرقام دقيقة، لكن المحللين يقدرون عدد مقاتلي ولاية غرب أفريقيا بما بين خمسة آلاف و18 ألفا.

ويحصل التنظيم على الأموال من خلال فرض الضرائب على التجار والمهربين والصيادين في بحيرة تشاد، كما عرض التنظيم حوافز ومغريات مثل البذور والسماد على سكان المنطقة.

أفغانستان
ظهر تنظيم داعش - ولاية خراسان، التي اشتقت اسمها من منطقة تاريخية كانت تشمل جانبا كبيرا من أفغانستان الحديثة وأجزاء من آسيا الوسطى، في أواخر عام 2014 بإقليم ننكرهار الشرقي حيث يوجد معقله، وأعلن التنظيم تشكيل الولاية في يناير 2015.

وقد بايعت قيادة هذا التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، لكن ليس من الواضح ما إذا كان لولاية خراسان روابط مباشرة بالتنظيم الرئيسي فيما يخص العمليات.

وأعلنت ولاية خراسان مسئوليتها عن هجمات على أهداف مدنية في مدن من بينها كابول وحاربت قوات حركة طالبان الأفغانية للسيطرة على عدد من المقاطعات الريفية، ويقول قادة عسكريون أمريكيون إن عدد مقاتلي ولاية خراسان يقل عن ألفين.

ولا يُعرف الكثير عن هذه الجماعة ويتشكك كثيرون من المسئولين الأفغان في كابول في صحة بعض بياناتها التي تنسب فيها لنفسها تنفيذ عمليات.

جمهورية الكونغو الديمقراطية
أعلن تنظيم داعش مسئولية "ولاية أفريقيا الوسطى" بدولة "الخلافة" عن أولى هجماته في الكونجو يوم الخميس الماضي.

وقال رئيس الكونجو فيلكس تشيسكيدي إن هزيمة داعش في سوريا والعراق تعني أن التنظيم قد يتجه إلى أفريقيا ويستغل الفقر والفوضى في محاولة لإقامة دولة الخلافة.

وقال متحدث باسم القيادة الأمريكية في أفريقيا إن القوات الديمقراطية المتحالفة وهي جماعة محلية متشددة تجمعها روابط قوية بداعش الذي بايعته في 2017.

ومع ذلك لا يرى محللون دلائل تذكر على ذلك، وقال مارسيل هريتيه كابيتني، الباحث في شئون الكونغو المقيم في بلجيكا، إنه لا توجد صلات واضحة بين نشاط القوات الديمقراطية المتحالفة و"الإرهاب الدولي".

وأضاف أنه من المرجح أن ينسب داعش لنفسه زورا هجوم الكونغو، وقال: "تنظيم داعش يخسر معارك في معاقله المعتادة وهو ما يدفعه لشن حرب إعلامية. لكن أراضي جمهورية الكونجو الديمقراطية ليست أرضا مواتية من الناحية الاجتماعية للتطرف الإسلامي".

سريلانكا
أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن تفجيرات عيد القيامة التي وقعت يوم الأحد في كنائس وفنادق ونشر مقطعا مصورا لثمانية رجال يعلنون مبايعتهم للبغدادي.

ويقول التنظيم إن الرجال الذين ظهروا في التسجيل المصور الذي نشرته يوم الثلاثاء وكالة أنباء أعماق التابعة له نفذوا التفجيرات الانتحارية.

ومن هؤلاء الثمانية محمد زهران. وتعتقد المخابرات السريلانكية أن زهران الداعية الذي يتحدث لغة التاميل والمعروف بآرائه المتشددة هو العقل المدبر وراء التفجيرات.

وحمّل مسئولون سريلانكيون مسئولية الهجمات لجماعتين إسلاميتين محليتين تربطهما صلات غير مؤكدة بداعش.

وقالت السفيرة الأمريكية في سريلانكا ألاينا تيبليتز إن حجم الهجمات وتعقيدها يشير إلى تورط جماعة خارجية مثل تنظيم "داعش".

إندونيسيا
إندونيسيا هي أكبر دول العالم من حيث عدد السكان المسلمين وأغلب المسلمين فيها معتدلون.

غير أن التشدد بدأ يطل برأسه من جديد، وقالت السلطات إنها تعتقد بأن آلاف الإندونيسيين يستلهمون فكر داعش. ومن المعتقد أن حوالي 500 إندونيسي توجهوا إلى سوريا للانضمام للتنظيم.

وأصدرت محكمة حكما بالإعدام على رجل الدين أمان عبد الرحمن العام الماضي بتهمة تدبير هجمات دامية، ويعتبر عبد الرحمن الزعيم الفكري لجماعة أنصار الدولة وهي تجمع فضفاض للمتعاطفين مع التنظيم في إندونيسيا.

وأسفرت تفجيرات انتحارية في مايو من العام الماضي في سورابايا عن مصرع أكثر من 30 شخصا وتم ربطها بخلايا جماعة أنصار الدولة.

الفلبين
تخشى الفلبين أن يجد المتطرفون الفارون من العراق وسوريا ملاذا في الغابات والقرى النائية بإقليم مينداناو المسلم، حيث تسود حالة من الفوضى منذ زمن وتكثر المنافسات بين العائلات وتوجد حركة انفصالية وتمرد إسلامي.

وقد بايعت عدة أفرع منشقة عن الجماعات المسلحة العديدة في جنوب الفلبين تنظيم داعش رغم أنه لا يُعرف عن أي منها أنها فرع التنظيم في جنوب شرق آسيا.

ويشعر خبراء أمنيون بالقلق من أن يجد التنظيم، من خلال تقديم المال أو نشر الأفكار المتشددة، أرضا خصبة للتجنيد بين الشباب المحروم من الحقوق في إقليم مينداناو المسلم.