الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاطف دبل يكتب: الراقصون على جثث الموتى

صدى البلد

البشر صنعة الرب ، جعل فيهم جانب من صفاته ، الرحمة الكرم الإحسان الجمال ، وهذا ما عبرت عنه الروح التي لم يزُرنا حتى الآن عنها أي بيان تفصيلي أو حتى وصفي ، لكنها جزء من عقيدة السماء ، ودليل بسيط على رقي الإنسان واتصاله بالإله.

وإلى جانب الصفات الربانية جعل فيهم جانب آخر من الطبيعة ، يتمثل في الجسد والجوع والحاجة والجنس والنقصان ، الدليل على هذا الجانب هو الشعور بالانتماء إلى هذا الكون ، وعلى هذا الجانب تم بناء نظريات تطور الطبيعة والكائنات ، وأن الإنسان هو نهاية هذا التطور.

هذا الكيان الظلوم الجهول الذي يضم الروح الربانية والجسد الطبيعي ، يبدأ في البحث عن طريقة يقضي بها بعض العقود التي تستضيفه فيها الدنيا على أساس واحد من الجانبين...

فمن يعتنق الجانب الطبيعي ، يستبيح الكون بوصفه هو الأرقى والأجدر بالحكم عن البقية ، وعندما يشرق هذا الجزء في عقله يبدأ تقمص دور الحيوان اللّاحم ، تراه مسخ إنسان ، يتلذذ في سفك الدماء ، انتهاك الأجساد ، يحترفون الرقص على جثث الموتى.

البعض من مُسخري النفوس البشرية ، يبدأون في فتح الباب على هذا الجانب من بني الإنسان ، ويسقط بها شمس تضئ ظُلمة ، باسم كلمة الرب .. أمر ليس بالهين ولكنهم امتهنوه ..في مدرستهم يحترفون تحويل كلمة الرب إلى شريعة دماء وسبي ، ثم الانتقال إلى التراث الأسهل في تحريف الكلم عن مواضعه ، ويجعلون المساكين من بني البشر يعتنقون التراث ويتركوا الدين ..
حينها يتحول البشر إلى المسخ ولكن هذه المرة الرب معهم في حزب أمام حزب آخر من السواد والزنادقة والمهرطقين .

هنا يكمن دور الجانب الآخر ، فلا يواجه الكراهية إلا الجمال ، ولا القبح غير المحبة ،فمواجهة السيف بالرمح لن تضيف إلا مزيد من الدماء .

صلّوا من أجل المحبة وقدّسوا الجمال.