الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بقالة ريو.. أسسها صعيدى نزح من سوهاج إلى بورسعيد عام 51.. واشتهرت بين الأجانب.. وشهدت على بطولات البورسعيدية فى مقاومة العدوان

 بقالة ريو
" بقالة ريو"

  •  أنشئت بقالة ريو عام 51 على يد السوهاجى عبد الرحيم
  •  إقبال الأجانب عليها لتميز صاحبها بصناعة ساندوتش الجبنة والزبدة
  •  صاحبها رفض التهجير ليغطي احتياجات أبطال المقاومة منفردا


تظل محافظة بورسعيد الباسلة صاحبة 160 عاما على ميلادها هذا العام مليئة بالأماكن التراثية والأثرية التى ظلت وما زالت شاهدة على الأحداث التى مرت بالمدينة على مدار تاريخها.

ولم تقتصر الحكايات على البنايات الأثرية فقط بل امتدت للمحال والتى امتهن أصحابها مهن كانت ومازلت مع مرور الزمن علامة فى تاريخ المدينة.

وتأتى بقالة ريو ضمن هذه العلامات التجارية التراثية بالمحافظة والتى يتوارث أبناء المحافظة من أصل أهلها قصصها ليعلموه لأبنائهم .

فصاحب بقالة ريو كان اسمه عم عبد الرحيم وفي سنة 1951 كان نزل من سوهاج ليقيم في بورسعيد ويعمل فى بيع العصيان الصعيدى و الديكور و العكازات للأجانب الحاجات.

ومع مرور الوقت واتساع رزق عم عبد الرحيم اشترى محل بقالة بحى الافرنج مكان إقامة الأجانب اطلق عليه اسم ريو
وفى ذات التوقيت من الزمن كانت تجارة البقالة تحظى باهتمام الاجانب فاصبحت بقالة ريو معروفه لكل الأجانب بعد ان ذاعت شهرته فى عمل سندوتشات الجبن والتى كان يجهزها فى العيش الفينو ويضع علي السندوتشات زبدة.

وعقب تأميم قناة السويس ووقوع بورسعيد فى نضال العدوان الثلاثى ظلت بقالة ريو صامدة مع اهالى الباسلة ضد قوى العدوان، وعقب اندلاع الحرب مع اسرائيل وتهجير أهالي مدن القناة ومن بينهم أهالى بورسعيد، رفض صاحب بقالة ريو عن باقى بقالين المدينة التهجير وظل فى بورسعيد.

وعقب انتصار أكتوبر وعودة المهجرين والحياة مجددا إلى بورسعيد استمر عم عبد الرحيم ونجله محمود فى بقالتهم رافضين الانخراط خلف من دخلوا فى طابور الانفتاح ونقل نشاطهم المهنى والحرفى إلى النشاط التجارى والحصص الاستيرادية وظل الأب ونجله فى بقالتهم.

وذاع سيط عم عبد الرحيم ونجله بين الأجيال التى اشتهروا بينهم بسندوتشات الزبدة جتى مرضت زوجة عم محمود عبد الرحيم بالكانسر فاغلق الأب المحل وأوقف التجارة وانخرط فى علاج زوجته.

وظل المحل مغلقا بكل معالمه التراثية حتى ظهر الحفيد أحمد نجل محمود نجل عبد الرحيم ليعيد النشاط مجددا فى البقالة بنفس علامات الزمن دون أن يغير منها أى شيء سوى أنه صمم لوجو المحل على صورة وجه جده عبدالرحيم.

لتظل بقالة ريو باسمها وتاريخها شاهدة على الأحداث ومجريات السنوات التى مرت على بورسعيد وشعبها مثلها مثل الكثير من الآثار التى ارتبطت وجدانيا بأبناء المدينة مع تناقل الأجيال، كما ارتبطت بالعائلات الأجنبية التي قطنت تلك المناطق ورحل منهم من رحل من الدنيا وغادر منهم من غادر البلاد إلا أنه بين الحين والحين يظهر أحد أحفاد تلك العائلات فى زيارة لمصر ومنها إلى بورسعيد ليطلع على ما قصه عليه آبائه وأجداده من ذكريات قضوها بالباسلة ونوادر وبطولات حكوها عن أهلها، لتظل بورسعيد علامة فارقة فى تاريخ تلك الوطن منذ إنشائها قبل 160 عاما.