EN 
ومع توالى الافتتاحات والإنجازات يومًا بعد يوم يقف العالم بأسره منبهرًا يتساءل : أى شعب هذا وأى إرادة تلك التى تقف خلف هذه المشروعات العملاقة التى تنفذها مصر فى زمن قياسى غير مسبوق وتحت ظروف سياسية وضغوط اقتصادية واجتماعية ما كانت لتسمح أبدًا بإتمام مثل هذه المشروعات إلا بالكثير من الصبر والتحمل والعبقرية المصرية الفريدة عبر التاريخ .
أى بطل عظيم يقف خلف الستار بعيدًا عن الأضواء ولا يراه أحد بينما هو بالفعل بطل الرواية الأول .. انه المواطن المصرى صاحب الإبداع والعطاء . نعم إنه العامل والفنى والمهندس وصاحب الحرفة الذى شيد ونفذ وأبدع ما نشاهده اليوم وما يتابعه العالم من انجازات عظيمة على أرض مصر فشكرًا عزيزى المواطن البطل ..!
فى ذكرى النصر ويوم العاشر من رمضان جاء افتتاح محور روض الفرج الجديد وكوبرى تحيا مصر الملجم الذى بناه المصريون بفكر عالمى متطور وأياد وطنية شريفة ليذهل العالم بروعته واتساعه ودقة تصميمه بأعلى المواصفات الهندسيه العالميه حتى تم تسجيله كأعرض كوبرى ملجم فى العالم وإدراجه فى موسوعة جينيس للأرقام القياسيه .. قبلها بأيام كنا نشاهد على الشاشات افتتاح أنفاق الإسماعيليه الجديده اسفل قناة السويس لتربط مدن القناه بسيناء الحبيبه وباقى الوطن والتى شيدت ايضًا بأياد مصرية وشركات وطنية رائدة تعمل بأعلى المستويات العالمية فى التنفيذ والجودة والصيانة.
ملحمة وطنية رائعة يسطر حروفها كل صباح رجال مخلصون يعرفون معنى النجاح ويعشقون التحدى . لديهم إصرار دائم على انجاز ما يوكل اليهم من اعمال ومشروعات فى ازمان قياسيه لا مثيل لها فى العالم فما يجب ان يتم فى أعوام ينجزه هؤلاء العمال والفنيون والمهندسون المصريين فى اشهر قليلة مؤمنين بأن الوطن يستحق وان البناء والتعمير هم خير سلاح لمواجهة المستقبل فى زمان لا يعترف إلا بالأقوياء المتطورين فيقف العالم بأسره مشدوها ينظر الى إنجازاتهم المتتالية بفخر ويتذكر جيدًا انهم احفاد الفراعنه وبناة الأهرامات.
عمال بسطاء يصلون الليل بالنهار وشباب عظيم تركوا الراحة والجلوس على المقاهى والسقوط فى دوامة اليأس وفوضي الاشاعات وذهبوا الى ارض سيناء وصعيد مصر وريفها ليبنوا لأنفسهم ولابنائهم مستقبلًا جديدًا ويقدموا لنا وللعالم درسًا فى عظمة هذا الشعب حين يريد وحين يكون لديه مشروع وهدف .. عندما يشعر المواطن المصرى بأنه يبنى وطنًا ومستقبلًا فتهون عليه كل الصعاب وتسهل امامه كل المعوقات والظروف والتحديات ليرى بعينه نتائج جهوده وهى تتحقق على ارض الواقع .
مبروك لمصر وللمصريين هذا الإعجاز الجديد ولنرى فى ايامنا القادمة افتتاحات اخرى تضيف الى رصيدنا من النجاح الكثير والكثير فهذا وطن يستحق ان نسهر ونجتهد ونقدم له كل يوم مشروعًا جديدًا ييسر الحياه على المواطنين ويدخلنا فى مصاف الدول الكبرى المتقدمه ذات السياده والرياده وحتى يعلم الجميع فى الداخل والخارج بأن فى هذا الوطن رجالًا اخذوا على عاتقهم مهمة التطوير والبناء وتعويض ما فات فى عهود التراخى وانهيار البنيه التحتيه للبلاد .
كل التحيه للعامل المصرى البسيط والمهندس الشاب الذى فكر ونفذ وأجاد وابدع فى التنفيذ فخرج علينا بهذا الإبهار الذى شهد به العالم بأسره ... تحيا مصر عظيمه متطوره ويحيا شعب مصر رمزًا للعطاء والتفانى وعشق تراب الوطن الغالى .
