الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب ..مغزى الاحتفال الحقيقى بيوم أفريفيا قولا وفعلا

صدى البلد

اعتدنا منذ سنوات عديدة أن نحتفل بيوم 25 مايو"يوم أفريقيا"أو ذكرى انشاء منظمة الوحدة الأفريقية 1963 بأديس أبابا بشكل تقليدى ,أو ان شئت على شكل بيان صادر من الخارجية المصرية ,يصاحبه مثلا فعالية للسادة السفراء الأفارقة بالقاهرة يتجمعون خلالها بالمسئولين فى الخارجية عن الملف الأفريقى وبعض الضيوف المعنيين بالأمر..وتلقى الكلمات الاحتفالية بهذه المناسبة..وهذا شيء طيب بالفعل زاد عليه احتفال هذا العام إضاءة الخارجية المصرية فى يوم أفريقيا ,كذا أطلقت وزارة الخارجية، حملة على مدار اليوم باللغات: العربية والإنجليزية والفرنسية، بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا للعام ٢٠١٩، بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي العام الجاري وتم بث محتوى الحملة بتلك اللغات المختلفة، على الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية على موقع التواصل الاجتماعي...كالفيس بوك وغيرها....وتم خلالها القاء الضوء وبقية المنصات الإعلامية على جوانب من المُساهمات المصرية في دعم مسار العمل الإفريقي المشترك.. أحيانا كان يصاحب الحدث مثلا احتفالية علمية بكلية "الدراسات الأفريقية العليا"بجامعة القاهرة ,أو دبلوماسية بالجمعية الأفريقية بالزمالك وغيرها ,ولكن الجديد هذا العام ليس فقط كلمة الرئيس السيسى واحتفاؤه بأفريقيا فى كلمة شافية ورائعة تتناول كل تفاصيل العمل الأفريقى بمصر وهو على سلم رئاسة مصر ورئاسة "الاتحاد الأفريقى"ذاته :ففى عيد أفريقيا الـ56.. كان السيسي يرسم خطة النهوض بالقارة السمراء..ليس فقط بالكلمات ولكن أيضا بالأعمال والأفعال التى تثبت انتماء مصر الأفريقى وتحركها فى كل اتجاه صوب دعم قضايا القارة فى كافة الاتجاهات والمناحى:بالفعل والحركة...وليس فقط بالخطابة والكلمات.

أنشطة يوم الاحتفال ذاته:

ففى نفس اليوم الذى تم الاحتفال فيه بيوم أفريقيا كان يزور مصر كبار مسؤلى ظهيرها الأفريقى الأول والأهم:"السودان"برئاسة الفريق أول ركن :عبد الفتاح برهان:يصاحبه وفد عسكرى رفيع من المجلس العسكرى الحاكم فى السودان, ونقلت صحيفة "الصيحة" السودانية سابقا، عن مصادر حكومية وصفتها بالموثوقة، أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن /عبد الفتاح البرهان، قام بإجراء أول زيارة خارجية له:حيث تعد هذه المرة الأولى التي يسافر فيها البرهان خارج السودان منذ توليه رئاسة المجلس العسكري عقب عزل الرئيس السابق عمر البشير واستقالة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف التي جاءت بعد يوم واحد من عزل البشير.هذا وكان الرئيس السيسى قد عقد قمة تشاورية حول الأوضاع في السودان في حضور بعض الدول الإفريقية في الـ 23 أبريل الماضى وقال السيسي خلال تلك القمة إن "الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة في السودان، يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي ويضع تصورا واضحا لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حرة ونزيهة". وأضاف: "نحن كدول جوار للسودان ودول تجمع إيجاد، وكشركاء إقليميين، نتطلع لتقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولا إلى تحقيق الاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه". وحيث أن السودان يواجه أزمة سياسية كبيرة وينصب الخلاف حاليا فيما بين "الحكمين:العسكرى والمدنى" على من تكون له الغلبة والسيادة ,وتشدد قوى "الحرية والتغيير" على أن التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي يبقى على نقطة خلاف وحيدة، وهي تشكيل المجلس السيادي، وأنها تطالب بأغلبية مدنية ورئاسة دورية.

وعلى نفس النهج أيضا وفى أبريل الماضى أيضا عقدت مصر قمة تشاورية أفريقية أخرى بشأن ليبيا والأوضاع الحالية فيها,وحيث تدعم مصر "الجيش الوطنى" وتعمل على مساندته فى مواجهة الميلشيات المسلحة وقوى التطرف والعنف...

وفى نفس يوم الاحتفال "بأفريقيا" كان رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى بريتوريا بجنوب أفريقيا"هذا العملاق الضخم بجنوب القارة " وبالنيابة عن الرئيس السيسى ليشارك فى مراسم تنصيب رئيس جمهورية"جنوب أفريقيا الجديد " سيريل رامافوزا، وهو الرئيس المنتخب الرابع منذ وزال العنصرية فيها.والذي تم انتخابه في مايو الجاري رئيسًا للبلادحيث أجريت مراسم التنصيب في إستاد لوفتوس فيرسفيلد بالعاصمة بريتوريا، وخلال مشاركته في مراسم التنصيب، التقى رئيس الوزراء بالرئيس الجنوب أفريقي المنتخب، حيث أعرب رامافوزا عن تقديره واعتزازه بقيام مصر بإيفاد وفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، للمشاركة في مراسم التنصيب، معربًا عن تطلعه للالتقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الفترة المقبلة؛ من أجل مناقشة سبل دعم وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين...كما التقى مدبولي على هامش مراسم التنصيب، بعدد من القادة والمسئولين الأفارقة الذين شاركوا في الاحتفالية.

عودة قوية لمصر لأفريقيا:

ولعل تولى مصر رئاسة المنظمة الإفريقية بعد ست سنوات تقريبًا، من تعليق الاتحاد الإفريقي لعضويتها، يعكس حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ تولي الرئاسة عام 2014 على الانفتاح على القارة الإفريقية، وتعزيز علاقات مصر بدولها في كل المجالات,ورفع مطالب أفريقيا أمام المنتديات العالمية كافة...والتنسيق الواضح مع الصين وغيرها لدعم وتنمية أفريقيا, لذا جاء اختيارها فى يناير 2018 ، من جانب الاتحاد الإفريقى، حيث أعلن أنه تم انتخاب مصر بالإجماع لرئاسة الاتحاد الإفريقى فى دورته الحادية والثلاثين لعام 2019، وذلك تقديرًا لدورها الريادي فى القارة الإفريقية، وبالتالى تكون مصر عضوًا فى "ترويكا" المفوضية الإفريقية، التى تشمل الرئاسة الإفريقية السابقة والحالية والقادمة.

هذا ويشير التحليل الكمي،الذى رصدته هيئة الاستعلامات المصرية لزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي الخارجية ولقاءاته الدولية مع زوار مصر من القادة والمسئولين، منذ توليه رئاسة الجمهورية في الثامن من يونيو عام 2014، حتى نهاية عام 2018 إلى تعاظم دور مصر الأفريقى خاصة فى اطار قيامه بـ 25 زيارة لدول إفريقية، من إجمالي 86 زيارة خارجية قام بها الرئيس، بما يمثل نحو 30% من إجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية..واذا أضيف لذلك نشاط الرئيس السيسى الواضح فى العام الجارى يعد هذا مؤشرا مهما يثبت بكل وضوح استعادة مصر لعلاقاتها ومكانتها داخل إفريقيا,وهو ما يثبت فعالية احتفال هذا العام وحيوته بالفعل بيوم أفريقيا ,وانه بحق :قولا وفعلا.

أنشطة عام 2019:

لقد أعادت الجولة الإفريقية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى أبريل الماضى وعلى هامش زيارته للولايات المتحدة إلى كل من: غينيا، كوت ديفوار، والسنغال، أجواء الريادة المصرية للقارة الأفريقية، كما أعادت روح التقدير الشعبي والرسمي المتبادل الذي عاشته مصر مع أشقائها في إفريقيا في ستينيات القرن الماضي في عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي تكرر ذكره مرارًا خلال هذه الجولة مع أسماء الزعماء المحررين لإفريقيا من الاستعمار، والمؤسسين لوحدتها، وتحديدا أحمد سيكوتوري في غينيا، وفيليكس بوانييه فى "كوت ديفواروليوبولد سنجور فى السنغال, ولعل جولة الرئيس والتى بدأت بعاصمة إفريقية، واختتمت بعاصمتين إفريقيتين، وفي وسطهم زيارة العاصمة الأمريكية واشنطن، تعد إشارة لاتخطئها العين ومفادها أن أية عاصمة إفريقية تحظى بنفس الأهمية لدى مصر وقيادتها وحركتها الدبلوماسية، مع أكبر وأهم عواصم العالم، رغم الحجم الكبير جدًا لعلاقات مصر مع واشنطن: تجاريًا واستثماريًا فضلًا عن العلاقات السياسية والعسكرية، ولكن علاقات مصر بإفريقيا، وإن لم تكن على نفس القدر في هذه المجالات، إلا أنها علاقة جغرافيا وتاريخ ومصير مشترك وتفاعل إنساني. ..

وخلال الشهور الماضية كان سجل التحرك المصري حافلًا من أجل القارة الإفريقية، بدءًا من نشاط الرئيس في مؤتمر ميونخ للأمن (16 فبراير 2019) لصالح الاستقرار والأمن في إفريقيا، ثم لقاء الرئيس على أرض مصر برؤساء المحاكم الدستورية والعليا في إفريقيا (19 فبراير 2019)، ثم مع نواب العموم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا(20 فبراير 2019)، ثم لقاء الرئيس بالشباب الإفريقى في ملتقى الشباب العربي - الإفريقي بأسوان (16 مارس 2019)، إلى جانب لقاءات الرئيس مع وزراء ومسئولين من عدد من دول إفريقيا، ومشاوراته الهاتفية مع بعض قادتها,والزخم الواضح الذى تبديه مؤسسات الدولة وأجهزتها صوب أفريقيا...والاهتمام غير المسبوق بانجاح بطولة "الأمم الأفريقية "بمصر قريبا.

وبمثل اهتمام الرئيس، نشاط كل مؤسسات الدولة في مصر، التنفيذية والتشريعية تجاه إفريقيا على مدى الشهور الماضية، في تجسيد عملي لبدء حقبة جديدة من التفاعل بين مصر والقارة الأفريقية