الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفاطميون احتفلوا بعيد الفطر بالحلوى والابتهالات وزيارة الأموات

صدى البلد

كانت الاحتفالات بعيد الفطر في العصر الفاطمي ذات طابع مميز، فهو بالنسبة لهم "الموسم الكبير" على حد تعبير شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي.

وقالت الباحثة نادية طه عبد الفتاح مفتشة آثار بالقاهرة التاريخية، أنه كان يُطلق عليه "عيد الحلل"، ولذلك لتوزيع الكسوات على جميع موظفي الدولة من كبيرهم لصغيرهم بداية من الخليفة حتى أدنى موظف في القصر.

وبدأ الفاطميون احتفالهم الرسمي بهذا العيد منذ قدوم الخليفة المعز لدين الله إلى مصر عام 362هـ /972م، حيث كان يتوجه الخليفة لأداء صلاة عيد الفطر داخل مصلى العيد الذى يقع في الجهة الشرقية للقصر الكبير بجوار باب النصر والتي بناها جوهر الصقلبي لهذا الغرض، كما صلى بها الخليفة العزيز بالله وذلك عام 380هـ / 990م.

ومن أجل ذلك أقيمت مصاطب على الطريق الذي يسلكه الخليفة بين المصلى والقصر، ووضع عليها المؤذنون ويجلس على كل مصطبة جماعة من أنصار الدولة من الشيعة،حيث تخرج أسماءهم في كشوف من قاضى القضاة،وكان التكبير والابتهالات تبدأ من القصر إلى المصلى،والخليفة يخترق هذا الطريق الضخم الذي يضم طوائف العسكر في أبهى زينة، وكان يشترك في هذا الموكب الفيلة والزرافات والاسود المزينة بالأجلة وعليها قباب من الذهب.

وكان يُوضع على الفيلة المشتركة بالموكب أسرة يجلس فوقها العسكر بكامل زيهم وسلاحهم،والموسيقى المصاحبة للموكب تصدح بأنغام قوية وتحوي بين آلاتها أبواقا خاصة لطيفة لا تعزف إلى بمصاحبة الخليفة،ويحتشد الناس على جانبي الطريق للتطلع إلى الخليفة ولمشاهدة ما يحيوة الموكب من مظاهر القوة والفخامة،وعند وصول الخليفة إلى المصلى كان يؤم الناس في صلاة العيد.

وفي طريق عودة الخليفة إلى القصر يحتشد الناس لمشاهدة الألعاب التي يقوم بها طائفة من أهل برقة يطلق عليهم "صبيان الخف"تخصصت في الألعاب البهلوانية،وكانت الدولة تخصص لها إقطاعات ومرتبات ورسوم،ويبدو أن الخليفة كان يقف بموكبه لمشاهدة ألعابهم عند باب القصر.

كما كان من عادة الخلفاء الفاطميين زيارة تربة الزعفران"خان الخليلي"والتي تحوى رفات الخلفاء الفاطميين السابقين للترحم عليهم وتوزيع الصدقات،كما كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة،وإقامة الأسمطة"موائد الطعام"الضخمة،وأنشأ لهذا الغرض مطبخ ضخم لصنع الحلوى أطلق عليه "دار الفطرة "،والخليفة العزيز بالله هو أول من بنى دار الفطرة وقرر فيها عمل ما يحمل للناس في العيد من حلويات.