الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثانوية عامة أفضت إلى الموت.. كيف يدفع التوتر الطلاب نحو الانتحار؟

توتر وقلق الثانوية
توتر وقلق الثانوية العامة

توفيت "أ. م"، طالبة بالصف الثالث الثانوي العام، إثر تناولها جرعة زائدة من العقاقير المهدئة للتخلص من إصابتها بالخوف والقلق من امتحاناتها، وذلك داخل منزل أسرتها بقرية "هربيط" التابعة لدائرة مركز شرطة أبو كبير، بمحافظة الشرقية، ووجدتها أجهزة الأمن جثة هامدة، وأفادت أسرتها بأنها كانت تستعد للامتحانات وشعرت بحالة من التوتر تناولت على أثرها عقاقير مهدئة.

العام الماضي

حالات الانتحار لطلبة الثانوية العامة خلال فترة الامتحانات، كانت خلال العام الماضي عديدة، فلم تتحمل "هدي. ع" صعوبة امتحان الفيزياء العام الماضي، وألقت بنفسها من أعلى كوبري مبارك بالمنوفية، عقب إصابتها بحالة نفسية سيئة وانهيار عصبي، وبعد امتحان مادة الجبر، أقدمت "ريم.أ"، الطالبة بالثانوية العامة بمدرسة محمد فريد بدسوق، بإلقاء نفسها من الطابق الثاني، نظرًا لصعوبة الامتحان، ولفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها إلى مستشفى دسوق العام.

حالات الانتحار

وبالمثل قامت الطالبة "يارا.ي"، بعد ساعات قليلة من بدء امتحانات الثانوية العامة، العام الماضي، بسبب الخوف من الرسوب، وعدم الاستعداد بالمذاكرة، بالقفز من الطابق الخامس بمسكنها، بمنطقة الهانوفيل،غرب الاسكندرية، ما أدى إلى مصرعها على الفور. 

وأيضا خلال امتحانات العام الماضي، قام الطالب "عمرو.ع" بمحافظة كفر الشيخ، قبل ساعات من موعد الامتحان، بالانتحار بسبب خوفه من الرسوب، شنقا داخل منزله، وأفاد أهله أنه تعرض لضغط وتوتر شديد قبل الامتحانات، رغم تفوقه وتميزه وهدوء طباعه، كما أنه كان يتلقى دروسًا خصوصية طوال العام، ولم تقصّر معه الأسرة في شيء.

دراسة حول الانتحار 

هوس الثانوية العامة، وما تسببه من مشاكل نفسية ومحاولات انتحار، رصدته مؤخرا نتائج دراسة الصحة النفسية بين طلبة المدارس الثانوية وسوء استخدام المواد المخدرة بينهم، بإشراف وزارة الصحة، وتم الإعلان أن 29.28% من الطلبة والطالبات يعانون من مشاكل نفسية، تتراوح بين أعراض القلق والتوتر والتلعثم فى الكلام والاكتئاب، وإيذاء الذات بنسبة 19.5% من العينة، والتفكير فى الانتحار بنسبة 21.5% من العينة، و33.4% منهم لجأوا للعلاج عند طبيب نفسي، 19.9% لجأوا لصيدلي، و15% لجأوا للأصدقاء.

وكشفت داليا الشيمي، أستاذ الطب النفسي، أن على الأهالي أن يسعوا لازالة التوتر والضغط والخوف لدى الطلاب أثناء الامتحانات، لأن لديهم مخاوف من عدم تحقيق أهدافهم وهوس دخول كليات القمة قد يدفعهم للاكتئاب والأمراض النفسية وربما الانتحار.

أعراض نفسية 

"إذا لاحظت الأم أن ابنها لديه شعور بالضيق واضطراب التنفس وخفقان القلب وتوتر وأرق أثناء المراجعة، وكثرة البكاء، فعليها مساعدته نفسيا والتأكيد أن مستقبله لن يقف عند امتحانات الثانوية العامة، وأن الأسرة راضية تماما بأي نتيجة يحققها ابنهم، والسعي دائما لزيادة الثقة بالنفس وان الثانوية العامة مثلها مثل اي مرحلة حياتية وليست معيارا للنجاح او الفشل، مع توفير جو هادئ داخل المنزل" تتابع.

التغذية والنوم

وكشفت "لابد من الاهتمام بالتغذية السليمة والنوم لمدة كافية، وعدم السهر لساعات طويلة أو الإكثار من المنبهات، وعقب الامتحانات لابد من عدم مراجعة الإجابات أو توقع النتائج، والتفكير فقط فيما هو آت".

دور الأم 

ونصحت الطبيبة النفسية "إذا لاحظت الأم زيادة اعراض القلق والاكتئاب والبكاء وعدم الرغبة في الاستذكار وعدم القدرة على الأكل او النوم لدي الطالب، لابد من الرجوع لطبيب نفسي والحصول على جلسات علاجية منعا لزيادة أعراض الاكتئاب، أو الميل لإنهاء حياتهم ظنا منهم ان مرحلة الثانوية العامة هي مرحلة حياة أو موت"

وانهت حديثها "إبعاد الطالب عن أي طاقات سلبية من حوله سواء من الاصدقاء او الاقارب مع محاولة الترفية خلال فترة الامتحانات، من أهم أسس التعامل مع طالب الثانوية العامة".

غياب التوعية 

فيما كشفت دكتورة بثينة عبدالرءوف الخبيرة التربوية، خلال تصريحات سابقة لـ "صدي البلد"، أن الهلع والفزع لدي طلبة الثانوية العامة نتيجة الضغط النفسي خلال فترة الامتحانات، واعتقادهم أن تحقيق النجاح هو الحصول على المجموع الأعلى هو سبب المرض النفسي لهم، وساعد علي ذلك غياب التوعية المجتمعية للأسر.

ثقافة مجتمع 

"لابد من تغيير نظام الثانوية العامة وتغيير نظم القبول، وأيضا تغيير ثقافة المجتمع ونظرة الأسر لمفهوم الثانوية العامة، والتركيز على فكرة التعليم والمهارات وليس الحفظ" تطالب الخبيرة التربوية.

واعتمد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، جدول امتحانات شهادة الثانوية العامة للدور الأول للعام الحالي 2018/2019، وبدأ يوم 8 يونيو وينتهى 3 يوليو، ويصل عدد الطلاب الملتحقين بالامتحانات خلال العام الحالي، قرابة 730 ألف طالب وطالبة، وهو عدد يفوق الأعداد التي تقدمت للامتحانات فى أعوام سابقة.