الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد رجب يكتب: السينما المصرية .. تدلف من الممر

صدى البلد

على مدى سنوات عديدة مضت والسينما المصرية مسجونة وحبيسة ومعتقلة بأمر وتوجيهات شركات الإنتاج العقيمة المفلسة الواهية التي لم تبغي سوي مضاعفة الأرباح وتحقيق أكبر إيرادات علي حساب القيم والمبادئ السامية وعلي حساب سمعة السينما المصرية التي هي منارة الفن وسفيرة الإبداع ومرٱة المجتمع.

وبعض هذه الشركات كانت بداية نشاطها الأساسي هو بيع اللحوم وتجارة المواشي والبعض الآخر كان نشاطة بيع قطع غيار السيارات والبعض الثالث كان نشاطه هو استيراد الأدوات الكهربائية والبعض الرابع كان نشاطة الأساسي هو البناء والمقاولات وتجارة الحديد والطوب والزلط وغيرها من مواد البناء التقليدية وكلها أنشطة لا تمت لصناعة السينما بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد !!
وللأسف نجحت معظم هذه الشركات في إستغلال إضمحلال المستوي الثقافي والفكري لدي بعض وليس معظم الشباب والبراعم المصرية وإستغلت أيضٱ هذة الشركات وإنتهزت ضعف الرقابة وغياب الدور الفعال لدي الغرفة الرئيسية المنوط لها أمر وشأن هذة الصناعة وهي غرفة صناعة السينما لتحقق هذة الشركات ثروات كبيرة لم تحقق ربعها في اللحوم والمواشي بل ولم تحقق نصفها في البناء والمقاولات أو في غيرها من الأنشطة الرئيسية التي تضطلع بها هذا الشركات في الأساس .
فوجدنا بيننا شباب يطلق علي نفسة " إبراهيم الأبيض" وشباب اخر يطلق علي نفسة " عبدة موتة " وشباب يعتز بأن يطلق علي نفسة إسم " الأسطورة " وفي نهاية المطاف وجدنا شباب آخر يقول علي نفسة أنة " زلزال " !!!
وكل هذة الألقاب والأسماء ماهي إلا فرز ومسخ شيطاني أفرزتة هذة الحقبة الحمقاء التي مرت بها السينما المصرية خلال الفترة الماضية والتي كانت نتيجة لتزاوج غير متكافئ وغير جائز بين الجن متجسد في شياطين الإنتاج القذر الغير محترم والغير هادف وبين الإنس متجسد في السينما وما تحوية من أباطرة الإبداع والفن والتذوق من تصوير وإخراج وميكساج ومونتاج وإضاءة وإكسسوار وموسيقي تصويرية وغيرها من فنون الإبداع المختلفة ليولد من هذا التزاوج مسخ مشوة نجح في أن يطغي ويشوة عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا ويطفح علينا بأسماء ومصطلحات مثل موتة والأسطورة والزلزال والأبيض والأحمر وغيرها من منعطفات الإسفاف في درب السينما العظيم وطريق الإبداع الطويل الذي بدأة رمسيس نجيب وجرجس فوزي الذي تربطني بإبنة الأكبر الأستاذ هاني جرجس فوزي علاقة طيبة حتي الآن ولا أغفل بالطبع المنتجة والممثلة اللبنانية ٱسيا داغر التي قدمت وأنتجت للسينما المصرية والعربية فيلم صلاح الدين الأيوبي والعملاق حلمي رفلة وصفوت غطاس وغيرهم من مدارس الإنتاج السينمائي العملاقة وأعتقد أن أقرب أصدقائي من خريجي معهد السينما وفي مقدمتهم صديقي الفنان مدير التصوير السينمائي ومدير الإضاءة المحترف الأستاذ شريف الشافعي أحد المؤسسين الفنيين الكبار لتليفزيون الحياة وصديقي المحترم الروائي المتميز والمخرج الكبير الأستاذ مجدي كمال يعرفون تمامٱ هذا الكلام .
ولم يكن هذا المسخ المشوة في رأيي الشخصي ولم تكن هذة الأسماء الركيكة التي أفرزها لنا هذا التزاوج المشئوم سوي أسماء سميتموها أنتم يا تجار المواشي واللحوم والمقاولات لم تؤيدها السينما المصرية بسلطان !! 
وحتي لا أطيل وأسهب في فتح جرح مؤلم قد لايتسع لة هذا المقام فإنني قد ثلج صدري وإستقرت روعتي وأنا أشاهد فيلم الممر الذي لعب بطولته أحمد عز ... أحسست بالفخر والاعتزاز بالنفس وبأن صناعة السينما المصرية بدأت تعود إلي صوابها مرة أخرى وبدأت تفيق من الغيبوبة .
فيلم الممر يكرس فترة إنتقالية مهمة في تاريخ مصر وهي الفترة التي أعقبت نكسة ١٩٦٧ وحتي قيام حرب السادس من اكتوبر المجيدة .
فيلم الممر لم يكن مجرد تكريس لهذة الحقبة المهمة في تاريخ مصر فحسب وإنما اجتمعت فية كل عناصر الإبداع وتكاتفت فية كل إرهاصات التميز وتعانقت فية كل خطوط التمكن والمهارة من موسيقي وضع نظمها العبقري عمر خيرت ومن ورق وإسكربت يحوي سيناريو وحوار متماسك متناسق كتبة بمهارة فائقة أمير طعيمة وإخراج تجاوز العبقرية ليصل إلي أفاق من العبقرية والإبداع لم أجد لها مثيل في السينما المصرية منذ سنوات طويلة مضتت وهو إخراج يحمل توقيع شريف عرفة .. وكم أحسست بالفخر والعزة وأنا أشاهد إسم صديقي وأخي العزيز الفنان القدير العبقري علي شاشة العرض العملاقة وقد تشرفت بالعمل معة طيلة خمس سنوات متوالية في شبكة تليفزيون الحياة الأستاذ أيمن أبو المكارم مدير التصوير السينمائي لفيلم الممر .
كل الشكر والتقدير والعرفان لفريق عمل فيلم الممر . شكرًا للمنتج المغامر المحترم هشام عبدالخالق .. شكرًا للإدارة العامة للشئون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية الباسلة وكل الشكر والتقدير للأمانة العامة لوزارة الدفاع علي الدعم اللوجيستي والمهاري والعسكري لخروج الفيلم بهذا الشكل الممتاز .
يكفي أنكم ساعدتم في عودة السينما المصرية إلي سابق عهدها وجعلتموها تدلف مرة أخرى من " ممر الفيلم" إلي " ممر الإبداع"