الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفر الموت!


البعض من الناس يعرف نظريًا أنه سيموت، لكنه عمليًا ينكر الموت، ويتصرف كما لو كان سيعيش خالدًا فى الدنيا، مثال لذلك إنسان يعيش لجمع المال فقط، ويرى الناس تموت حوله، ولكنه يتصرف كما لو كان هو الوحيد الذى لن يموت، ثم يأتيه الموت فجأة، بعد أن سلك كل السبل الشريفة وغير الشريفة حتى يصل إلى المال، وقد لا يصل إليه.

وإذا تخيلنا اثنين من الناس، الأول يملك 10 مليارات جنيه، والثاني يملك 10 جنيهات، ثم يموت الاثنان، فهل يتساويان في النتيجة؟ الإجابة بنعم ولا.

نعم يتساويان إذا كانا يشتركان في أنهما عاشا للمال فقط، وبالموت انتهى عمل الاثنين، والموت عدم ويساوي صفرا، والنتيجة النهائية هى ضرب ما يملكه كل منهما في صفر الموت، فتكون للأول: 10 مليارات في صفر يساوي صفر، وللثاني: 10 فى صفر يساوي صفر، وصفر يعني الخلود في النار.

ولا يتساويان إذا كان أحدهما سعى لكسب المال بما يرضي الله، والثاني سعى لجمع المال بما يرضي نفسه، فالإنسان الذي سعى في الدنيا بما يرضي الله، ثم مات وهو يملك 10 مليارات جنيه، أو وهو يملك 10 جنيهات ستكون النتيجة النهائية واحدة، وهى قسمة ما يملكه على صفر الموت، أي 10 مليارات على صفر يساوي مالا نهاية، أو 10 على صفر يساوي ما لا نهاية، وما لا نهاية تعني الخلود فى الجنة.

فإذا اختار الإنسان أن يكون مؤمنًا بالله تعالى وحده لا شريك له، وباليوم الآخر، وأن يعمل صالحًا من عبادات وفعل الخير وكسب المال الحلال، سيسعد بحياته في الدنيا والخلود فى الجنة، وإذا اختار العكس سيشقى بحياته في الدنيا والخلود في النار.

فالغني والفقير يموتان، والفرق بينهما يكون حسب الإيمان والعمل، فالمؤمن سيكون عمله مقسومًا على صفر، ونتيجته نعيم لا نهائي في الآخرة، وغير المؤمن سيكون عمله مضروبًا فى صفر، ونتيجته عذاب لا نهائي في الآخرة، وتبقى الفرصة متاحة للتوبة قبل مواجهة الموت الذي يساوي صفراَ.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط