مصر وأفريقيا تاريخ من العلاقات يمتد لـ 3000 عام.. بدأت من رحلات القوافل والرئيس السيسي أعاد لها الحياة مجددا

قال الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، مساعد وزير الآثار السابق وأستاذ الآثار بجامعة المنصورة، إن مصر هى حجر الزاوية وصمام الأمان لأفريقيا، فهى بوابتها الشرقية ورائدة حركات التحرر الحديثة داخلها، فيما تعتبر أفريقيا هى عمق مصر الإستراتيجى والداعم الأكبر المساند لمصر فى قضاياها المطروحة فى المنظمات والهيئات الدولية.

وأضاف "عبد اللطيف"، في تصريحات لـ "صدى البلد"، بمناسبة تنظيم مصر لبطولة الأمم الأفريقية، أن العلاقات المصرية الأفريقية ترجع إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ويشهد على ذلك ما سجلته الحضارة المصرية القديمة على جدران معابدها، من سعى مصر الدائم لتأمين منابع النيل في القارة السمراء، كما يوجد علاقات طيبة نشأت بين المصريين وبلاد بونت، خاصة مع رحلات المصريين والتبادل التجارى، والحرص على إقامة علاقات طيبة يسودها الاحترام والود والمنفعة الاقتصادية المتبادلة.

ولما أصبحت مصر دولة إسلامية، كانت هى المدخل الرئيسى للإسلام فى أفريقيا شمالًا وغربًا، حتى وصل إلى شاطئ المحيط الأطلنطى على سواحل موريتانيا والسنغال وغانا ونيجريا وغيرها، ويوجد فى معظم هذه البلاد آثار إسلامية عريقة لبدايات دخول المسلمين فى هذه البلاد عن طريق التبادل التجارى بين القوافل التى كانت تعبر الصحراء الكبرى مرورا بشمال السودان، ثم بلاد النوبة حتى أسوان التى كانت المعبر الرئيسى للتبادل التجارى بين مصر وأفريقيا، وذلك فى واحدة من أهم نقاطها التاريخية والأثرية وهى جزيرة الفنتين.

وأوضح أنه فى العصر الحديث شهدت العلاقات المصرية الأفريقية تطورًا ملحوظًا، خاصًة بعد تولي الرئيس جمال عبد الناصر الرئاسة، وعادت العلاقات بين مصر والقارة السمراء إلى أوجها بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة واهتمامه بتعزيز العلاقات مع دول القارة السمراء.

وأكد أن مصر لم تكتف بهذه العودة إلى أفريقيا سياسيًا واقتصاديًا، بل رحبت بأن تكون الحاضن لبطولة كأس الأمم الأفريقية فى نسختها الثانية والثلاثين فى الفترة من 21 يونيو وحتى 19 يوليو المقبل، بل إن هذه البطولة تسجل الرقم الأعلى فى عدد المنتخبات الدولية المشاركة والتى يبلغ عددها 24 منتخبًا بما فيهم الدولة المستضيفة مصر، وهذا الرقم يعني أن مصر تستطيع أن تنظم بطولة بهذا الحجم اصبحت تعادل تنظيم إسبانيا لبطولة كأس العالم عام 1982 والذى كان أيضًا بها أربعة وعشرين منتخبًا مشاركا.