الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنقذ لاعبي الأهلي والزمالك من الجماهير.. قصة الديبة صاحب القدم الذهبية بكأس الأمم الأفريقية

صدى البلد

تتسارع دقات قلبه، يتصبب العرق من جبينه، يلتفت يمينا ويسارا ليؤنس وحدته بزملائه، نزل على ركبتيه وأخذ حفنة من رائحة الملعب يتشممها لعلها تنصفه اليوم ويكون على قدر المطلوب منه، فجأة انطلقت صافرة حكم المباراة لينطلق معها "محمد دياب العطار" الذي لم يخطر على باله قط أنه سيكون فيما بعد نجم نجوم البطولة الأكبر والأغلى في القارة السمراء.

محمد دياب العطار، "الديبة"، كما وصفه الإعلام وأصدقاؤه حينها، أول من سطر اسمه في كتاب البطولات كأول هداف لبطولة كأس الأمم الأفريقية، واستطاع تسجيل 5 أهداف أحرزت بها مصر لقب البطولة الأولى في عام 1957 والتي أقيمت في السودان، وحقق لقبه الشخصي كهداف البطولة.


الديبة استطاع إحراز هدف في مباراة الدور قبل النهائي في البطولة في مواجهة المنتخب المصري مع نظيره وشقيقه السودان لتفوز مصر بهدفين مقابل هدف واحد، حيث أحرز أهداف الفراعنة رأفت عطية في الدقيقة 21، والديبة في الدقيقة 71 من المباراة، وتصعد مصر للدور النهائي الذي سطر فيه الديبة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم الأفريقية. 

فازت مصر في المباراة النهائية للبطولة على المنتخب الإثيوبي بنتيجة عريضة أربعة أهداف مقابل لا شيء، والمفاجئ في الأمر لم يكن النتيجة بل إن "الديبة" هو من أحرز أهداف الفراعنة الأربعة في الشباك الإثيوبية ليتوج هدافا لبطولة كأس الأمم الأفريقية. 


ورغم أنه لم يكن يلعب في الأهلي أو الزمالك في حينها، لكن الديبة كان له رأي آخر مع فريقه الاتحاد السكندري، فكان هو الهداف التاريخي والأسطوري لزعيم الثغر على مدار تاريخه بتسجيله 93 هدفا، منها 81 في بطولة الدوري و12 في كأس مصر، واستطاع إحراز لقب بطولة كأس مصر مع الاتحاد السكندري بعد الفوز على الزمالك عام 1948 وأحرز أحد أهداف اللقاء. 

ومع نهاية مسيرته مع الساحرة المستديرة، رفض الديبة الخروج من المستطيل الأخضر، واختار أن يظل معانقا للملعب من باب التحكيم، الذي تألق في عمله أيضا فيه كحكم ساحة، وحصد إشادة وثناء الجميع في أغلب المباريات التي أدارها.

ورغم أنه لم يكن قد حصل على الشارة الدولية في التحكيم بعد، ولكن اختاره الاتحاد الأفريقي حينها ليكون حكما لنهائي كأس الأمم الأفريقية عام 1968 بين الكونغو وأوغندا في إثيوبيا بفضل براعته، فقد تألق في تلك البطولة كلاعب وحكم. 

وكان أيضا متواجد في مباراة الأهلي والزمالك الشهيرة التي أقيمت عام 1971، التي شهدت اقتحام الجماهير لأرض الملعب، ليطلق صافرته الشهيرة بإلغاء اللقاء، قائلا بعدها: "أطلقت صافرتي بعدما شاهدت أحد المشجعين يقتحم ملعب المباراة لأحافظ على أرواح اللاعبين وأعتقد أنه من أفضل القرارات في مسيرتي".