الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مبغنيش في أفراح.. قصة إحراج الملكة نازلي لكوكب الشرق

صدى البلد

زوجة ملك مصر، ووالدة وريث العرش الذي سيخلف والده، عاشت في أكبر القصور، وارتدت من أفخم وأبهظ الملابس والحلي، إلا أنها رغم كل ذلك البذخ الذي عاشت به، فإنها كأي سيدة مصرية أصيلة تطبعت بطباعهن، تلك الغيرة التي لا تفرق بين ملكة وربة منزل، صفة نسوية حفرت في نفس كل سيدة، وتفننت سيدات مصر في التنافس عليها.


ويوافق اليوم عيد ميلاد الملكة نازلي، زوجة الملك فؤاد الأول ووالدة الملك فاروق، ومع ذكراها، لا يمكن إغفال تلك الواقعة التي تسببت فيها بإحراج لكوكب الشرق، ووضعتها في مأزق لتخرج منه أم كلثوم بذكاء وحنكة، وينقلب الموقف لصالحها لتصبح رائدة موضة جديدة دخلت مصر وسميت باسمها نسبة إليها كأول من ارتدتها، لترتدي لأول مرة من "موضة ثومة" .

نظم القصر الملكي حفل زفاف أسطوري، للأميرة فوزية، ابنة الملك فؤاد الأول والملكة نازلي، في زواجها بولي العهد الإيراني محمد رضا بهلوي، والذي أصبح فيما بعد شاه إيران، وكان ذلك الزفاف لتقوية العلاقات بين البلدين، عقب ثلاثة أعوام من خطبتهما.



أعلن القصر الملكي حالة الطوارئ للاستعداد للحفل، وأشرفت الملكة نازلي بنفسها على الترتيبات، وكان من ضمن فقرات الحفل، زفة العروس، وفي التفكير فيمن سيزف العروس، لم تجد الملكة نازلي أفضل من كوكب الشرق لإحياء زفاف ابنتها فطلبت الملكة نازلي من أم كلثوم إحياء الزفاف.

فوجئت أم كلثوم بطلب الملكة نازلي، وأعلنت رفضها صراحة، معللة أنها لا تغني في الأفراح، وبعد تدخل الوسطاء، وافقت أم كلثوم حرجا من الملكة، وطلبت من الشاعر الكبير بيرم التونسي تاليف أغنية لها.

استعدت أم كلثوم لحفل الزفاف الملكي الكبير ،واستعانت بالسيدة ريتا لتصميم فستان لها، لحضور الزفاف، وقامت ريتا بتصميم فستان من الدانتيل الأسود، وعلمت الملكة نازلي بشكل الفستان الذي سترتديه أم كلثوم، فلم يرضها، وطلبت تغيير لونه.

وضعت المكلة نازلي كوكب الشرق في مأزق بسبب ذلك الفستان، لتحيك المصممة ريتا بذكائها بعض التغييرات على الفستان لتبدله بجديد مع بعض التغييرات، وقامت بتغيير اللون من الأسود إلى الزهري بطريقة لأول مرة وهي أن يتم تبطين الأسود بلون أخر.

وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام تلك الموضة في التصميمات، لتصبح هذه الموضة في مصر وأطلق عليها موضة ثومة.

وأقيم حفل الزفاف عام 1939 ووصف بأنه أكبر حفلات الزفاف التى شهدتها القاهرة فى الثلاثينات وتم دعوة كبار القوم وقرينات الوزراء وبنات العائلات الكريمة، وغنت أم كلثوم في الزفة "مبروك لسموك وسموه"، من تأليف بديع خيري وتلحين رياض السنباطى.

ويقال إنه بعد هذه الواقعة، رفضت الملكة زواج كوكب الشرق من أحمد حسين باشا رئيس الديوان الملكى الذي أحبته كثيرا بالرغم من خضوع أم كلثوم لمطالبهم.