أشبه بلوحة فنية امتزج فيها الفن اليدوى مع الثقافة والتراث المغربي العتيق ليجذب نحوه المارة والزوار من السائحين له، لتفقد كل ركن فيه بعين اللهفة والدهشة . هكذا يبدو السوق الشعبي الكبير فى مدينة طنجة لكل وطأت قدماه إليه وكأنه لوحة كبيرة تعددت الوانها وحمل كل ركن وزقاق حكاية شعب امتهن حرفا مازالت متمسكة بتاريخها.
ورغم أن دولة المغرب تملك العديد من خيارات التسوق ومنها
الأسواق التقليدية أو شوارع التسوق فى مدنها، الإ أن ما يميز سوق طنجة الكبير الطابع السياحى كما يعتبر
قلب المدينة النابض ومن أجمل الأماكن في طنجة ، ويحتوي على مختلف أنواع البضائع والسلع.. ولعل هذه الميزة تنسحب على سوق خان الخليلى فى مصر بقلب القاهرة العتيقة. حيث
يتشابه السوقان لحد كبير من حيث نوعية وطبيعة السلع المباعة .
ورغم تواجد العديد من السياح
باختلاف جنسياتهم بسوق طنجة الكبير سواء بهدف
التسوق أو التجول للتعرف على تاريخ السوق، إلا أن الأمر يمثل للزائر المصري طابعا خاصا لحالة التشابه والامتزاج بين السوق الكبير فى طنجة وسوق خان الخليلى القاهرة، وقتها
يشعر أنه فى مكان مألوف له وكأنه انتقل بسرعة الصاروخ لأرض المحروسة مصر ما يعد
هذا الأمر قاسما مشتركا بين البلدين .
ويعد السوق الكبير بطنجة أحد أبرز معالم السياحة في المدينة ، ومن أشهر الأسواق الشعبية في المملكة المغربية،
هناك جميع أنواع الملابس، الأحذية، الجلود، المجوهرات، الفخار، الحرف اليدوية، السجاد،
وغيرها الكثير.
نشأته
تم تأسيس السوق في فترة
الثمانينات، وكان يطلق عليه اسم كاسبارتا والتي تعني البيت الرخيص باللغة الإسبانية،
كونه يوفر جميع الاحتياجات بأسعار مناسبة جداً، ولايزال إلى يومنا هذا وجهة تسوقية
كبيرة، ومزار سياحي كبير يستقطب مختلف زوار المدينة من السياح الأجانب والسكان المحليين.
ويضم السوق الكبير بطنجة
بين ممراته الحجرية عددا كبيرا من المحلات ذات الأبواب الخشبية، وتتوفر في هذه المحلات
كل ما يخطر في البال من مصنوعات يدوية خشبية وفخارية، وتحف، والمصنوعات النحاسية والبرونزية،
وأنواع البهارات والتوابل من مختلف البلدان، والعطور والأعشاب، وأنواع اللحوم والأسماك
والخضار والفواكه الطازجة.
والمتجول بسوق طنجة يجد عددا من المقاهى والأطعمة بين أروقة السوق ذات الطابع التراثى، كما يمكنه الاستمتاع بالتصاميم الحجرية المنحوتة للسوق، أو بالجلوس في الساحة القريبة منه والمزروعة بأشجار النخيل والتي تحتوي على مقاعد للجلوس والاستراحة.
وعلى الجانب الآخر بمصر توجد نفس الصورة بسوق خان الخليلي الذى يعد أحد أهم وأعرق أسواق الشرق، يزيد عمره على 600 عام، وما زال معماره الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن.
ويجسد مصدر إلهام للعديد من الكتاب والأدباء المصريين أبرزهم الكاتب نجيب محفوظ الذي ألف إحدى رواياته التي تدور أحداثها بالحي وتحمل اسمه "خان الخليلي" والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي.
تاريخ خان الخليلى
هاجر إلى السوق عدد كبير من
تجار مدينة الخليل الفلسطينية وسكنوه، ويوجد حاليا جالية من أهل الخليل تسكن به وتعمل
بالتجارة وينسب إليهم خان الخليلي بالقاهرة وقد سمي بهذا الاسم نسبة لمؤسسه وهو أحد
الأمراء المماليك وكان يدعى جركس الخليلي وهو من مدينة الخليل.
ويشتهر سوق خان الخليلى ببيع العديد من البضائع المختلفة التى تلقى قبولا واسعا بين السياح من مختلف العالم سواء الملابس أو المنحوتات النحاسية والخزفية والجحرية فضلاً عن احتوائه على منطقة الصالحية المتخصصة فى بيع كافة أنواع الأحجار الكريمة المحلية والمستوردة.
ويوجد بشارع خان الخليلى أشهر مقهى يعرفه كل مصري وعربي وأجنبي وهو مقهى الفيشاوي الأكثر جذبًا من مختلف الفئات لهواة التراث الشعبي القديم، بالإضافة لأنواع المشروبات وإبريق الشاى المعدني القديم والأكواب الشرقية والشيشة بمختلف أنواعها، حيث يزدحم المقهى بالكراسي والطاولات لاستيعاب أكبر عدد من الناس على أنغام زمان الزمن الجميل لسيدة الغناء العربي أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.