EN 
بمجرد أن تهل نسمات الصيف علينا يبدأ كل منا بتخفيف ملابسه وارتداء الملابس القطنية ذات الألوان الفاتحة للتقليل من حدة أضرار أشعة الشمس، وترتفع درجات الحرارة في أيام تدفعنا نحن كبشر إلى الخمول وعدم القدرة على التحرك من شدة الحرارة وبخار الماء .. فماذا عن تلك الكائنات التي لا تملك حتى التعبير عن ضيقها من الجو.
"دول كائنات غلابة أوي"، هكذا بدأ "عم محمد" حارس بيت الشمبانزي حديثه، مؤكدا حيوان الشمبانزي من السلالات الراقية في القرود فهي تشعر وتحس وتحزن وتفرح بشكل يشبه البشر بدرجة كبيرة فهم لا يطيقون درجة الحرارة المرتفعة وأحيانا يظلون ساكنون في أماكنهم بسبب الحرارة كالإنسان.
توقف عم محمد عن الكلام ثم قام بإحضار طبق عنب بارد قائلا "لازم في الحر ده نحطلهم أكل ساقع عشان درجة الحرارة"، برفق قام بمباغتة الشمبانزي "دودو" و أحضر له الطعام و قدمه بيده داخل القفص و ظهرت الرحمة في أبهى صورها عندما شعر بسخونة جسد الشامبنزي فقام بفتح المياه الباردة وسلطها تجاه القفص موضحا أن القرود لا تملك لسان للتعبير عن شعورها بالضيق من الحرارة ولكن وظيفة الحارس أن ينتبه لطلبات الحيوان.
عم محمد يرى أنه تربطه علاقة قوية بينه وبين هؤلاء الكائنات قد ترقى لعلاقة الأب بأبنائه، قائلا: "أنا بقضي معاهم اليوم كله ،يعني حبيتهم و كأنهم ولادي " .. لا يفتعل ذلك الحارس الحب أو يتصنعه فالحيوانات لا تكذب إذا أحبتك تطمئن لك و إذا لم تحبك لا تطيق أن تقترب منها، وبعد ما شاهدناه فهو يحب عمله و يحب هؤلاء الصغار .
تجولنا في الحديقة ولفت إنتباهنا قفص الدب فهو مزود بمراوح و تكييفات و حوض للمياه في كل قفص ،و حارس رحيم تارة يضع للدببة بلح و تارة أطباق أرز باللبن و وجبة أساسية في منتصف اليوم أسماك أو لحوم .
وبالرغم من أن الدب مصنف من الحيوانات غير الأليفة إلا أنه يتعامل معهم بلطف و هم يحبونه و يصدرون أصواتا تشبه أصوات الأطفال الصغيرة التي تنادي على والدتهم ليلعبوا معها.
من جانبه، أكد "عادل" أنه يحب وظيفته و يشعر بالألفة في التعامل مع الدب بحديقة الحيوان، موضحا أن هؤلاء الدببة الكبار في الحجم ضعفاء في القدرة لا يمكنهم التعبير عن ضيقها من الحر لذلك قامت الحديقة بتركيب تكييفات في بيت الدب لأنهم من الحيوانات التي لا تتحمل الحرارة.
وأضاف أنه يقدم لهم وجبات من الآيس كريم ، والفواكه المبردة لتبقى أجسادها باردة بقدر الإمكان لكي تستطيع مواجهة حرارة الجو المرتفعة.
