جمهورية الميليشيات الإيرانية تحكم العالم

في بعض الحالات، وأنت تتكلم عن إيران، لا ينبغي أن ترفع القبعة بحسب التقليد المعروف، تعبيرا عن الاحترام والتقدير، ولكن عليك عفوا أن تصدر اشمئزازك.

فدولة غنية بالنفط، وتعتبر الدولة رقم 2 على مستوى العالم في احتياطات البترول، تبدد ثروتها لأوهام توسعية ومذهبية سافرة لنظامها، على عصابات وميليشيات ما أنزل الله بها من سلطان.

ويرى النظام الإيراني أن هذه العصابات التي استطاع تشكيلها وتربيتها في غفلة من الزمن، هى إنجازه الأكبر في الـ40 سنة الماضية! وبها يحتل العالم باعتبرهم "وكلائه الإرهابيين" بحسب الوصف الدارج في مجريات السياسة العالمية لهم.

إنها فعلا حالة تصيب بالغثيان والاشمئزاز..

والواقع أن نظام الملالي، منذ وصل إلى سدة العرش في إيران قبل 40 عامًا، وهو يتبنى استراتيجية غريبة للهيمنة، وإعادة بعث الإمبراطورية الفارسية البائدة. وأنفق المليارات من أموال إيران وبدد الثروات لتقوية عظام هذه العصابات بشكل مثير للتساؤلات والاشمزاز في آن واحد.

ففي لبنان، هناك ميليشيا حزب الله، وبالطبع هى دولة داخل الدولة ليس في ذلك جديد، لكن من خلال نصر الله أصبح القرار اللبناني يخضع لرؤية طهران ولرؤية الحرس الثوري الإيراني.

لبنان بعد ظهور حزب الله على ساحتها، أصبحت معترك معارك سياسية وعسكرية عنيفة، ولم تعد واحة الجمال العربية كما كان معهودا عنها من قبل.

العراق برمته أصبح إيرانيا، وليس الفضل لرجالات إيران المخلصين في الداخل العراقي، والذين يرفعون راية الملالي ويتخندقون في صفوفه أكثر من الإيرانيين أنفسهم. ولكن من خلال الحشد الشعبي الشيعي الذي أسس بفتوى مذهبية للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي السني، فكان الظاهر داعش والباطن دولة داخل الدولة في العراق، لها الهيمنة وتصبح فيلقًا جديدًا ضمن فيالق الحرس الثوري وهو ما كان.

وقد دخلت إيران العراق بعد سقوط النظام السابق في 2003 واليوم أصبح كل شىء في العراق إيرانيا. ويقال إنه أصبح الامتداد الجغرافي لإيران سياسيًا وبريًا ومذهبيًا.

والعراق بالذات داخل منظومة الهيمنة الإيرانية له وضع خاص بفضل العقدة القديمة، التي كانت تسيطر على طهران جراء نظام صدام حسين السابق، الذي كان وجوده في الحكم يصيبهم بالرعب وهم لا ينسون حرب السنوات الثماني، وكيف خرج الخميني في نهايتها يعترف بالهزيمة وبأنه يتجرع السم قبل موافقته على وقف إطلاق النار مع العراق.

الميليشيات الإيرانية في العراق حدوتة أخرى، بدءًا من ميليشيا بدر ومرورًا بالنجباء والعصائب وغيرهم وهم نحو 60 ميليشيا مسلحة تنضوي كلها تحت راية الحشد الشعبي.

ومن لبنان والعراق، الوضع في اليمن لا يحتاج إعادة. فميليشيا انصار الشيطان "الحوثيين" هم نموذج سافر وقح للعدوانية الإيرانية، وعناصرها لم يتورعون عن قصف مكة ومدن سعودية مأهولة بالسكان وفقا لتوجيهات إيرانية بعد توالي هزائمهم في اليمن.

سوريا بالطبع منذ 6 سنوات، ومنذ قرار الاستعانة بقوات إيرانية وميليشيات ملالية للمحاربة في صف الرئيس بشار الأسد أصبحت وطن إيراني بمعنى الكلمة. وهناك حالة تشييع وحالة احتلال ايرانية لكامل سوريا منذ سنوات. وهناك 200 ألف عنصر ميليشياوي يأتمرون بأوامر الحرس الثوري والرقم أعلنه رسميا وهو في المنصب محمود جعفري القائد السابق للحرس الثوري.

وبالطبع هذه هى الميليشيات والعصابات الكبرى الإيرانية في المنطقة، لكن هناك عصابات ارهابية وميليشيات ايرانية صغيرة، لم تحقق صيتا مثل هذه تتواجد في باقي الدول العربية دون ظهور نموذج ضخم لها.

فالسنوات الأخيرة تم ضبط خلايا إرهابية إيرانية في الكويت والبحرين والسعودية، وكلها لها علاقات وطيدة وحميمة بالحرس الثوري الإيراني وتسير بتوجيهاته.

في أفريقيا وفي القرن الأفريقي، هناك عصابات ايرانية صغيرة تتوغل أفريقيا لنشر التعاليم الملالية، وتحقيق الهيمنة الإيرانية المزعومة، أشهرها طبعا الحركة التخريبية الإرهابية التي يتولى زعامتها إبراهيم الزكزاكي في نيجيريا ومسؤولة عن نشاطات إرهابية مروعة بداخلها.

ومن أفريقيا لأمريكا اللاتينية، هناك انتشار وتفشٍ لميليشيا حزب الله وعصابات وميليشسيات صغيرة تأتمر بأمره، والحدث جلل دفع مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي للقول منذ ساعات، إن حزب الله الإيراني وطهران في المقدمة طبعا تسيطر على نصف الكرة الغربي. ولابد من التصدي للأنشظة المزعزعة للاستقرار والتي تقوم بها الميليشيا..

والخلاصة جمهورية الميليشيات الإيرانية المبعثرة حول العالم تهدد الاستقرار والأمن ليس فقط لأنها مسلحة، ولكن أيضا لأنها مذهبية مقيتة ترى أن الحرب على السنة واجب والتشيع فرض وغيرها من ترهات وأكاذيب وخدع، تبث وتصدر إلى مئات الملايين من العرب والمسلمين.