الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلاطين وأمراء أنقذوا الحجاج من العطش قبل مئات السنين.. قصة تاريخية تعرف عليها

قلعة نخل
قلعة نخل

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن حجاج بيت الله الحرام قديما كانوا يواجهون مشكلات فى الطريق،أهمها نقص المياه لأن الآبار الموجودة بالطريق محدودة جدًا،ويكاد ينعدم فى المنطقة الصحراوية بين حافة التيه وخليج السويس وفي اتساع هضبة التيه والآبار الموجودة فى سيناء،تقع حول نخل وبعض آبار متفرقة حول الثمد،وهذا الماء لا يشربه المسافر إلا مضطرًا لقلة عذوبته وكثرة أملاحه.

وأوضح أن السلاطين والأمراء المسلمين حرصوا على معالجة هذه المشكلة طوال العصور الإسلامية،ففى عام(79هـ / 698م) أرسل الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان أموالًا مع أمير الحج من أجل إنفاقها على كل من تضرر من الحجاج.

لقد تضرر هذا العام حجاج الركب المصرى بسبب هطول أمطار غزيرة،وفى سنة (91هـ / 709م) أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بتمهيد طريق ركب الحجاج المصرى،وحفر الآبار فى محطات الطريق وفى سنة (104هـ / 722م) أمر الخليفة يزيد بن عبد الملك بحفر الآبار فى طريق ركب الحاج المصرى .

وتابع أنه فى عام (135هـ/ 752م) أمر الخليفة أبو العباس عبد الله بن أحمد الملقب خطأ بالسفاح بإصلاح طريق الركب المصرى وحفر الآبار فى منطقة الوجه وفى عام (137هـ/ 754م) أمر الخليفة أبو جعفر عبد الله المنصور عامله على مصر بأن يقوم بتوزيع أعطيات للأعراب القاطنين بطريق الحاج المصرى كما أنه أمر ببناء المساجد فى هذا الطريق .

وفي عام (165هـ / 781م) أمر الخليفة أبو عبد الله محمد المهدى صاحب البريد فى مصر، بإقامة محطات للبريد فى طريق الحاج المصرى ووزع فيها البغال والحمير الخاصة بهذا الغرض، وفى عام (175هـ / 791م) أمر أبو جعفر هارون الرشيد عامله فى مصر بإصلاح طريق الحاج وتوزيع أموال على الأعراب القاطنين فى الطريق، وفى سنة (260هـ / 873م) أصلح أحمد بن طولون طريق الحاج ووزع أعطيات على الأعراب.

وأشار ريحان إلى أنه فى عام (325هـ / 936م) اهتم محمد بن الإخشيدى بطريق الحاج وفى سنة (410هـ / 1019م) أعاد الحاكم بأمر الله إصلاح طريق الحاج ، وفى سنة (555هـ / 1160م) حج أسد الدين شيركوه مع حجاج الركب المصرى ووزع أعطيات كثيرة على الأعراب.

وفي عام (572هـ/1176م) أرسل صلاح الدين الأعطيات والصداقات لتوزيعها على سكان أهل القرى المجاورة لمكة ولسكان مكة وألغى المكوس التى كانت تؤخذ من الحجاج من قبل والى مكة والأعراب الموالين له ، ولقد دفع لوالى مكة ألفى دينار وألفى أردب من القمح وغدت تدفع وتحمل إلى والى مكة كل عام.

أما في عام (648هـ /1250م) أرادت شجر الدر الحج وفضلت الذهاب عن طريق البر فأمرت بإصلاح الطريق وحفر الآبار وبناء البرك على طول طريق الحاج المصرى ووزعت الأعطيات على الأعراب.

وجاء فى وصف المحمل الذى احتفل به لأول مرة احتفالًا رسميًا فى عهد شجر الدر أن أعظم ما أشتمل عليه هى كسوة الكعبة بما تشمل عليه من كسوة مقام الخليل إبراهيم عليه السلام وبيارق الكعبة والمنبر وكانت الكسوة تعرض فترة عشرة أيام فى الحرم الحسينى ثم تخرج فى احتفال رسمى حتى تصل بركة الحاج.