الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مكتبة حسن كامى.. حكاية 86 كتابا ومخطوطة نادرة عادت إلى الثقافة.. صور

صدى البلد

نجحت وزارة الثقافة فى ضم وحيازة مجموعة من المطبوعات والمخطوطات النادرة كانت ضمن مقتنيات مكتبة الفنان الراحل حسن كامى، وذلك بعد مفاوضات استمرت ستة أشهر مع المالك الجديد للاتفاق على قيمتها النقدية.

واستقرت اللجنة برئاسة الدكتور هشام عزمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، وعضوية 7 من الفنيين والقانونيين على قائمة عناوين تعد من كنوز التراث القومى آلت ملكيتها إلى دار الكتب وفقًا لقانون المخطوطات.

وتعتبر المقتنيات التى تم ضمها إلى سجلات التراث القومى المصرى نماذج تعكس مراحل زمنية من المسيرة الفكرية للإنسانية.

وأكد الدكتور هشام عزمى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، أنه فور الإعلان عن وفاة الفنان حسن كامي، والتي صاحبها اهتمام إعلامي كبير بمصير مكتبته "المستشرق" الكائنة بوسط القاهرة، أصدرت وزيرة الثقافة قرارا بتشكيل لجنة لمعاينة مكتبة الفنان حسن كامي، برئاسة رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية باعتبارها الجهة المختصة - دون غيرها- بتطبيق أحكام قانون حماية المخطوطات رقم 8 لسنة 2009، بشكل حاسم وفوري بغية الحفاظ على ما يمكن أن يشكل قيمة لتراث هذا الوطن وتاريخه وتضم في عضويتها سبعة من الفنيين والقانونيين والتى تولت إعداد تقرير مفصل عما تحويه المكتبة تمهيدًا لعرضه على اللجنة الدائمة لقانون المخطوطات، وواكب ذلك صدور قرار النائب العام بإغلاق المكتبه لحين الفصل في النزاع على ملكيتها.

وقال رئيس دار الكتب والوثائق القومية إن اللجنة أجمعت على ضرورة اقتناء كل المطبوعات التي تتعلق بمصر والوطن العربي سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة وهي جميع المخطوطات بغض النظر عن لغتها، أوائل المطبوعات بالنسبة للشرق "1823-1923"، وبالنسبة للغرب حتى 1700، أى خرائط تاريخية عن مصر، وذلك على أن تكون الأولوية للمقتنيات باللغة العربية ثم اللغة الإنجليزية والفرنسية، ويستثنى من ذلك المقتنيات الموجودة بالفعل في دار الكتب.

واستعانت اللجنة بمجموعة من مترجمي اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية وبعض اللغات الشرقية للتمكن من التقييم بدقة وموضوعية، ثم استقرار اللجنة على القائمة النهائية للعناوين وتحديد القيمة التقديرية لها، وبدأت مرحلة التفاوض مع مالك المكتبة لدفع مقابل نقدي للعناوين المنتقاة، وبعد موافقته على القيمة التقديرية آلت حيازة تلك العناوين إلى وزارة الثقافة وتم تسليمها إلى دار الكتب.

وأشار الدكتور هشام عزمى إلى قائمة العناوين التى شملت 86 عنوانا ما بين كتب ومخطوطات ولوحات ومجموعات طوابع نادرة ومن أهمها: "رحلات في أقاليم مصر الشمالية والجنوبية" للأثري الفرنسي الشهير Vivant Denon الذي يعود تاريخه إلى 1803، كتاب "تاريخ القدس" للمؤرخ الفرنسي Poujoulat M، الذي يعود تاريخه إلى عام 1848، وكتاب " السفر في مصر العليا والدنيا ووصف كافة الأنواع " للعالم الفرنسي الشهير Charles-Nicolas-Sigisbert Sonnini de Manoncourt والذي يرجع تاريخه إلى 1799 وكتاب "تاريخ محمد علي " المنشور عام 1855 للمؤرخ Paul Mouriez، وكتاب "تاريخ قناة السويس " للمؤرخ M. Riou والذي يشتمل على لوحات ورسومات يدوية مميزة.

وتضمنت المجموعة كتاب "تاريخ الدولة المصرية" للسياسي والمؤرخ الفرنسي Gabriel Hanotaux والذي نشر عام 1936، وكتاب وصف مصر المنشور عام 1922 وهو كتاب مهم جدا (ليس الكتاب الخاص بالحملة الفرنسية )، و كتاب " مصر وإسماعيل باشا " للمؤرخ الفرنسي Sacre Amedee و"الحملات البحرية لمحمد علي وإبراهيم باشا " المنشور عام 1935، كتاب "الجغرافيا القديمة " لعالم الجغرافيا الشهير Jean Baptiste Bourguignon d'Anville.

واشتملت على مجموعة متفردة من كتب التاريخ الطبيعي منها "التاريخ الطبيعي للطيور في الولايات المتحدة" المنشور عام 1825 وكتاب "تاريخ الطيور في أوروبا" المنشور عام 1849، وإضافة إلى ذلك تضمنت المجموعة مخطوط "تقرير العلامة شمس الدين الأنباري على شرح سعد الدين التفتاز الشهيرة بالتجريد في علم المعاني والبيان والبديع"، مجموعة طوابع نادرة Philatelia، مجلد لوحات وصفية وإيضاحية عن الفاتيكان، كما اشتملت على مجموعة من الخرائط متوسطة الحجم عن مصر، إضافة إلى لوحة فرمان عثماني.

وتوصلت الدار مع المحامي عمرو رمضان، مالك مكتبة "المستشرق" الخاصة بالفنان الراحل حسن كامي، لشراء بعض مقتنياتها من الكتب النادرة الموجودة بالمكتبة، وغير موجود نسخ منها بالدار، بمبلغ 450 ألف جنيه تقربيًا بدلًا من 600 ألف المبلغ الذي كان يرغب المحامي في الحصول عليه.

وأقدمت السلطات، في ديسمبر الماضي، عقب رحيل حسن كامي، على إغلاق وتشميع مكتبة "المستشرق" التي كان يمتلكها وجاءت هذه الإجراءات تنفيذا لقرار وزيرة الثقافة لحماية مقتنيات مكتبة الفنان الراحل خصوصًا أنها تضم مخطوطات وكتبا ووثائق نادرة.

وعقب قرار تشميع مكتبة حسن كامي ثار جدل كبير بشأن ملكيتها بين محاميه الخاص وشقيقته، خصوصًا أن كامي رحل دون أن يترك زوجة أو أولادا، إذ توفيت زوجته نجوى في عام 2012، بعد أعوام من وفاة ابنهما الوحيد شريف.

وأصدرت وزيرة الثقافة المصرية قرارًا بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور هشام عزمي، رئيس دار الكتب والوثائق القومية المصرية، لفحص جميع محتويات المكتبة لإعداد تقرير شامل بشأن طبيعة المقتنيات وعددها وقيمتها التراثية والتاريخية.

ووفقًا للمادة الـ 3 من القانون 8 لسنة 2009 وتعديلاته، المتعلق بحماية المخطوطات، يمنع خروج أي مخطوطات أو التصرف فيها بأي شكل من الأشكال، إلا بعد حصول موافقة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، كما يجور للهيئة أن تتحفظ عليها، تحقيقا لمصلحة قومية مقابل تعويض مادي تقدره اللجنة المختصة.

وشهدت هذه الفترة صراعا شديدا بين المحامي وورثة الراحل لأحقية كل منهم امتلاكه للمكتبة، خاصة أن عمرو رمضان أمتلك مستندات تثبت ملكيته لمكتبة الفنان الراحل حسن كامي.