الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار يكشف حكاية دروب سيناء التي خدمت الحجاج حتى عصر المماليك

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن مسالك الحجاج البرية عبر طريق الحج القديم بوسط سيناء تعد محطات هامة باركتها مسيرة الحجاج إلى الأراضى المقدسة.

وقد استخدم طريق الحج عبر سيناء منذ بداية العصر الإسلامى وتميز بوجود ثلاث مراحل زمنية، الأولى من الفتح الإسلامى حتى أواخر حكم الفاطميين ، والثانية من أواخر حكم الفاطميين حتى أوائل حكم المماليك ، والثالثة من أوائل حكم المماليك حتى عام (1303هـ / 1885م) حين تحول إلى الطريق البحرى.

وأوضح أن درب الحاج المصرى القديم ينقسم إلى أرباع ، الربع الأول من صحراء القاهرة المعزية إلى عقبة أيلة ، والثانى من عقبة أيلة إلى قلعة الأزلم، والثالث من قلعة الأزلم إلى ينبع والرابع من ينبع إلى مكة المكرمة.

وأمّا الجزء الخاص بطريق الحاج بسيناء فينقسم لثلاث مراحل تتقارب فى مسافاتها إلى حد كبير،فالأولى من بداية الطريق عند العاصمة وحتى عجرود وطولها 150كم، والثانية من عجرود إلى نخل وطولها 150كم، والثالثة من نخل إلى عقبة أيلة وطولها 200كم وكانت تقطع كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث فى نحو ثلاثة أيام بالسير بقوافل الحجيج .

وأشار إلى أن درب الحاج المصرى لم يكن قاصرًا على خدمة حجاج مصر فى ذهابهم وعودتهم ،وإنما كان يخدم حجاج المغرب العربى والأندلس وحجاج غرب أفريقيا وتزايدت أهمية الدرب، خاصة مع قيام دولة سلاطين المماليك ومع الأهمية الكبرى لدرب الحاج المصرى كمعبر لقوافل الحجاج.

إلا أنه لم يكن المسلك الوحيد لهذه الرحلة المقدسة عبر الأراضى المصرية فهناك المسالك البحرية من خلال السفن المستخدمة لموانئ مصر على خليج السويس وهى ميناء القلزم (السويس) وميناء الطور بشهرته الواسعة خاصة أيام سلاطين المماليك والعثمانيين.

وميناء عيذاب المواجه للأراضى المقدسة الذى كان البديل الآمن عندما هددت الحملات الصليبية درب الحاج المصرى منذ آواخر حكم الفاطميين وتتمثل أهمية درب الحاج المصرى فى أنه أقصر الطرق الواصلة بين العاصمة ومدينة أيلة (العقبة حاليًا) كما أنه يرتبط بمجموعة طرق أخرى تزيد من أهميته ومنها مجموعة الطرق التى تصب فى بدايته.

ونوه إلى مجموعة من المسالك البرية والبحرية التى تنقل حجاج المغرب العربى والأندلس وغرب أفريقيا إمّا من خلال السفن العابرة للبحر المتوسط وصولًا إلى الإسكندرية أو برًا على طول المحور الساحلى بشمال أفريقيا وصولًا إلى الإسكندرية وعبر غرب الدلتا حتى الجيزة، وإمّا من خلال طرق داخلية عبر واحة سيوة ووادى النطرون وصولًا إلى قرية كرداسة ، ومما يعكس دور هذه الطرق فى طريق الحاج ما يحدث فى طريق الحاج من مسميات للقوافل الخارجة منها نحو الأراضى الحجازية من أمثال الركب المصرى والركب المغربى.

وتابع الدكتور ريحان بأن درب الحاج يتصل بطريق وادى الجفرة القادم من مدينة بلبيس وله أهميته التجارية فى نقل المؤن إلى الأراضى المقدسة عن طريق البحر، وأهم طريق يتصل بدرب الحاج هو ذلك الطريق الذى يخرج منه شرقى ميناء السويس وصولًا إلى ميناء الطور فمثل هذا الطريق كان فى خدمة حجاج مصر وفى خدمة ما كان يرسل للأراضى المقدسة من سلع تجارية