الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبة الشيخ الشعراوي في وقفة عرفات.. حكاية كنوز خالدة تتوارثها الأجيال | فيديو

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي

بعيون تغمرها الدموع خشوعا وخضوعا لبارئها، وروح فاضت بالإيمان والاستسلام، توافد الملايين من كل فج عميق صباح يوم التاسع من ذي الحجة، لا الحر يمنعهم ولا تحول أشعة الشمس بينهم وبين تأدية منسك الحج والوقوف على جبل عرفات، تلك الشعيرة الأعظم التي يرفع بها الدعاء وتغفر بها الذنوب، ترفع الأيادي إلى السماء في تذلل وخضوع وخشوع لله.



وفي مثل هذا اليوم من كل عام، يسعى المسلمون على وجه الأرض إلى نيل شرف الوقوف على جبل عرفات، وتستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال الحجاج، وتجهز بأئمتها وخطابها الذين سينالون عظم الخطبة في الوفود، وحظي واحد فقط من خارج السعودية بشرف الخطبة يوم عرفة، وأم في المسلمين في يوم عرفة من عام 1976 في خطبة خلدت ذكراها في التاريخ بكلماتها التي كانت بمثابة الدرر لا يمحيها الزمان.

وقع الاختيار على الشيخ محمد متولي الشعراوي عام 1976، لإلقاء خطبة وقفة يوم عرفة، في سابقة من نوعها، حيث يعد الإمام الوحيد من غير السعوديين الذي خطب في يوم عرفة، وأصبحت خطبته من كنوز التراث التي يحييها المسلمون كل عام، فكلماتها درر ومواعظ لا ترتبط بزمان أو مكان، أبدع فيها الشيخ الشعراوي حتى خلدت ضمن الخب التاريخية التي يتم تداولها في يوم وقفة عرفة من كل عام.



وبصوته الجهوري وأسلوبه الذي تفرد به، بدأ الشيخ شعراوي خطبته في وقفة عرفات مكبرا :"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك"، واستطرد بعدها: "هذا هو شعار اليوم ونشيد الساعة فلترددوه طوال يومكم"، واستكمل خطبته التاريخية التي ظلت خالدة حتى اليوم، تتوارثها الأجيال ويحرص المصريون على سماعها كل عام يوم وقفة عرفات.

وخطب الشيخ شعراوي في وقفة عرفات للمسلمين قائلا: "في ذلك اليوم لو سألوك قضاء حوائجهم أعطيتها لهم، فما نقص ذلك عندك يا رب، فكلماتك ورحمتك لا تنفد، وعلى المؤمن أن يكون على ثقة في يوم عرفات أن الإجابة آتية لا محال، فالعبيد يتذللون لك لتأتيهم الخير وتستجيب لهم، فاليوم نحن نبتهل بالدعاء لنا ولأزواجنا وأحبابنا والمؤمنين والمؤمنات، فالملائكة بحفاوتها تحيط بهم على جبل عرفات في ذلك الزحام الذي يشع بياضاً، ملائكة الله في عليائها وعبوديتها المكرمة يتلقون إقبال الحجاج بالعناق ويتلقون الصائمين بالمصافحة، فالله يكافئ على قدر الجزاء".