الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تربية المواشي وذبحها.. شوارع الأحياء الشعبية مجازر عامة.. صور

الذبح في الشارع
الذبح في الشارع

استعد الجزارون والمواطنون صباح اليوم، الأحد أول أيام عيد الأضحى، لاستكمال ارتكابهم جريمة في حق المجتمع تتكرر كل عام بحلول عيد الأضحى، حيث يتبدل لون الشوارع بالأحياء الشعبية إلى اللون الأحمر، فيسير المارة عبر برك من الدماء وينتقلون مسرعين بين أجسام الماشية المذبوحة المعلقة على يمينهم ويسارهم وتتلوث ملابسهم بالكامل، ليستكملوا طريقهم برائحة كريهة.

تحولت الشوارع بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية إلى مكان عام لتربية الماشية والحيوانات قبل عيد الأضحى بأيام، بعض المواشي لجزارين، والبعض الآخر لمواطنين يستعدون أن يضحوا بها في العيد، ورغم وجود قوانين تجرم الأمر، إلا أن بعض الجزارين والمواطنين بهذه المنطقة لم يتراجعوا عن قرار التربية والذبح في الشارع.

أصبح المواطنون تعيسو الحظ الذين يعيشون في منازل بجوار وأعلى مناطق التربية والذبح، مكتوفي الأيدي، خاصة أنهم يفتقرون إلى لغة الحوار مع الجزارين الذين لن يتراجعوا عن قرارهم، حتى ازداد الأمر سوءا بإضافة الجزارين مكبرات صوت لتشغيل الأغاني الشعبية طوال اليوم بجوار الذبائح المعلقة كنوع من الدعاية عن محلاتهم.

"مش طايقين الصوت ولا الريحة ولا عارفين ننزل مع عيالنا.. بهذه الجملة عبر محمد جابر (43 عاما) والذي يسكن في الطابق الخامس في إحدى العمارات التي تعلو محل جزارة اتخذ صاحبها من الشارع مكانا لتحويلها إلى حظيرة ومذبح، عن غضبه من عادة الذبح في الشارع، موضحا لـ«صدى البلد» أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر، ورغم ذلك لم يتقدم بشكوى رسمية إلى الحي، قائلا: "مش عاوز مشاكل معاهم".

لم يختلف الأمر كثيرا عن تريزا بطرس صاحبة الـ 67 عاما التي تسكن بالطابق الثاني، حيث تحولت رائحة منزلها إلى رائحة كريهة لا تطاق منذ أكثر من عشرين يوما وحتى الآن، وقالت لـ«صدى البلد» إنها تحدثت مع الجزار أكثر من مرة للتوقف عن هذه العادة وكان يرد عليها بـ "ده أكل عيشي أعمل ايه"، وحين يئست من تغيير الوضع، اضطرت إلى النزول من المنزل حتى الانتهاء من أيام العيد "عشان ميقولوش عليا عاوزة أعمل مشاكل".

الأمر كان مختلفا للمواطنين الذين يفضلون الذبح أسفل منزلهم، فمع غلاء الأسعار الذبح بجوار المنزل يعد أوفر، فضلا عن التباهي أمام الجيران والأقارب، واتباع عادة شعبية أخرى وهي أن يضع صاحب الأضحية يده في الدماء ثم يضعها أمام منزله ويعد نوعا من التفاخر أيضا.

من جانبه، قال الدكتور علي سعد علي، عضو مجلس نقابة البيطريين، إن الذبح في الشارع من العادات التي يجب التوقف عن اتباعها في عيد الأضحى، لأضرارها على الصحة العامة.

وأضاف الدكتور علي سعد علي لـ«صدى البلد» أن هناك أسبابا تؤدي إلى تلوث اللحوم مباشرة بالشارع، أولها اختلاط اللحوم بالدم والمياه الملوثة وبمخلفات الذبيحة، مشيرا إلى أن المجزر به تجهيزات وقنوات لصرف المخلفات الناتجة عن عملية الذبح.

وأوضح عضو مجلس نقابة البيطريين أن أضرار الذبح في الشارع لا تقتصر على الإضرار بالمواطنين فقط، حيث تدمر هذه العملية شبكات الصرف الصحي، فضلا عن تلوث المنطقة بالكامل بسبب تربية الحيوانات أو الدماء بعد الذبح والذي يكون سببا في استوطان الحشرات والزواحف لنفس المنطقة.

كانت محافظة القاهرة أعلنت عن أضرار الذبح في الشوارع لأنه يضر بالبيئة ويتطلب جهدا كبيرا لتنظيف آثار الذبح، موضحة أن غرامة الذبح خارج المجزر تصل إلى 10 آلاف جنيه فورية، كما شدد اللواء أحمد فؤاد، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، على رؤساء الأحياء بالمراقبة المستمرة لشوادر الخراف ومحلات الجزارة، لضمان عدم الذبح خارج المجازر.