الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عام على الرحيل


اكتب لك في عامك الأول من الرحيل، لعل رسائلي تزيح مافي الروح من الآلآم، وتضع أثقالا لازال القلب منها عليل، وتخمد هواجس ما زالت تطاردني وكأن الأمس كان آخر لقاء.

فرت منك الحياة قبل أن تعيشها، فقد كنت تنتظر منها الكثير، لم تمهلك سوى ٢٣ عاما، وعاجلتك بما هو مكتوب، وتركت لنا لوعة الفراق وقلوبا تمضي على الأرض هونًا.

انقبض القلب وتوقف الزمن للحظات، وتدافعت المشاعر حتى تستوعب رحيلك بعد أن ظهر رقم هاتف غير مدرج على قائمة الاتصال في منتصف هذه الليلة من العام الماضي، فلم يخطر ببالي حينها أنه قد أن الآوان.

قبل رحيلك تحدثت إلى مرضك، رجوته وسألته، ماذا تجني اذا انهيت حياته، فقط اتركه لنا، فالأمر فيه مكسب للجميع، أنت ستعيش فترة أطول بداخله، وتراه أعيننا حتى وإن كان عليل، والآن بعد الرحيل ماذا جنيت، لقد رحل ورحلت معه.

في أيامك الأخيرة كنت احتفظ بكل ماهو منك، مكالماتك الهاتفية، استرق صورا لك، وحتى لحظات الآلآم التي كنت أخبرك بأنها ستكون ذكرى لك إن كتب الله لك الشفاء، أخبرتك بذلك وكنت أعلم أن أمر الله قادم لا محال، فقط أصبح وجودك في الحياة مجرد وقت لا أكثر.

بعد رحيلك بساعات ظهر هاتف من أتت بك إلى الحياة، على غير عادتها، وانفطر قلبها عليك، وكأن روحها انقبضت لحظة رحيلك، لم استطع أجيبها وأخبرها بأن فلذة كبدها قد رحل عنها من الحياة.

رأيت الحياة في عينيك مرتين، حين أخبرتك أن الآلآم سوف تنتهي في رحلة سفر علاج بالخارج، حينها عادت إليك روحك مرة أخرى، كأنك عدت من الموت، تذكرت آخر نظرة بيننا في الحياة، وعينيك تقول "ستحدث معجزة وسوف أعود إلى ما كان"، لم أخبرك حينها أن الطب وقف أمامك عاجزا، والثانية قبل أن يكتب الله لك الآلام.

اليوم مر عام على الرحيل ولم تأتني في مناماتي، اتساءل هل بك خطب ما، أم أنت غاضب مني، أم لا تريد أن تؤلمني؟ أخبرني فأنت وحدك الآن من يحق له الكلام.

يا أحمد كيف أنت؟ لا زلنا موتى بعد رحيلك فمن يعيد لنا الحياة؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط