الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المسئول القادر على دعم الرئيس!


وفق كل المنهجيات وأساليب الإدارة، فإن اختيار المسئول المنفذ والمبدع، حاكم في إنجاح أية خطة، مهما كانت براعتها وتوفير الإمكانيات لنجاحها.

ومن هذا المنطلق، يدور الحديث في الأروقة المختلفة على كل المستويات، وأحيانا تصل مسامعه للسوشيال ميديا والشارع، حول مستوى المسئولين الموجودين في مختلف المواقع والمناصب، وهل هم قادرون على تحديات المرحلة الصعبة، التى يمر بها الوطن، ودعم الرئيس لتحقيق نقلة حقيقية للدولة والمجتمع.

لست مع النظرة السوداء للمشهد،التى تشيع أن كل المسئولين دون المستوى، فليس كل المسئولين التنفيذيين والإبداعيين،خارج إطار المطموح، فهناك مسئولون وقيادات ناجحة جدا أو بشكل مقبول على الأقل، مقارنة بالتحديات التى يواجهونها، والمسئوليات التى يحملها لهم الرئيس، وفي وقت ضيق.

إلا إنه إحقاقا للحق، هناك مسئولون وقيادات دون مستوى الحدث، في كل المجالات وعلى كل المستويات، وهناك أقاليم كثيرة تعانى من محافظين، ووزارات كثيرة لا تشعر بأية إنتاجية لها، وملفات عديدة معقدة، يخشون مسئولوها من مجرد الاقتراب منها، وأبرزها الصناعة والإعلام والصحافة والمحليات والاستثمار الأجنبي.

وتصاعد الحديث حول طبيعة رئيس الوزراء نفسه،الذي بالتالى يؤثر على طبيعة القيادة والمسئول بشكل عام، كبر أو صغر.. وراج في الأروقة، إنه كون رئيس الوزراء تنفيذيا وليس مسيسيا، فهذا مؤثر في الإطار العام لحالة المسئولين والقيادات.

وأنا أرى أن هذا تصور غير واقعى، فالمهندس مصطفي مدبولى، مجيد كرئيس وزراء تنفيذى، والدليل الإنجازات الواضحة في ملفات مهمة، لكن هذا لا يعنى إنه هناك إخفاقات ما وتخبطات منها ملف الاستثمار الأجنبي، ولا يتحملها هو وحده، ولا أعرف لماذا يروج عن رئيس الوزراء إنه غير مسيس، فالمنصب في حد ذاته مسيس، وهو يقوم بمهام مسيسة واضحة خارجية وداخلية في إطار التكليفات الرئاسية، وآخرها تمثيل مصر في الاحتفال الدولى بتشكيل المجلس السيادى السودانى.

الفكرة وما فيها، هل متطلبات المرحلة أن يكون لديك رئيس وزراء تنفيذى بشكل بحت، أم تنفيذى مسيس، أم مسيس فقط؟! ، ومن وجهة نظرى وفق قراءة تحديات المشهد، فإننا في حاجة لرئيس وزراء فنى متابع للمشروعات التى يتم تنفيذها، وأغلبها في البنية التحتية، لكن بسبب أهمية ملفات حثيثة، مثل التعليم والاستثمار الأجنبي والإصلاح الادارى والثورة الدينية والعدالة الاجتماعية منها ملف الصحة طبعا ، فمن الممكن أن يكون هناك نائب أو نواب رئيس ونواب رئيس وزارء متابعين لمثل هذه الملفات، حسب اهتمام الدولة بكل ملف.. فلن يستطيع شخص واحد أن يقوم بكل تحديات الدولة المهلكة بصراحة، وفي هذا الوقت العصيب.

لكن حتى يستطيع أن يشعر المواطن بأداء أكثر احترافية، ومعدلات إنجاز حقيقية في كل الملفات، يجب أن يتم إعادة النظر في آلية إختيارات القيادات والمسئولين خلال الفترة القريبة، خاصة إن هناك وزراء لا يحققون أى إنجاز في ملفاتهم على أهميتها، بخلاف بعض المحافظين المتفرغين لمصالحهم ومصالح محبيهم، وغيرهم من المسئولين دون المستوى والمرتعشين، المؤثرين على المشهد العام، لكن في المقابل هناك قيادات ومسئولين في كل الملفات على مستوى ملحوظ من الاحترافية والتطور، ونحن في حاجة لنماذج كثيرة منهم في كل الملفات، خاصة المليئة بالتحديات الصعبة، ومنها ملف المصانع المغلقة، وملف الإصلاح الإدارى، وملف إنقاذ الإعلام والصحافة.

ونعلم جميعا أن الجهات السيادية المختصة تقوم بجهد كبير في هذا النطاق، وهناك تطويرات مختلفة في إطارات ما تبدو في الكواليس أكثر من العلن، لكنها تؤثر بشكل أو آخر، وتظهر مؤشرات ما لما هو قادم.

ولأننا نرنو التنمية والصعود السريع لمصر، نتمنى أن تتسارع وتيرة التغييرات والتطويرات بشكل أكبر وأسرع وبإحترافية أكثر.

مستمرون في رصد هذه الحالة في مختلف الملفات، لنصل مصر التى نريدها جميعا، متقدمة وقوية في كل المجالات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط