الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حدادًا على مقتل الحسين.. هكذا كانت تحتفل مصر بذكرى عاشوراء في عصر الفاطميين

أرشيفية عن احتفالات
أرشيفية عن احتفالات الشيعة بذكرى عاشوراء

يحيي المسلمون ذكرى يوم عاشوراء وهو يوم العاشر من شهر المحرم، بالصيام حسب ما أقره النبي محمد - صلى الله عليه وسلم – شكرًا لله على نجاة نبي الله موسى من فرعون مصر وجنوده.

وصار إحياء هذا اليوم تقليدًا منتشرًا في البلدان العربية والإسلامية، ففي مصر تجد إحياء هذا اليوم يجرى بالصيام والابتهالات والأناشيد الدينية، وتقام الموائد والولائم وطبق العاشوراء المشهور في التقاليد والأعراف المصرية.

أما في العراق وإيران، فهذا اليوم أشبه بمأساة، إذ يقام حداد عام من الشيعة هناك بسبب مقتل الإمام الحسين في كربلاء يوم العاشر من المحرم، وأصبح هذا هو نهج الشيعة في البلدان التي تروج لمذهبهم.

وكان الفاطميون الشيعة قد حكموا مصر منذ ألف عام، حين جاء جوهر الصقلي إلى القاهرة، وبنى المسجد الأزهر بهدف نشر المذهب الشيعي والترويج له، وصار الفاطميون يحيون هذا اليوم في مصر بتقاليد الشيعة.

ويقول الباحث الشيعي صالح الورداني في كتابه الشيعة في مصر، إن الفاطميين كانوا يتخذون من يوم عاشوراء يوم حزن بسبب المذبحة التي وقعت لأحفاد الرسول بكربلاء في يوم العاشر من المحرم.

وعن ماذا كان يفعله الشيعة الفاطميون في مصر، الاحتفال بعاشوراء زمن الفاطميين كانت تتعطل فيه الأسواق ويُستدعى الناس إلى القصر حيث السماط العظيم المسمى بسماط الحزن.

وسماط الحزن هو سرادق كبير كان ينصب في القصر، ويجرى الإنفاق عليه بمزانية محددة من الدولة، ويمد هذا السماط، وفيه يدعى الناس ليأكلوا العدس والملوحات والمخللات والأجبان والألبان والأعسال والفطير والعيش الأسود المغير عمدًا حزنا على الحسين".

يروي المسبحي وهو أديب وشاعر مصر عاش في عهد الدولة الفاطمية: وفي يوم عاشوراء (بداية من عام 396 هـ ) جرى الأمر فيه على ما يجري كل سنة من تعطيل الأسواق وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة (الأزهر) ونزولهم مجتمعين بالنوح والنشيد.

ويضيف:" وكان إذا جاء يوم العاشر من محرم يحتجب الخليفة عن الناس فإذا علا النهار ركب قاضي القضاة والشهود وقد غيروا زيهم. ثم صاروا إلى المشهد الحسيني وكان قبل ذلك يعمل في الجامع الأزهر. فإذا جلسوا فيه ومن معهم من القراء والمتصدرين في الجوامع. جاء الوزير فجلس صدرا والقاضي والداعي من جانبيه".

وتحدث الورداني عن ذلك :" كان الناس يستدعون إلى الصقر ويأكل الجميع على اختلاف طبقاتهم. فإذا فرغ القوم انفصلوا إلى أماكنهم ركبانا. وطاف النواح بالقاهرة ذلك اليوم. وأغلق البياعون حوانيتهم إلى جواز العصر. فيفتح الناس بعد ذلك ويتصرفون."

ويضيف :"ولما زال حكم الفاطميين اتخذ ملوك بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور يوسعون ويوزعون الحلوى نكاية في الفاطميين" حسب قوله.