الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عايدة تعود بعد غياب.. معبد حتشبسوت يحتضن العرض العالمي.. والأوبرا تجسد صراع الحب والواجب بين أميرة حبشية وقائد فرعونى

اوبرا عايدة
اوبرا عايدة

أوبرا عايدة تعود بعروضها الشهر القادم لمعبد حتشبسوت
الخديوى إسماعيل يبنى لهما أضخم وأفخم أوبرا فى احتفالات افتتاح قناة السويس
" مايكل سباداتشينى " تجربة التمثيل والحركة على أرض المعبد شرف لأى ممثل فى الأوبرا 

هل استمعت من قبل لـ " اوبرا عايدة " ، المحظوظون فقط الذين يتابعونها ويستمعون لها ، فهى أيقونة الموسيقى العالمية مستلهمة من التاريخ ، والأقصر المدينة السياحية على موعد معها فى نهاية الشهر القادم فى أحضان معبد أشهر ملكات العصر الفرعوني " حتشبسوت" فى باطن جبل القرنة بالبر الغربى ، فالقليلون فقط من يعرفون قصتها او السبب فى تسميتها بهذا الاسم ، وهو ما سنجيب عليه فى السطور التالية .

"عايدة " وقصة الصراع بين الواجب والحب.

" عايدة " هى ابنة الملك الحبشي " اوموناصرو " وقعت أسيرة عند الفراعنة المصريين وأصبحت جارية للأميرة " امنريس " ابنة ملك مصر " منفيس " والتى كانت تعشق قائد جيشها " رداميس " بينما أغرم هو بـ" عايدة " وأهملها، بعد قيام الحرب بين الفراعنة والأحباش وقعت " عايدة " فى صراع بين حبها للقائد الفرعونى وبين حبها لوطنها حيث تلجأ إلى الآلهة لنجدتها من هذا الصراع.

وتنتهى الحرب بانتصار قائد جيش الفراعنة " رداميس " على الأحباش ويقع والد " عايدة " أسيرا عند الفراعنة ، وإقامة الملك الفرعونى احتفالا رسميا بذلك واعلن خلاله زواج ابنته " أمنريس " من "رداميس" مكافأة له على انتصاره.
 
وهنا يبدأ والد " عايدة " فى تحريضها " ضد الفراعنة واستخدام حب القائد لها لانتزاع معلومات عسكرية سرية فتوافق عايدة على طلب والدها تعبيرا لها عن التضحية فى سبيل وطنها وشعبها المهزوم وتنجح عايدة فى الحصول على المعلومات ويكتشف وقتها الملك خيانة " رداميس "له ويحكم عليه بالموت من قبل كهنة المعبد حيث يتم وضعه فى غرفة مظلمة فى معبد الاله " فولكان " ليواجه مصيره المحتوم هناك ويفاجأ " رداميس " بعد غلق القبر عليه بان " عايدة " سبقته الى الدخول فيه ويحاول اقناعها بالخروج ولكنها ترفض ويستقبلان الموت فى أحضان بعضهما. 

الخديوي إسماعيل يبنى افخم وأضخم أوبرا بمصر من أجل" عايدة " !!

يقول عبد المنعم عبد العظيم مدير مكتب دراسات الصعيد إنه فى عام 1868 عثر عالم الآثار الفرنسي " اوجست مارتيا " على مخطوطة بوادى النيل تعود إلى القرن التاسع عشر تتضمن نصا قصصيا يتألف من اربع صفحات فقط قام بتأليفها " ميريت باشا " عالم المصريات الفرنسي الشهير. 

وهنا أمر الخديو اسماعيل ان تعطى للموسيقار الإيطالي العالمى فيردي مقابل 150 ألف فرنك من الذهب وأن يتم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس، وان تبنى افخم واضخم دار الأوبرا بمصر لها ببناء دار الأوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر في عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وصمم مبنى الأوبرا مهندسان إيطاليان هما "أفوسكاني" و"روسي" ولكن تاخر العرض عامين حتى نهاية عام 1870 .

واضاف ان اوبرا عايدة لاقت نجاحا عالميا كبيرا واشتهرت مقاطعها خاصة مقطوعة مارش انتصار الجيش المصري الذى اصبح بعد ذلك موسيقي السلام الوطنى المصري. 

" عايدة " تعود من جديد للأقصر

وأعلنت الدكتورة نيفين واصف، المدير التنفيذي لمشروع أوبرا عايدة أن عروض "أوبرا عايدة ـ الأقصر " التي يحتضنها معبد الملكة حتشبسوت مطلع الشتاء القادم، تسعى إلى جذب 4 آلاف سائح من دول العالم، لحضور عرضين يومي 26 و28 أكتوبر، وسيتحرك العارضون على أرض المعبد مُباشرة، وسط أجواء من الإبهار عن طريق أحداث تقنيات الصوت والضوء، ليشعر المُستمعون أنهم جُزءٌ من العرض، في تجربة فريدة لا تُنسى.

وأضافت أن "أوبرا عايدة - الأقصر" يقدمها نحو 80 عازفًا من أوركسترا أكاديمية (لفيف) السيمفونية في أوكرانيا، الذين يتميزون بالتواصل الرائع مع المستمعين، بقيادة المايسترو الأوكرانية أوكسانا لينيف، أول إمرأة ترأس أوبرا جراز في النمسا، ومشاركة حوالي 70 موسيقيًا ضمن الكورال الوطني الأوكراني (دومكا)، الضيوف الدائمين على مسارح أوروبا، وسط أجواء احترافية تصنُعها رُؤية المخرج المسرحي الألماني مايكل شتورم، ذو اللمسة الخاصة في استخدام عناصر الجذب والإبهار

وأشارت الى أن عروض هذا العام تشهد مشاركة متميزة من نجوم عالمية ساطعة في مجال العمل الأوبرالي ستتألق في سماء الأقصر، وتؤدي دور الأميرة الأثيوبية "عايدة" النجمة الكورية ساي كيونج ريم، ذات الخبرة في تقديم هذا الدور على مسارح كوريا واليابان وألمانيا، بينما يجسد دور البطل المصري "راداميس" النجم البلجيكي مايكل سباداتشيني، ذو الحنجرة الذهبية، كما يكون دور "أمنيسريس" ابنة الملك المصري من نصيب النجمة التشيكية أليسكا ويصوفا، ودور "أموناصرو" الملك الأثيوبي، من نصيب الفنان اليوناني أريس أرجيريس.

" مايكل سباداتشينى " تجربة التمثيل والحركة على أرض المعبد شرف لأى ممثل فى الأوبرا 

وقال النجم البلجيكي مايكل سباداتشينى، إن الفرص الذهبية في الحياة، لا بد أن نقتنصها، فهي لا تأتي مرتين، والكلمات لا تصف شعوره بالفخر بتجربة أداء دور راداميس في بهو الملكة حتشبسوت بالأقصر، مؤكدأً أن تجربة التمثيل والحركة على أرض معبد الملكة حتشبسوت شرف يتطلع إليه أي ممثل أو مطرب في الأوبرا، هي أمر يشبه الخيال، ويثير الأحلام، ويشعل الإبهار.

-