أخميم إحدى المدن الهامة بمحافظة سوهاج تقع في الضفة الشرقية لنهر النيل يحدها من الشمال مركز ساقلته ومن الجنوب مركز دار السلام، ومن الشرق المنطقة الجبلية ومن الغرب مدينة سوهاج.
تضرب أخميم بجذورها عبر التاريخ المصري القديم تعتبر من الأماكن الأثرية الهامة في الصعيد فهي عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم الصعيد والذي يبدأ من الجنوب إلي الشمال، مع جريان نهر النيل، وهي المدينة التي تضم أكبر المعابد الفرعونية الموجودة في باطن الأرض ولم يتم الكشف عنه كليا وهو معبد الملك رمسيس الثاني.
أصل تسميتها باسم أخميم
كانت أخميم تسمي قديما "خنت مين" بمعني مقر الإله مين "اله الخصب والنماء والتكاثر" وكان كل إقليم من أقاليم مصر يخصه إله محلي وكانت أخميم في العصر اليوناني الروماني تسمي "بانو بوليس" وفي العصر القبطي كانت تسمي "شيمين" وتم تحريفها بعد ذلك لتصبح أخميم.
آثار مدينة أخميم
توجد بها آثار مدينة بانوبوليس الإغريقية القديمة. اشتهرت في العصر المسيحي بأديرتها الكثيرة، كانت في العصر العربي الأول عاصمة منطقة منفصلة عرفت منذ الفتح العربي بكور أخميم أي المدينة الرئيسية التي تتبعها أخريات.
وتحتوي أخميم على الكثير من الآثار الفرعونية، أهمها على الإطلاق تمثال ميريت امون بمدينة أخميم، وتمثال الملك رمسيس الثاني والذي تم تجميعه بعد أن كسر وتم وضعه بجوار تمثال ابنته الملكة ميريت أمون.
قصة الاكتشافات الأثرية في أخميم
يقول أحد المتخصصين في الآثار بأخميم إن معبد رمسيس الثاني بالمدينة تم الكشف عنه بالصدفة في عام 1981 عندما كان يتم بناء معهد أزهري بالمنطقة، حيث عثر علي جزء من تمثال أثناء حفر أساسات المعهد بعدها تم إيقاف الحفر بالمنطقة، ليتم الكشف عن أكبر تمثال لسيدة في العالم وهو تمثال "ميريت آمون" ابنة رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه 11.5 متر ووزنه أكثر من 30 طنا.
ويضيف أن المعبد يمتد أسفل مقابر ومنازل الأهالي، وتم وضع خطة لإخلاء المقابر وبناء مقابر بديله لهم في منطقة الكوثر في الجبل الشرقي، وتكلف ذلك أكثر من 150 مليون جنيه، وتم وضع خطة أخري لتهجير الأهالي من المنطقة لكن مع ثورة 25 يناير ذهبت كل الجهود سدي.
ويكمل أنه عندما تم الكشف عن تمثال ميريت أمون وإخراجه من باطن الأرض كان بالألوان الطبيعة وبفعل عوامل التعرية والمطر اختفت جميع الألوان من علي جسم التمثال، وأظهرت الاكتشافات أن المعبد بناه رمسيس الثاني ويعتبر مقر إقامة للملك رمسيس وتقربا للإله "مين" كما تم الكشف عن عدة تماثيل بالمنطقة للملك رمسيس من بينها تمثال إله الجمال عند الإغريق "فينوس" وهو تمثال مصنوع من "الالبستر" مقطوع الرأس كما أن هناك أجزاء من كنيسة قديمة في الجزء الجنوبي للمعبد لم يتم الكشف عنها.
المسئولون بالمحافظة وفي هيئة الآثار أكدوا أن المعبد ثروة قومية، وسيضع سوهاج على الخريطة السياحية بقوة، لأنه لا يقل أهمية عن معبد الكرنك في الأقصر، وأن ما يحويه المعبد من أسرار وتماثيل لن يكون له مثيل في حضارة مصر الفرعونية، بل أكدوا أن مدينة أخميم بالكامل بنيت فوق معابد فرعونية.
النسيج اليدوي صناعة ورثها الأهالي من أجدادهم الفراعنة
عدد كبير من السكان في مدينة أخميم بسوهاج، يعيشون في عبق الماضي يحافظون علي تراثهم في صناعة النسيج اليدوي الذي يلقي شهرة محلية وعالمية لدقته وجودته، لكن شبح الاندثار يطارد المهنة بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج وضعف عمليات البيع.
واشتهرت مدينة أخميم بصناعة النسيج اليدوي، منذ عصر الفراعنة كما يروي الصناع في المنطقة، ونظرا لما حققته الصناعة من رواج محلي وعالمي تدخلت الدولة وأنشأت أول قرية للنسيج بحي الكوثر في عام ١٩٩٣، للحفاظ علي تلك الصناعة الهامة، ثم أنشأت قرية ثانية بتمويل من البنك الدولي.