الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهجوم على منشأتين نفطيتين في السعودية.. اعتداء أرامكو يتسبب في تعطيل 5% من إمدادات النفط العالمية.. واشنطن تلقي باللوم على إيران وطهران تنفي.. إدانات عربية ودولية بالجملة

الهجوم على منشأتين
الهجوم على منشأتين نفطيتين في السعودية

- خادم الحرمين الشريفين يؤكد: المملكة قادرة على التصدي للعمل الإرهابي 
- ولي العهد السعودي: المملكة قادرة على التصرف ومستعدة لذلك
- واشنطن تلقي باللوم على إيران في الهجوم وطهران تنفي
- مصادر: عودة طاقة إمدادات النفط السعودية بشكل كامل قد تستغرق أسابيع
- فرنسا تدين الهجوم.. والحريري: العدوان على السعودية حلقة من مسلسل يستهدف الخليج العربي


أعلنت المملكة العربية السعودية تعرض منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة "أرامكو" العملاقة لهجوم بطائرات بدون طيار، ما أدى لاندلاع حريق في معملين للشركة في محافظتي بقيق وهجرة خريص شرق المملكة. 

وتبنى الحوثيون الهجوم مشيرين إلى استخدام عشر طائرات مسيرة وملوحين بعمليات "واسعة وأشد إيلاما".

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن وزارة الداخلية، استهدف هجوم بواسطة طائرات مسيرة السبت منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة "أرامكو" السعودية العملاقة.

وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن هجوم أمس السبت الذي عطل أكثر من نصف إنتاج السعودية من النفط. لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إنه ليس هناك دليل على أن الهجمات انطلقت من اليمن واتهم إيران بشن "هجوم غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية".

وقال بومبيو إنه ليس هناك دليل على أن الهجمات انطلقت من اليمن، حيث يقاتل تحالف عسكري تقوده السعودية جماعة الحوثي منذ أكثر من أربع سنوات؛ واتهمت الرياض إيران ووكلاءها بأنها وراء هجمات سابقة.

وكتب بومبيو على تويتر أمس السبت يقول "وسط كل تلك الدعوات لوقف التصعيد تشن إيران الآن هجوما غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية".

وأبلغ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في اتصال هاتفي أمس السبت بأن الرياض مستعدة وقادرة على التعامل مع "العدوان الإرهابي".

ومن جانبها، نفت إيران الاتهامات الأمريكية الموجهة لها بتنفيذ هجوم استهدف منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو السعودية وعطل جزءا من إنتاج النفط العالمي وحذرت اليوم الأحد من أن القواعد وحاملات الطائرات الأمريكية بالمنطقة تقع في مرمى صواريخها.

وفي تصريحات للتلفزيون الحكومي، نفى عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات الأمريكية ووصفها بأنها "فارغة". وحذر قائد بارز بالحرس الثوري من أن الجمهورية الإيرانية مستعدة لحرب "شاملة" وإن قطعا عسكرية أمريكية توجد في مرمى الصواريخ الإيرانية.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني قوله "على الجميع أن يعلم أن كل القواعد الأمريكية وحاملات طائراتهم على بعد يصل إلى ألفي كيلومتر من إيران تقع في مرمى صواريخنا". 

وذكرت بعض المنافذ الإعلامية العراقية أن الهجوم انطلق من العراق حيث أصبحت جماعات مدعومة من إيران تتمتع بنفوذ متزايد لكن بغداد نفت ذلك اليوم وتوعدت بمعاقبة كل من يحاول استخدام الأراضي العراقية في شن هجمات بالمنطقة.

وردا على ذلك، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي بيانا، اليوم الأحد، نفى من خلاله استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بالطائرات المسيرة.

وجاء في البيان: "ينفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بالطائرات المُسيرة، ويؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه وأن الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور، وقد شكلت لجنة من الأطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات".

وأضاف البيان: "يدعو العراق جميع الأطراف إلى التوقف عن الهجمات المُتبادلة، والتسبب بوقوع خسائر عظيمة في الأرواح والمنشآت. وتؤكد الحكومة العراقية بأنها تتابع باهتمام بالغ هذه التطورات، وتتضامن مع أشقائها وتعرب عن قلقها من أن التصعيد والحلول العسكرية تعقد الأوضاع الإنسانية والسياسية، وتهدد أمننا المشترك والأمن الإقليمي والدولي".

وقالت شركة أرامكو السعودية الحكومية إن الضربات قد تخفض إنتاج النفط بنحو 5.7 مليون برميل يوميا، أي أكثر من خمسة بالمئة من إمدادات النفط الخام العالمية، في الوقت الذي تستعد فيه أرامكو لطرح أولي عام لأسهمها في البورصة. وقد أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، السبت، توقف عمليات الإنتاج في معامل (بقيق) و(خريص) والتي تقدر بنحو 7ر5 مليون برميل من النفط الخام (نحو 50 بالمئة) من إنتاج شركة أرامكو النفطية.

بلغ مصدر مطلع رويترز اليوم الأحد أن عودة طاقة إمدادات النفط السعودية بشكل كامل بعد الهجوم الذي استهدف منشأتين لشركة أرامكو أمس السبت قد تستغرق "أسابيع وليس أياما".

أوقف الهجوم على بقيق وخريص نحو 5.7 مليون برميل يوميا من إنتاج المملكة من النفط ولم يعط المسؤولون السعوديون جدولا زمنيا لعودة الإمدادات بشكل كامل.

ولاقى استهداف منشأتي أرامكو ردود فعل عربية ودولية؛ فقد أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مساء السبت، استعداد بلاده للتعاون مع السعودية في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشددًا على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأمريكي وكذلك الاقتصاد العالمي في حين أكد الأمير محمد بن سلمان أن للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه.

ومن جانبه أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على قدرة المملكة على التصدي للعمل الإرهابي والتعامل مع آثاره.

أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية عن استنكار بلاده الشديد. وأوضح أن الكويت وفي الوقت الذي تدين فيه وبأشد العبارات الهجوم التخريبي الذي استهدف أمن واستقرار المملكة وإمدادات الطاقة العالمية لتؤكد مطالبتها المجتمع الدولي ببذل جهود مضاعفة للجم مثل هذه الاعتداءات ومنع تكرارها.

وأكد المصدر وقوف الكويت التام إلى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها.

واستنكرت الامارات بشدة الهجوم "الارهابي"، ونددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية في بيان صحفي بالعمل "الارهابي والتخريبي" واعتبرته "دليلا جديدا على سعي الجماعات الإرهابية الى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأكد البيان تضامن الامارات الكامل مع السعودية والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

وقد ندد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، اليوم الأحد، بالاعتداء الذي استهدف منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في المملكة العربية السعودية، مؤكدا أنه "تصعيد خطير ينذر بتوسيع رقعة الصراعات في المنطقة".

وقال الحريري في بيان له إن "هذا العدوان يرتب مسؤوليات كبيرة على المجتمع الدولي، لوضع حدٍ لكل أدوات العدوان والإرهاب التي تجتاح البلدان العربية وتعرض الاستقرار الإقليمي لمزيد من التخبط في صراعات متنقلة".

وتابع الحريري قائلا: "إننا في لبنان نؤكد تضامننا مع المملكة العربية السعودية، ونعتبر العدوان عليها حلقة من مسلسل يستهدف الخليج العربي والأمن الإقليمي والدولي".

وأضاف: "نهيب بكل الأشقاء العرب التضامن لدرء المخاطر التي تتهدد بلداننا وتنذر بأوخم العواقب على أكثر من صعيد".

وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو في بقيق وخريص باستخدام طائرات مسيرة.

وقالت الجامعة العربية في بيان صادر عن الأمانة العامة، إن هذه الهجمات تُعد تصعيدًا خطيرًا، مؤكدا تضامن الجامعة العربية بشكل كامل مع المملكة العربية السعودية، وتأييدها للإجراءات كافة التي تتخذها المملكة من أجل تأمين أراضيها في مواجهة هذا العدوان.

كما أدانت السلطة الفلسطينية الهجوم "الإرهابي" واعتبرت الرئاسة الفلسطينية في بيان الهجوم تصعيدا خطيرا يزيد من حدة التوتر في المنطقة.

وأكدت "وقوف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني الى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات الإرهابية وعلى قدرة المملكة على الانتصار على الإرهاب والإرهابيين".

وقالت الرئاسة إنها تدعم الإجراءات السعودية كافة الهادفة للدفاع عن أراضيها وامنها واستقرارها وحماية شعبها مشددة على ان فلسطين وشعبها يحفظون للملكة مواقفها المشرفة ووقوفها الدائم مع قضية فلسطين وكافة قضايا الامتين العربية والإسلامية. وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية وقوفها الدائم مع المملكة ملكا وحكومة وشعبا في معركتها ضد الإرهاب والإرهابيين.

وبدورها، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان لها اليوم الأحد، التضامن مع السعودية وإدانة الهجوم الإرهابي بشدة.

وذكرت الخارجية الفرنسية في بيانها أن هذه الهجمات الإجرامية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية وتجر المنطقة إلى خطر الصراع، وشددت على أنه من الضروري التوقف عن تلك الأعمال.

وقال وزير الشؤون الخارجية البريطاني، إن الهجوم على المنشآت النفطية السعودية "غير مقبول بالمرة". ونقل بيان، نشر على موقع الوزارة، عن أندرو موريسون، قوله "ينبغي للحوثيين وقف تقويض أمن السعودية بتهديد المناطق الأمنية والبنية التحتية التجارية".

وقالت وزارة الخارجية التركية إن تركيا، حليفة إيران، تدين الهجوم لكنها تدعو إلى تجنب "أي خطوات استفزازية" من شأنها الإضرار بأمن واستقرار المنطقة.