الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)!


يعتقد البعض أن الإيمان والابتلاء لا يجتمعان، مع أن الإيمان الحقيقي لن يظهر إلا بالابتلاءات، فالمؤمن لا بد أن يتم اختباره بمواقف مختلفة تكشف مدى عمق إيمانه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) العنكبوت 2.

وقد قرر الله تعالى ابتلاء كل البشر: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) الملك 2. 

وتتركز عناصر الابتلاء فى فقدان الأمن والمال ونقص فى الأنفس: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ) البقرة 155، والتغلب على أي ابتلاء يكون بالصبر.

والابتلاء تزيد صعوبته بسبب ما في الدنيا من مغريات مثل الأموال والأولاد تفتن الإنسان وتلهيه عن الآخرة: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) الأنفال 28.

ويخبرنا تعالى أن المال والبنون هما مجرد زينة، والزينة تفنى، أما الذى يبقى فهو العمل الصالح: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) الكهف 46.

ومما يزيد صعوبة الابتلاء خداع الشيطان الذي يغر الإنسان: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا) النساء 120.

ويبقى أن الإنسان يحيا في دار ابتلاء، وأنه ممتحن في كل لحظة، في البيت، في العمل، في الطريق، مع الصديق، مع العدو، مع من هو أعلى منه، مع من هو أدنى منه، ممتحن في الغنى والفقر، في الصحة والمرض، في القوة والضعف، وكل شيء يكون للإنسان اختيار فيه يجب أن يعتبره مادة امتحان أمام الله تعالى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط