الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب: التجربة الفنلندية

صدى البلد

في عام 2015 أصبحت فنلندا هذه الدولة الإسكندنافية الصغيرة أقوى دولة في التعليم عالميا وفقا لتقرير التنافسية العالمية، والتعليم في فنلندا يقوم على إحترام الهوية ، كما أنه ليس من السهل أن يكون أي شخص مدرسا إذ يتم اختيار المدرسين بعناية شديدة، فلا بد أن يكونوا ذوي كفاءة عالية وأن يكونوا حاصلين على درجة الماجستير، ويتم قبول 11% فقط من المتقدمين لشغل وظيفة المعلم، وهذا يضمن أن المتقدمين الموهوبين والأكثر حماسة هم من يستحقون شغل تلك الوظيفة.

وتركز سياسة التعليم في فنلندا بشكل أساسي على العمق في المضمون المدروس، بدلا من زيادة المضمون والتعامل معه بسطحية، والمعلمون يعملون في الفصول لمدة 4 ساعات يوميا و20 ساعة أسبوعيا، نصف هذه الساعات يقوم فيها المدرس بإعداد المناهج الدراسية وتقييم الطلاب، ومع تقلص ساعات الدراسة تزداد فترات الراحة نسبيا لتصل 75 دقيقة موزعة على اليوم الدراسي ، ويمكث المدرسون في فنلندا فترة طويلة مع الطلاب، ولا يقتصر الأمر على عام واحد وإنما تصل إلى 5 سنوات دراسية، مما يوطد العلاقة بين المعلمين والطلاب الذين يبلغ عددهم 20 طالبا فقط في الفصل الواحد.

وتصل نسبة الفنلنديين المتخرجين في المدارس العليا بفنلندا 93% وهي نسبة مرتفعة بشكل كبير، ما جعل فنلندا تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد بـ 17.5%، بالرغم من أن فنلندا تنفق على الطلاب المقبولين بالجامعة بنسبة 30% أقل مما تنفقه أمريكا.

هذه الفكرة العبقرية ، نقل تجربة التعليم الفنلندي الي مصر ، تلقفها رجل ذكي ، محب للعلم وكل ما يتعلق به ، إنه الدكتور محمد فاروق رئيس المؤسسة المصرية الفنلندية للتعليم ، الذي أقام ندوة في مكتبة الإسكندرية ، عن اول جامعة فنلندية في مصر وبالتحديد على أرض الإسكندرية ، لتعليم مواد غير نمطية ، يحصل بعدها الطالب المصري على شهادة يحتاجها سوق العمل وفق المواصفات الفنلندية ، رئيس جامعة تنبرا الفنلندية كريتا بروكي التي حضرت الندوة وسط حشد من المختصين والطلاب كانت محط إنظار الجميع ، حيث شرحت وأسهبت في خصائص التعليم الجامعي الفنلندي ، وأشادت بالطالب المصري ، القادر على تخطي الصعاب .

كما كانت سعادتي لا توصف بحضوري هذه الندوة ، ومقابلة كل هذه الوجوه النيرة ، ففي الوقت الذي تحاول فيه خفافيش الظلام الإساءة للمنجز المصري ، كانت هناك عقول مصرية تعمل بإخلاص ، وتنقل التعليم المصري نقلة موضوعية ، الي مصاف الدول الكبرى ، لقد شعرت بالأمن والأمان ، وأن مصر بخير وستظل بخير ، طالما بها هذه العقول المستنيرة ، والقلوب التي لا تعرف إلا حب الوطن ..تحية مرة أخرى الي العقل المحترم الدكتور محمد فاروق ، وكل من معه ، ممن يفكر في خير بلادنا ..