الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاء عبد الحسيب يكتب: هل نجح محافظ سوهاج في «إسعاف» البسطاء؟

صدى البلد

أعتقد أن هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا تحتاج إلى نوعية خاصة جدًا من المسئولين، مسئولين قادرين على الوصول لكل الناس والتواجد بين الجميع.. لديهم قدرات وخبرات تؤهلهم للتعامل مع كل الملفات الشائكة التي تلمس المواطن وترفع المعاناة عنه.. قادرين على النهوض بكل القطاعات الخدمية والاقتصادية.

في سوهاج التي يحلم أبناؤها دائمًا بالتنمية مر عليها اليوم ثلاثة عشر شهرا بالتمام والكمال، فترة تولى الدكتور أحمد الأنصاري رئيس مرفق الإسعاف السابق حقيبة المحافظة، مسقط رأس أكثر من 6 ملايين مواطن يعاني الكثير منهم العديد من المشكلات.. منها ما يتعلق بقطاع المحليات الابن الشرعي الذي يخضع لإدارة ديوان المحافظة بشكل مباشر.. ومنها ما يتعلق بمشكلات آخري في المنظومة الصحية، وملف التعليم وملف مياه الشرب والصرف الصحي.. وملف العبارات النهرية.. وملفات أخري كثيرة لا تزال محلك سر.

سوهاج المحافظة الطاردة للسكان يطرح الكثير من أبنائها أسئلة مشروعة بل «رسالة» إلى من يهمه الأمر.. هل قدم محافظ الإقليم جديدًا في ملف المناطق الصناعية التي تم تنفيذها منذ فترة في المحافظة ضمن مشروعات تنمية الصعيد التي توفر مئات الفرص العمل وتحقق الرخاء والتنمية لأبناء المحافظة؟.. فلم نقرًا لإدارة العلاقات والإعلام بالمحافظة بيانًا واحدا عن آخر تطورات العمل في ملف الترفيق بالمنطقة الصناعية بمنطقتي طهطا والكوثر، من شبكات طرق وتوفير لمياه الشرب وخطوط الغاز الطبيعي وعلاج مشكلات الكهرباء..

ماذا قدم الدكتور الأنصاري في ملف الصحة؟.. فما زالت الخدمة الصحية بالمحافظة سيئة جدًا.. وما زال المواطن يعاني العديد من المشكلات في هذا القطاع.. منها الإهمال في مستشفيات الحكومة.. وغياب الأطباء والمتخصصين.. والنقص الحاد في الخدمات.. هل وضع ضوابط أو حلول لوقف مسلسل استغلال مستشفيات القطاع الخاص للبسطاء وارتفاع تكاليف العلاج بها والتي تسببت في زيادة معاناة المريض؟.. وقد كان مستشفى دار السلام وطهطا المركزي نموذجين لتدني الإمكانيات وانعدام الخدمات المقدمة للمواطن، إضافة إلى العديد من مستشفيات القطاع الخاص وعلى رأسها هذان اللذان يقطنان وسط العقارات الشاهقة شرق كورنيش النيل الشرقي.

ماذا قدم السيد المحافظ في ملف العبارات النهرية التي تسببت في العديد من الكوارث وحوادث السير وغرق المواطنين بالعديد من المناطق؟.. فلا تزال الأزمة قائمة في مناطق وقرى عديدة بالمحافظة.. وما زال سوء تنظيم العمل بهذه العبارات هو سيد الموقف.. على رأسها العبارة النهرية بقرية الخازندارية شرق بمركز طهطا والتي شهدت بداية العام الماضي سقوط باباها، وكادت أن تخلف كارثة حقيقية .. وكذلك العبارة النهرية بقرية الشورانية التابعة لمركز المراغة.. و«المعدية» بجزيرة البوحة بقرية الطوايل التابعة لمركز ساقلتة.. وغيرها من العبارات التي لا تزال تمثل بمثابة «نعوش عائمة» تخلف الكوارث والحوادث بتلك المناطق.

هل قدم السيد الأنصاري جديدا في ملف علاج مشكلات مياه الشرب التي أرهقت العديد من المناطق علي رأسها قرى غرب طهطا «الصيحة ونزلة القاضي وبنجا» الذين استغاثوا أكثر من مرة من تدني الخدمات في محطات الشرب وتغير لون المياه وزيادة نسب الرواسب بها؟.. فما حصدوا من هذه الاستغاثات سوى لجان فحص تكتب تقاريرها فقط تحت شعار «كله تمام» تتضمن أن الرواسب هي عبارة عن حديد ومنجنيز غير ضار بالصحة.. ملقين اللوم على تأخر تنفيذ مشروع محطة مياه شطورة التي من المقرر تغذي هذه القرى..

الرئيس السيسي دائمًا يحرص في كل خطاباته على التوجيه بالارتقاء بالخدمات التي يتم تقديمها للمواطن.. في مجال الصحة وفي منظومة التموين وفي التعليم وعلى مستوى قطاع المحليات أيضًا.. وعندما أتحدث عن المحليات فهنا أذكر القطاع الكبير الذي يلقى على عاتقه مسئوليات وخدمات عدة مقدمة للمواطن.. كرفع كفاءة الطرق وشبكات الإنارة والنظافة وملف تقنين الأراضي وإزالة الإشغالات والقضاء علي العشوائية في الميادين وغيرها من المهام التي تساهم في رفع المعاناة عن المواطنين.. وهنا يتطلب الأمر أن يكون هناك تحرك فعلي – لا شو إعلامي ـــ لتنفيذ توجيهات الرئيس، وتلبية احتياجات المواطنين والقضاء على هذه المشكلات ..

وأخيرًا اعتقد أن الوقت حان لضخ دماء جديدة في المناصب القيادية بحركتي المحافظين والوزراء المرتقبتين.. تكون قادرة علي التعامل مع الملفات الضخمة التي تؤرق المواطن، وتستطيع التواصل والتواجد بين كل الناس.. بل والأهم قادرة على اتخاذ القرارات المهمة في الأوقات المناسبة دون تردد.. ويكون لديها الخبرات والقدرات وقبلهما العقلية القادرة على تقديم الابتكارات والحلول في المشكلات التي تواجه المواطن.